IMLebanon

القصة الكاملة لمنفِّذ مجزرة إسطنبول… مجيئه من إيران حتى لحظة اعتقاله!

 

 

ألقت أجهزة الأمن التركية، القبض على منفذ مجزرة ملهى “رينا” في اسطنبول عبد القادر ماشابيروف في عملية أمنية دامت 20 دقيقة، بعد جهود استخباراتية أدت إلى معرفة مكان إقامته.

وكشفت صحيفة  “خبر ترك” المقرّبة من أجهزة الأمن التركية، أن أول كلمة قالها “سفاح” اسطنبول عند العثور عليه وإخراجه من مخبئه كانت “لا تقتلوني” وأن الخوف سيطر عليه. ومع ذلك قاوم معتقليه، فأشبعوه ضربا شلّه في الحال.

 

 

القصة الكاملة

في الـ22 تشرين الثاني 2016 وصل عبد القادر مشاريبوف البالغ من العمر 33 عاماً مع أسرة من الأتراك الأوغر تتكون من 4 أفراد مدينة كونيا الواقعة وسط تركيا بعد أن عبر الحدود الشرقية للبلاد مع إيران.

هذا الرجل، الذي تسلل إلى تركيا عبر الحدود الشرقية، في إشارة إلى إيران، قاتل في سوريا وأفغانستان مع تنظيمي “داعش” و “القاعدة”. وهو بحسب صحيفة “خبر ترك”، أوزبكي الجنسية، يُعرف بين “إخوته” في تنظيم “داعش” في سوريا الذي كان على اتصال معه بلقب “أبو محمد المهاجر”، ويتحدث 4 لغات بطلاقة، هي العربية والروسية والصينية والأوزبكية، كما يستطيع أيضاً أن يتواصل بالتركية.

 

مسار تنقلاته

الوجهة الأولى: كونيا

بحث مشاريبوف في البداية على شقة في المدينة تأويهم بمساعدة أحد السماسرة الذي أجر له أستوديو في منطقة سولغوكلو في المدينة.

وبحسب صحيفة “حرييت”، بقي الرجل في مسكنه الجديد ليوم واحد فقط، ومن دون أن يُعرف السبب عن طلبه من السمسار نفسه أن يُغيره، حيث انتقل إلى شقة أخرى في المنطقة نفسها استأجرها بـ1100 ليرة تركية (300 دولار).

وخلال المتابعة، التقطت كاميرا المراقبة في 15 كانون الأول 2016 منفذ الاعتداء وهو يدخل إلى محطة الحافلات في مدينة كونيا من دون أن يحمل معه أي أغراض، أو أن يكون معه شخص آخر.

ونشرت وسائل إعلام مختلفة بأن المنفذ كان في طريقه حينها لإسطنبول، من دون أن تؤكد أي جهة رسمية هذه المعلومة.

وعندما وصل مشاريبوف إلى إسطنبول، استقر أول الأمر في منطقة “باشاك شهير”، بحسب تصريحات لوالي إسطنبول واسب شاهين في مؤتمر صحافي الثلاثاء 17 كانون الثاني2017.
وأضاف المسؤول التركي أنه “قبل الاعتداء بيوم أو يومين غيّر مشاريبوف مسكنه مرتين سعياً منه للتخفي، قبل أن يتوجه إلى ملهى “رينا” من منطقة “زيتنبورنو”.

ونشرت صحيفة “حرييت” أن مالك الشقة أجنبي اسمه Nurullah Zaki Haser  وكان قد ترك مفتاحها لدى شركة عقارية لتقوم بتأجيرها، فوقعت عقد إيجار مع علي جميل محمد لمدة 6 أشهر، مقابل إيداعه 1500 ليرة تركية لديها كتأمين، مع 750 مسبقا كإيجار شهري. أما علي جميل محمد، فقد يكون هو العراقي المعتقل.

 

 

يوم الاعتداء

ليلة رأس السنة، خرج مشاريبوف إلى حافة الشارع في منطقة زيتنبورنو في إسطنبول، والمعروفة باستقرار الجاليات الآسيوية بكثافة فيها. أوقف سيارة أجرة واتجه نحو حي بيشيكتاش التاريخي الشهير والقريب من أورتاكوي.

وبحسب وكالة “إخلاص” للأنباء، فإنه طلب من سائق سيارة الأجرة أن يجري مكالمة من هاتفه الخاص وهو في الطريق إلى تنفيذه العملية، من دون أن تُكشف هوية الشخص الذي تحدث إليه.

وطلب بعدها من السائق أن يستمر في السير في اتجاه “أورتاكوي” التي يتواجد فيها الملهى، مروراً بساحل “بيشيكتاش” على البوسفور (مسافة 4 كيلومترات).

