IMLebanon

جعجع: زيارة عون للسعودية انتصار كبير!

 

 

علق رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على زيارة الرئيس ميشال عون للسعودية، قائلا في تصريح لصحيفة «الجمهورية»: «أن تكون الزيارة الأولى الرسمية للجنرال عون كرئيس جمهورية للسعودية ودولة قطر، هو أمر معبّر جداً، وهي زيارة بالفعل انتصار لمنطق الدولة اللبنانية التاريخية التي نعرفها عبر التاريخ… وهي علاقاتها الاساسية مع البلاد العربية، ومن بعدها بقية البلاد والعالم.

وهذا الواقع جاءت ترجمته بخير تعبير من خلال زيارة رئيس الجمهورية الأولى. وفي رأيي هذه الزيارة انتصار كبير لعودة عمل المؤسسات في لبنان. كما أنّ هذه الزيارة سترمّم علاقة لبنان بالسعودية وبكافة دول الخليج بعدما تدهورت في السنوات الثلاث الماضية الى ان تدهورت بكاملها السنة الماضية فأدّت إلى شبه قطيعة، الامر الذي يحصل للمرة الاولى في تاريخ لبنان.

لذلك أحيّي الرئيس عون على خطوته لأنّها في محلها، وسترجع لبنان إلى موقعه الطبيعي بين اشقّائه العرب، وستزيل ايّ لبسٍ او شكّ في ما يتعلق بتغيير ما حصَل في «لبنان التاريخ»، وكذلك ستزيل ايّ سوء او إبهام بما يمكن ان يكون قد علِق بأذهان البعض من اوهام او كأنه لا دولة في لبنان أو كأنّ كلّاً يغنّي على ليلاه. هذه الزيارة فعلاً ستصيب كلّ هذه الاهداف مجتمعةً».

وأضاف جعجع: «إنّ النتائج العملية المرتقبة لهذه الزيارة، اضافةً الى ما سبق ذكرُه هي اثنتان:

1 ـ الهبة السعودية المقدّمة الى الجيش اللبناني التي توقّفت العام الفائت.

2 ـ عودة السياح الخليجيين الى لبنان، وهو امرٌ حيوي جداً، عكس ما يعتقد البعض من انّ زيادة سيّاح خليجيين بالزائد او بالناقص هو سيّان، لأنّ السياح الخليجيين هم عماد السياحة في لبنان بكلّ معنى الكلمة انطلاقاً من أعدادهم وقدراتهم الشرائية، بالاضافة الى العلاقات الشخصية التي تربطهم بكثير من اللبنانيين. وأنا شخصياً مسرور جداً بهذه الزيارة وأعتبرها اجملَ وأهمّ هدية يقدّمها الجنرال عون للبنانيين في مطلع هذه السنة الجديدة.

ومن جهة أُخرى اعادَت هذه الزيارة تصويبَ كثير من الامور التي كانت في حاجة الى تصويب».

وهل يتوقع بما لديه من معطيات إحياء الهبة؟ اجاب جعجع: «شخصيّاً ليست لديّ معطيات او معلومات عن عودة الهبة السعودية ولا يمكن أن أكون حاسماً او جازماً في هذا الامر، انّما انا متأكد من انّ الامر مطروح على بساط البحث من بابه العريض اثناء الزيارة».

وهل انّ ترحيبه بأن تقدّم ايران مساعدات للبنان، هو بداية تحوّل في الموقف السياسي لملاقاة «حزب الله» في مساحة معيّنة؟ قال جعجع: «موقفنا في هذا الشأن واضح جداً، ليس لدينا حساسية على ايران كبلد او على الشعب الايراني، مشكلتُنا الاساسية انّ ايران تساعد حزباً من الاحزاب اللبنانية متخطيةً الدولة اللبنانية والسلطات اللبنانية الشرعية وعلى حساب المصلحة الوطنية العليا.

امّا اليوم فنقول اذا كانت هذه المساعدة ستأتي الى الدولة اللبنانية كدولة فمن المؤكد ان لا مانع لدينا ان نتلقّى هبات ومساعدات من دول الشرق والغرب ونتلقّى من ايران بكلّ ترحيب».

وعن قراءته لموقف «حزب الله» من زيارة عون للسعودية، قال جعجع: «أقرأ ايجابية في موقف «حزب الله» من زيارة عون للسعودية، وأقصى تمنياتي في هذا الخصوص ان لا يقوم بعد اليوم اي فريق لبناني بزعزعة العلاقات بين لبنان وبقية الدول العربية او غير العربية.

أمّا بالنسبة الينا، اذا كان هناك ايّ دولة عربية او غير عربية تعتدي على لبنان فنحن لا نقبلها وسنقف لها بالمرصاد وسنتّخذ جميعنا الموقف الذي يجب ان يُتخذ معاً. امّا حين لا يعتدي احد على لبنان او على المصلحة الوطنية العليا «فننصب له العداء ببلاش» ومجاناً على حساب المصلحة الوطنية العليا وعلى حساب مصلحة اللبنانيين، فهذا غير مقبول».

عن حوار مستقبلي محتمَل بين «القوات» وحزب الله، قال جعحع: «الكلام الايجابي الذي صدر عن «حزب الله» مرحَّب به جداً ولا يمكننا الرد على ايّ كلام ايجابي الّا بكلام ايجابي آخر.

إنّما، هذا شيء والكلام العملي شيء آخر! فحتى اليوم لا كلام عمليّ، والكلام العملي يلزمه برنامج ومادة، وإلّا لا حزب الله سينجح ولا نحن سننجح، ولذلك اتمنّى ان تتحول هذه الاجواء الايجابية الى طروحات عملية، عندها نرى إذا كان هناك امكانية للتقدم انطلاقاً من اقتناعاتنا الوطنية وخصوصاً تلك المتعلقة بقيام الدولة ووجودها في لبنان».

وعن الجوّ المتوتر حالياً بين حزبي «القوات» و«الكتائب اللبنانية»، قال جعجع: «الجوّ الحاصل ليس الجوّ الطبيعي الذي يجب ان يكون بين «القوات» والكتائب اللبنانية، ونحن وضعنا كلّ جهدنا لعودة الجو كما يجب ان يكون. فلا مشكلة اساسية ورئيسية مع حزب الكتائب، ونحن معه نلتقي في الكثير الكثير من المواضيع، وهي اكثر من ان تُعد وتُحصى.

في الفترات الاخيرة اصبح هناك خلاف في وجهات النظر حول بعض المواقف العملية، خصوصا في الانتخابات الرئاسية، انّما هذا الموضوع لا يجب ان يفسد في الود قضية، وصراحةً سنعمل بجد لكي لا يفسد في الودّ قضية».