IMLebanon

تحقيق IMLebanon: ماذا تقول “القوات” و”المستقبل” و”الكتائب” عن تصريحات عون؟

لا تزال ترددات المواقف الاخيرة للرئيس ميشال عون التي اطلقها قبيل مغادرته الى القاهرة تُسمَع في اروقة السياسة المحلية حيث ان دفاعه عن سلاح “حزب الله” اثار انتقادات معارضي وصوله الى قصر بعبدا فيما تكثر الاسئلة عن حقيقة موقف شركاء العهد الجديد من تصريحات الرئيس التي حظيت باهتمام غير مسبوق منذ توليه الرئاسة.

فما هي رