IMLebanon

أهالي العسكريين والـDNA: الإنتظار الثقيل

كتب خالد موسى  في صحيفة “المستقبل”:

ثقيلة هي اللحظات والأيام التي مرّ بها أهالي العسكريين التسعة المخطوفين لدى تنظيم “داعش” الإرهابي منذ الإثنين الفائت، حيث أخذت عينات الـ “دي أن أي” منهم من قبل “الأمن العام”، وحتى يوم أمس، بعدما ألمحوا الى أن معلومات وصلتهم من مصادر، عن أن هذه العينات “لم تتطابق مع العينات التي أخذت من جثث إشتبه بأنها تعود للعسكريين المخطوفين ووجدت في إحدى المناطق التي كانت خاضعة لـتنظيم داعش في سوريا”.

هذه المعلومات طمأنت الأهالي وأعطتهم بارقة أمل بأن يفتح هذا الموضوع نافذة في جدار المفاوضات من أجل فك أسر أبنائهم، إلا أن ثقتهم بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وتمسكهم بالجهد الذي يبذله في هذا الملف، دفعتهم إلى إنتظار بيان رسمي من قبله يؤكد صحة هذه المعلومات ويعلن عن نتائج فحوص الـ “دي أن اي” التي أخذت منهم.

بدوره، أكد اللواء إبراهيم، في حديث إلى “المؤسسة اللبنانية للإرسال “lbc” أمس، أن “الموضوع يعالج وعنـدما نصل الى خواتيمه سنعلن رسمياً نتيجة ما وصلنا إليه”، متمنياً “الرحمة والـــرأفـــة بأهـــالي العســـكريين الذين لديهـــم لوعـــة عـــلى أبـــنائهم”.

وشــدد على أن “الموضوع علمي وبحاجة الى وقت”، مشيراً الى أنه “لا يمكننا كشف مكان الجثث لأن له علاقة بسرية العملية ودقتها”.

ولفت إبراهيم الى أن فحوص الـ “دي أن أي” تجرى للجثث كما تجرى للأهالي “لأنه لدينا شكوك بمكان ما أن هذه الجثث هي للعسكريين، وهذه الشكوك قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة، فدعونا نرحم الأهالي لا أكثر ولا أقل”.

وكان الشيخ محمد الحاج حسن، شقيق العسكري المخطوف علي الحاج حسن، نشر أمس عبر حسابه على موقع “الفايسبوك”، صورة لشقيقه المخطوف علي معلقاً عليها:” الحمد والشكر لله أولاً وأخيراً ولكل المحبّين … فحوصات الـ DNA غير مطابقة وبالتالي الجثث ليست للعسكريين الأسرى”.

إذاً، هي “جولة رعب جديدة”، بحسب ما وصفها الأهالي لـ “المستقبل”، عاشوها منذ تلقيهم إتصالاً من قبل المديرية العامة للأمن العام الإثنين الفائت يطلب منهم ضرورة الحضور الى المديرية للإجتماع باللواء إبراهيم. وهناك طُلب من الأهالي الذين كانوا ينتظرون سماع أخبار جديدة عن تطورات الملف، خصوصاً بعد حديث اللواء إبراهيم الأخير قبل أسبوع إلى إحدى المحطات التلفزيونية عن “وجود وسيط جديد في القضية وجدّي أكثر من الوسطاء السابقين الذين تعاقبوا، وهو تحت نظر الأمن العام والملف يجري العمل به على قدم وساق”، غير أن الأهالي لم يعلموا ما كان ينتظرهم من طلب أخذ فحوص الـ “دي أن أي” منهم، بحسب ما رواه نظام مغيط، شقيق العسكري المخطوف إبراهيم مغيط لـ “المستقبل”.

هذا الطلب سقط كالصاعقة على الأهالي، بحسب ما وصفه مغيط، الذي أشار الى “أننا كنا ننتظر الحصول على أخبار جديدة فإذا بنا نتفاجأ بهذا الطلب، ونحن تكتمنا على هذا الموضوع بالإتفاق مع الأمن العام، فإذ بنا في الايام التي تلت نتفاجأ بتسريبات لبعض الصحف حول الموضوع وروايات عن جثث في مغارة ورحلة صيد وعملية أمنية أدت الى إكتشافهم وما إلى ذلك”.

وشدد على أن “هذه الأخبار إنعكست سلباً على الأهالي مع بث شائعات حول تطابق الفحوص مع الجثث، وهو ما أدى الى إصابة والدة الجندي المخطوف علي المصري بذبحة قلبية نُقلت على إثرها الى مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك”، لافتاً الى “ أننا ما زلنا ننتظر بياناً من قبل اللواء إبراهيم حول نتائج هذه الفحوص، مع العلم أنه وصلتنا بعض المعلومات من مصادر تفيد بأن هذه الجثث لا تعود للعسكريين وبأنه فحوصنا لم تتطابق معها، إلا أننا ما زلنا ننتظر بياناً رسمياً من قبل اللواء إبراهيم الذي تواصلنا معه وأكد لنا ابلاغ الأهالي بالنتائج فور صدورها قبل وسائل الإعلام”.

وأمل مغيط أن “تكون الأخبار التي وصلتنا صحيحة وأن يعود عسكريّونا الأبطال الى ذويهم مرفوعي الرأس في أقرب وقت بفضل الجهود التي يبذلها اللواء إبراهيم”، شاكراً كل “المتضامنين مع الأهالي في هذه الأيام العصيبة”. وتمنّى “التعاطي مع الموضوع من ناحية إنسانية وعدم التلاعب بأعصاب الأهالي، إن كان هناك بعد من أعصاب لدينا نتيجة ما مررنا به بعد إنقطاع أخبار أبنائنا وأخوتنا”.

من جهته، أمل حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، في حديث إلى “المستقبل” أن تكون هذه المعلومات “صحيحة”، مشيراً الى أنه “لا يمكننا تأكيدها بانتظار اتصال من اللواء إبراهيم، أو بيان يصدر من الأمن العام أو من قيادة الجيش يؤكد هذا الموضوع “.