عند وصوله إلى “أورتاكوي”، طلب الرجل من السائق أن يتوقف على بعد 10 أمتار من ملهى “رينا”، دفع ثمن الأجرة ونزل ليكمل على رجليه من دون أن يأخذ حقيبة كان قد وضعها في صندوق السيارة.

في الواحدة و15 دقيقة صباحاً من كانون الثاني 2017، بينما يعلو صوت الموسيقى داخل ملهى “رينا” المطل على البوسفور حيث كان يحتفل أكثر من 600 شخص بقدوم السنة الجديدة، وصل مشاريبوف إلى امام الملهى، وأخرج من حقيبة ظهره بندقية كلاشنكوف أوتوماتيكية وأطلق النار على أول شخص رآه أمامه ليرديه قتيلاً على الرصيف، داخلاً الملهى مطلقاص النار في كل الاتجاهات ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وجرح 65 آخرين.
وبحسب المعلومات، فقد أنهى مشاريبوف المجزرة في تمام الواحدة و23 دقيقة بعد منتصف الليل بعد أن أطلق 180 رصاصة على المحتفلين، وكان بين الفينة والأخرى يتحرك في المكان ليتأكد من وفاة من أصابهم برصاصة، وحينما ينتبه إلى أن أحدهم مازال يتنفس، يطلق النار عليه من جديد حتى يُرديه قتيلًا.

 

 

الهروب

بعد تنفيذ المجزرة، ابتعد مشاريبوف عن الملهى واستقل سيارة أجرة، لكن السائق أنزله بعد 5 دقائق في منطقة “كورو تشيشمي” قرب مركز بيشيكتاش حينما اكتشف أنه لا يملك المال لدفع الأجرة. والتقطت كاميرا مراقبة في المكان لحظة إنزال سائق السيارة له.

وبحسب والي إسطنبول، فإن المهاجم “الأوزبكي” تمكن من الوصول إلى منطقة “زييتنبورنو” من جديد، وهناك انتقل إلى “باشاكشهير” أيضاً، حيث تنقل بين شقتين متخفياً، قبل أن يذهب إلى منطقة سيليفري، التي تبعد عن إسطنبول 67 كيلومتراً نحو الغرب على بحر مرمرة.

وقال الوالي: “إن المهاجم عاد إلى منطقة إسنيورت في إسطنبول قبل 3 أيام فقط، لتتمكن قوات الشرطة من كشفه ومراقبة المنزل من دون اعتقاله، في محاولة لكشف علاقاته في المدينة والأشخاص الآخرين الذين يُحتمل تورطهم في الهجوم”.

 

 

عملية الاعتقال

وبعد متابعة متواصلة له، قررت الشرطة التركية أخيراً التدخل واعتقال الشخص الذي كان طيلة الشهر المطلوب الأول في البلاد، مخافة أن يتمكن من الهرب ويفقدوا أثره من جديد.

وقد أُلقي القبض أيضاً على 5 أشخاص تواجدوا في الشقة ذاتها برفقة مشاريبوف: رجل من قرغيزستان وآخر من العراق و3 فتيات، الأولى من مصر اسمها تينا (26 سنة)، والثانية صومالية تُدعى عائشة (27 سنة)، فيما الثالثة سينغالية واسمها دينا (27 سنة)، كان القاتل قد جلبهن ليساعدنه في تدبير أمور المنزل وشراء الطعام.
ووجدت الشرطة في المنزل مبلغ 197 ألف دولار، ومسدسات وذخائر، والعديد من شرائح الموبايل، إضافة إلى طائرتي كاميرا مراقبة “درون”، حيث -وبحسب والي إسطنبول- تستمر التحقيقات لمعرفة لماذا وكيف استخدمت.

 

وقال موقع Takvim الإخباري التركي، إن ماشاريبوف من مدينة Kokand الواقعة قرب “وادي فرغانة” بولاية تحمل الاسم نفسه بالشرق الأوزبكي، وفيها قتل ضابطا بجهاز الأمن السري، ولاذ على إثر جريمته بالفرار قبل 6 سنوات إلى أفغانستان، حيث تلقى تدريبا مكثفا، ثم تسلل العام الماضي إلى مدينة Konya في الشرق التركي المجاور لإيران التي دخلها تسللا بدوره من باكستان، لينتهي بعد كل هذا التجوال والترحال “داعشيا” قتل 39 وجرح 65 في ملهى “رينا”.

وأشارت مصادر أجهزة الأمن إلى أنها حرصت على اعتقال الإرهابي حياً من أجل كشف من يقف وراء الجريمة، خصوصاً أن الحكومة التركية اشتبهت بتورط جهاز استخبارات دولي فيها.

 

 

صور وفيديو من داخل شقة السفاح

 

 

 

أخبار ذات صلة:

بالصورة… هكذا اصبح منفذ هجوم اسطنبول بعد اعتقاله!

بالفيديو… هكذا تمّ اعتقال منفذ هجوم اسطنبول!