IMLebanon

تقرير IMLebanon: سياحة واستثمارات وأكثر… لبنان مجددًا نحو الحضن العربي اقتصادياً؟

 

فتحت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى السعودية وقطر صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية مع هذين البلدين الخليجيين الهامين، ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد والسياحة والاستثمارات بعد الحظر الخليجي القاسي على لبنان بسبب التوتر السياسي والهجوم العنيف على دول الخليج ولا سيما الرياض من قبل اطراف لبنانية تدور في فلك طهران

إذا، وُصِفت زيارة عون الى السعودية ولقاؤه بالملك سلمان بن عبد العزيز بـ”التاريخيين”، خصوصا في ظل الحاجة الماسة لعودة العلاقات الى سابق عهدها مع الرياض، إذ أنّ السعودية قدمت للبنان شتى انواع المساعدات وصولاً الى الفصول الاخيرة من الهبة العسكرية للجيش اللبناني بـ3 مليار دولار قبل أن تتوقف بسبب الحملات الاعلامية العنيفة ضد السعودية وفشل الدولة حينها بتقديم التطمينات اللازمة عن وجهة السلاح! كما أعطيت اأهمية كبيرة لزيارة عون القطرية لما تحمله من دلالات هامة ومؤشرات على مختلف الأصعدة.

وأبعد من الملف السياسي، تُطرَح على الطاولة كطبق أساسي مسألة عودة السياح والمستثمرين الخليجيين إلى لبنان ما سيساهم بطبيعة الحال في انعاش الاقتصاد والسياحة من خلال ضخ الاموال في لبنان. فكيف ينظر الاقتصاديون اللبنانيون الى زيارة عون الخليجية؟ وما هي رؤيتهم إلى العلاقات اللبنانية ـ الخليجية بعد عودة الحرارة تدريجيا إليها؟

هل تعود السياحة الخليجية؟

نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يؤكد في حديث لـIMLebanon أنّ عودة السياحة الى لبنان تستوجب تسوية لتداعيات الغيمة التي مرت قوت لبنان إذ أنّ السياحة الخليجية وخصوصاً السعودية هي العمود الفقري للسياحة في لبنان. ويرى ان هذه السياحة هي لـ365 يوماً وليست سياحة اصطياف فقط، لان الاخوان العرب على مدار السنة يتوجهون الى لبنان، خصوصا أنهم يتميزون بأطول مدة اقامة واكبر امكانية انفاق، فالسنوات التي كانوا يترددون بها الى لبنان كانت نسبة 65% من مداخلينا السياحية من اهل الخليج وعلى رأسهم السعودية”.

الأشقر يعتبر ان “الكلام الذي سمعناه من الملك سلمان ومن الرئيس عون فيه ايجابيات كبيرة، وانطلاق السياحة ستعيد لبنان الى الخريطة السياحية الاقليمية وبعدها السياحة الدولية، لانه بالنهاية عندما يكون هناك استقرار امني وسياسي في البلاد يعود لبنان على ما كان عليه في السابق، وهذا الامر سيشجع السياحة العالمية من دون ان ننسى سياحة المغترب الذي مرّت عليه ظروفا صعبة لم يعد يأتي فيها الى بلده، والسبب كان عدم الاستقرار الامني والسياسي”. ويضيف: “تبين انه حتى لو هناك استقرار امني فلن نشهد سياحية جيدة من دون الاستقرار السياسي لأن هذا الامر سيثير الخوف لدى المغترب والسائح ان الوضع غير مستقر وقد ينفجر في اي لحظة، ومع بداية العهد الجديد نأمل بأن نعود الى الخريطة السياحية الاقليمية”.

توقعات بإلغاء الحظر السياحي الخليجي

من جهته، يرى رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير في حديث لـIMlebanon أن “زيارة عون الى السعودية تاريخية وناجحة على كل المستويات وذلك عبر عودة العلاقة كما كانت في السابق وأفضل، والجميع يعترف اننا لم نشهد من المملكة سوى الخير في كل الفترات على مر التاريخ خلال السلم والحرب، خصوصا انها وقفت مع الجيش والقوى الامنية والمؤسسات الدستورية”.

ويؤكد أنّ “عودة السياح السعوديين الى لبنان له انعكاسات ايجابية كثيرة خصوصًا أنّ لبنان يشهد استقرارًا أمنيًا أكثر من جيد ما يدفع السياح الى التوجه اليه، وأكبر دليل على ذلك هو شهر كانون الأول حيث شهدنا عددا لا بأس به من السعوديين في لبنان خلال فترة الاعياد، واليوم بعد أيام على الزيارة من المتوقع ان نلحظ تطورا في فرص العمل في السعودية، بحيث ستفتح الابواب أمام اللبنانيين”.

