IMLebanon

زيارة السعودية: السيَّاح عائدون والمستثمرون لاحقاً؟

 

 

 

كتبت إيفا أبي حيدر في صحيفة “الجمهورية”:

 

تعوّل الهيئات الاقتصادية على الجانب الاقتصادي من زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى السعودية، حيث من المتوقع ان يتم الاعلان بعد الزيارة عن رفع الحظر عن سفر الرعايا السعوديين الى لبنان بما من شأنه أن ينعش السياحة مجدداً، على ان يؤدي ذلك لاحقاً الى عودة الاستثمارات السعودية والخليجية الى لبنان من أجل انعاش الاقتصاد، على ان يستفيد لبنان من الخبرة السعودية في المجال النفطي.

شدّد رئيس “اتحاد غرف الزراعة والصناعة والتجارة” محمد شقير على اهمية تحسين علاقات لبنان اليوم مع دول الخليج، مؤكداً ان توقيت زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية في هذه الفترة بالذات تخدم لبنان الذي يتمتع باستقرار امني لافت مقارنة مع دول المنطقة.

وصف شقير الخطوة بالتاريخية، خصوصاً أنها الزيارة الدولية الاولى للرئيس بعد انتخابه. ولفت في حديث الى “الجمهورية” الى ان الرئيس عون يعي أهمية تحسين العلاقات اليوم مع المملكة، مذكراً بأن المملكة وقفت الى جانب لبنان خلال الحرب والسلم.

اما في الشق الاقتصادي فالقاصي والداني يعلم ان المملكة هي الشريك التجاري الاول للبنان، وهي بوابة لبنان الى دول الخليج. ولفت الى ان 50 في المئة من الصناعات اللبنانية تصدّر الى دول الخليج، كما ان 70 الى 80 في المئة من المنتجات الزراعية تُصدّر الى دول الخليج، عدا عن ان 85 في المئة من الاستثمارات الاجنبية في لبنان تعود الى مستثمرين خليجيين، اضافة الى ان 7 من أصل 10 اكبر مصارف في لبنان فيها مستثمرون خليجيون، عدا عن ان أكبر المشاريع السياحية في لبنان مثل “كيمبنسكي” و”الفور سيزن” و”الموفنبيك” هي استثمارات خليجية.

رداً على سؤال، لفت شقير الى ان لغة العاطفة لا تدخل في موضوع عودة الاستثمارات السعودية الى لبنان، انما لغة الارقام هي التي تتكلم. فلا يمكن الحديث عن عودة الاستثمارات الخليجية او السعودية الى لبنان والحكومة تفكر دورياً بإصدار ضرائب جديدة.

المطلوب اليوم استقرار ضرائبي في البلد لجذب الاستثمارات الجديدة، حتى لو كانت الاستثمارات لبنانية بحتة. لا يجوز كلما اتينا على سيرة الموازنة ان يتم ادراج 25 ضريبة جديدة، فالمستثمر وقبل الاقدام على اي استثمار جديد يعد دراسة عن الضرائب المتوجبة عليه، وحقوق الموظفين…. كما لفت الى ان المستثمر الخليجي لا يعود الا برفقة المستثمر اللبناني، لذا المطلوب اليوم اقرار الموازنة، توفير الاستقرار الضرائبي، ونحن كلبنانيين نتكفل بعودة المستثمرين.

وعمّا اذا كانت الهيئات تعدّ لتحرك ما يلي زيارة عون الى المملكة وقطر، كشف شقير ان الهيئات تعد لذلك بالفعل، وقد تتمّ زيارة السعودية لاستكمال ما بدأه الرئيس، لافتاً الى انه سيكون للهيئات الاقتصادية الدور الاساسي في استكمال ما بدأه رئيس البلاد لمتابعة الاستثمارات المشتركة انما بعد ان نحصل على الاستقرار الضريبي.

من جهته، اعتبر رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية-السعودية ايلي رزق ان زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى السعودية تعتبر زيارة مفصلية ومهمة وتاريخية كون الملك سلمان هو الذي بادر الى دعوة الرئيس عون الى زيارة المملكة، وكون عون وافق ان تكون اولى زياراته الدولية الى المملكة. واكد ان هذه الخطوة تعبّر عن موقف لبنان الرسمي الذي يؤكد على عروبة لبنان ودعمه لقضايا اشقائه المحقة.

وقال رزق “للجمهورية”: نحن نعلّق اهمية قصوى على هذه الزيارة لما من شأنها ان تعيد اللحمة الى العلاقات الاخوية التي تربط بين الشعبين اللبناني والسعودي، والمواطن السعودي والمقيم اللبناني على ارض المملكة، على امل رفع الحظر الذي كان مفروضاً على رعايا السعودية، وصولا الى رفع الحظر عن مجيء رعايا دولة الامارات. وأكد رزق ان الاعلان رسميا عن رفع الحظر عن مجيء السعوديين والخليجيين الى لبنان هو خطوة شبه محسومة.

ورداً على سؤال، كشف رزق ان الهيئات الاقتصادية تسعى الى تفعيل الزيارات المتبادلة بين الوفود التجارية والقطاع الخاص، لافتاً الى أن استقبالاً سيقام للرئيس عون في السعودية من قبل الجالية اللبنانية في دارة السفارة اللبنانية في السعودية، الى جانب عشاء يقيمه وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري على شرف الوفد السعودي.

تابع: نحن كرجال اعمال وكهيئات اقتصادية معنيون مباشرة برفع الاداء الاقتصادي في لبنان ونعلق آمالاً كبيرة على عودة المستثمر السعودي والخليجي الى لبنان واقناع لبنانيي الخليج بالعودة للاستثمار في لبنان، خصوصاً أن لبنان يتمتع بأفضل نسبة من الاستقرار الامني بين دول المنطقة والجوار. انطلاقاً من ذلك، نتمنى على القوى السياسية كافة ان تستمر في تفاهماتها وتوافقها بما سيساهم من دون شك في تحسّن المناخ الاستثماري والاقتصادي في لبنان.

واعتبر رزق رداً على سؤال ان زيارة المملكة اليوم تليها زيارة قطر يكفيان لرفع الحظر عن المجيء الى لبنان وعودة الاستثمارات الخليجية والسعودية اليه، كما نأمل في ان يلي هذه الزيارة زيارات ايضاً الى دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضح رزق انه لم يرافق عون في هذه الزيارة وفد من الهيئات الاقتصادية، انما هناك استعدادات يقوم بها شقير لتفعيل الزيارات المتبادلة بين الهيئات الاقتصادية اللبنانية ونظيرتها السعودية.