IMLebanon

هل يسقط “جدار” عين الحلوة؟

ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة “الشرق الاوسط” أنه من المقرر ان تتقدم اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا هذا الأسبوع بخطة بديلة عن الجدار الإسمنتي لمخيم عين الحلوة للأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة، “إلا أن المستجدات الأمنية الأخيرة قد تشكل تحديا جديا للقيادات الفلسطينية التي تحاول إقناع نظرائها اللبنانيين بعدم جدوى الجدار وانعكاساته السلبية الكبيرة على المجتمعين اللبناني والفلسطيني على حد سواء”.

وأوجزت المصادر المتواجدة داخل المخيم لـ”الشرق الأوسط” التطورات التي شهدها المخيّم، أمس، لافتة إلى أن “مجهولين اغتالوا صباحا ناشطيْن إسلاميين من جماعة (عصبة الأنصار) التي عمد عناصرها بعد ذلك إلى إطلاق النار عشوائيا داخل المخيم ما أدى لاندلاع اشتباكات بينهم وبين عناصر من حركة (فتح) التي اكتفت بالرد على مصادر النيران”، وأشارت إلى أن الحصيلة الحالية أمس 3 قتلى وجريحة واحدة. وأضافت المصادر: “لا يمكن استبعاد أن يكون التناحر الداخلي بين المجموعات الإسلامية هو الذي أدى لاغتيال ناشطين من (العصبة)، كما لا بد من إضاءة سيناريوهات أخرى لعل أبرزها شعورنا بأن هناك جهات تسعى لتوتير الأوضاع داخل المخيم تنفيذا لأجندات خارجية”.

من جهته، تحدث رئيس التيار الإصلاحي في حركة “فتح”، العميد محمود عبد الحميد عيسى، المعروف بـ”اللينو” عن “مخطط قديم – حديث يقضي بتوتير الوضع الأمني داخل المخيم، إلا أن اللجنة الأمنية المشتركة والمولجة حفظ الاستقرار تتحمل مسؤولية عدم قيامها بمهامها بالشكل المطلوب ما يعزز لدى اللاجئين الفلسطينيين في المخيم فكرة غياب المرجعية بشكل كامل”، لافتا في تصريح لـ”الشرق الأوسط” إلى وجود علامات استفهام تحيط بهذا الملف. وأضاف “اللينو”: “نحن لا نريد قوة أمنية صورية عاجزة غير قادرة على اتخاذ القرارات والمحاسبة وتحصر مهامها في الاستنكار وإعداد البيانات، ما نريده قوة تقطع الطريق على كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المخيم تنفيذا لأجندات خارجية”.

من جهتها، كتبت صحيفة “الأخبار” أنه قُتِل شابان في وضح النهار، في عملية “إعدام” موصوفة، في مخيم عين الحلوة أمس. في التاسعة صباحاً، اقترب شابان غير ملثمين من سامر نجمة (بائع سمك) ومحمود عبد الكريم (بائع قهوة وشاي)، في حي الصفصاف، وأطلقا النار عليهما من مسدسات حربية. وتفيد المعلومات بأن القاتلين اللذين كانا يرتديان قبعتين جلديتين، قدما من “حي عكبرة”، الخاضع لنفوذ حركة فتح، ونفّذا الجريمة قبل أن يتواريا في أحد زواريب الحي.

وعُلم أن أحد القتيلين عنصر في “عصبة الأنصار الإسلامية”، فيما الآخر غير محسوب على أي جهة. ورجّحت المصادر أن الجريمة أتت على خلفية الاشتباكات الأخيرة بين حركة فتح وجماعة “الشباب المسلم”، خصوصاً أنّ هناك اتهامات لنجمة بالتورط في قتل أحد الفتحاويين من آل عثمان خلال اشتباكات بين الطرفين.

وفور وقوع الجريمة، انهمر رصاص القنص على حي الصفصاف، ما أدى إلى إصابة أحد المارة. وعليه، أشعلت جريمة قتل الشابين عين الحلوة، مخيم الشتات الفلسطيني الأكبر. “لعلع” الرصاص في أرجاء المخيم حتى ساعات متأخرة. ولم تنته القصة بعد. يُعدّ أقارب الضحيتين وأصدقاؤهما لدفنهما اليوم، لكنّ الجمر لا يزال كامناً تحت الرماد. وتنقل المصادر الأمنية تخوّفها من احتمال تجدد الاشتباكات، ولا سيما أنّ المقبرة حيث سيُدفن القتيلان تقع في منطقة درب السيم التي تُسيطر عليها حركة فتح. فضلاً عن أن الجنازة ستمرّ في مناطق نفوذ القيادي الفتحاوي (المفصول من حركة فتح والمنتمي إلى تيار محمد دحلان) محمد عيسى الملقب بـ “اللينو”. ومعظم الذين سيشاركون في الدفن مؤيدون للقوى الإسلامية التي تكنّ العداء لحركة فتح.

وتتخوّف المصادر من احتمال وقوع مناوشات خلال التشييع، من شأنها أن تُشعل حرباً داخل المخيم. أحد المسؤولين في “عصبة الأنصار” الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أبلغ “الأخبار” بأن الجريمة طابعها فردي، لكنه وضعها في خانة تهديد أمن المخيم، ولا سيما أنّها ضربت عقر دار العصبة. فيما قال قيادي إسلامي آخر إنّ الجريمة تتحمّل مسؤوليتها حركة فتح، باعتبار أنها وقعت في حي الصفصاف، والقتلة أتوا من منطقة فتح.