وفي ما يخص الحظر الخليجي على لبنان وامكان الغائه قريياً، يشدد الأشقر على أن الحظر “جاء بسبب بعض المواقف السياسية وليس بسبب الاستقرار الامني لان لبنان مستقر أمنيا اكثر من دول اقليمية واجنبية كثيرة، فاليوم في فرنسا سقط قتلى جراء العمليات الارهابية اكثر بكثير مما سقط في لبنان، والامر نفسه في تركيا ومصر وألمانيا والولايات المتحدة، لذلك عملية ارهابية واحدة لم تعد تخيف السائح من التوجه الى البلد المستهدف، والمثل الاكبر ما حصل في تركيا وفرنسا من عمليات ارهابية، فالسائح سينسى الاعتداء بعد مرور 40 يوما تقريبا وسيعود الى هذا البلد من اجل زيارته، بالتأكيد السياحة تراجعت في تلك الدول بسبب العمليات الارهابية ولكن لم تنطفئ كليًا”.

ويعتبر أنّ “التفجيرات والاغتيالات التي شهدها لبنان لم تؤثر على السياحة وتردد السياح لم يتوقف، ولكن الحظر الخليجي والتنبيه من التوجه الى لبنان جاء بسبب بعض المواقف السياسية العدائية بحق السعودية، لذلك فإن الوضع السياسي هو الذي أدى الى هذا الحظر”.

من ناحيته، يشدد شقير على أنّ “الاستقرار الامني أساسي جدًا في لبنان من أجل عودة السياح مع العلم ان لبنان مستقرا أمنيًا، وما منع السياح من المجيء الى لبنان كان “الزعل السياسي” ما أدّى الى وضع حظر خليجي، ولكن اليوم القلوب أصبحت صافية والامور عادة الى طبيعتها وأفضل”.

ويلفت الى أنّ “السائح الخليجي يأتي على مدار السنة الى لبنان وليس فقط للاصطياف، فهناك سياحة التزلج وسياحة الاستشفاء وأعياد الميلاد ورأس السنة ورمضان وفضل الصيف والمؤتمرات والمعارض، لذلك علينا الاستفادة من هذا الامر من أجل تمكين السياحة في لبنان والنهوض بالاقتصاد تدريجيا”.

ماذا عن الاستثمارات؟

أما بالنسبة للاستثمارات المالية الخليجية في لبنان، فيشير الأشقر الى أنّ “هناك ازمة مالية في العالم كله وفي الخليج العربي ولا شك ان الاستثمارات ستعود الى لبنان ولكن ليس بالقوة التي كانت عليها في السابق، لان الاستثمارات تتطلب استقرارا طويل الامد في البلاد وليس لفترة معينة او متقطعة، فالسائح تكفيه فترة صغيرة من الاستقرار لكي يأتي الى لبنان، ولكن المستثمر ينظر الى المدى البعيد ويحتاج الى تطمينات، مؤكدة أنّ الوضع سيبقى جيدا ومن دون أي خضات امنية او سياسية لكي يضع استثماره في لبنان”.

ويشدّد على انه “منذ 10 سنوات حتى اليوم لم يشهد لبنان اي استقرار طويل الامد يطمئن المستثمر، فكل القضايا التي مرّت على لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرورا بالاغتيالات المتتالية وجولات القتال في طرابلس و7 ايار، وصولا الى الازمة السورية والتفجيرات الارهابية في الضاحية والحظر الخليجي اثرت سلبا على الاقتصاد والسياحة والاستثمار، لذلك نحن بحاجة الى استقرار طويل الامد من العهد الجديد لكي نشهد عودة جيدة وقوية وطويلة للاستثمارات في لبنان.

لغة الأرقام لا القلب

من جهته، يرى شقير أن “المستثمر السعودي سيأتي مع المستثمر اللبناني، فالقطاع الخاص اللبناني هو الذي يجذب القطاع الخاص السعودي الى لبنان، ولكن المستثمر لا يأتي بلغة القلب والعواطف فهو يتحدث بلغة الأرقام، لذلك المطلب الاساس لعودة المستثمر السعودي هو الاستقرار الضرائبي، مع العلم ان دور الهيئات الاقتصادية هو اعادة المستثمر الخليجي والسعودي الى لبنان، ولكن طالما نشهد حديثا عن 25 نوعا من  الضرائب فلن نشهد استثمارات مهمة لا لبنانية ولا خليجية ولا سعودية، وأتمنى أن نصل الى اتفاق جيد مع الحكومة من اجل فتح الباب الاستثمارات”.

سياحة واستثمارات وأكثر… من الواضح ان لبنان يعود للحضن العربي من أوسع الأبواب.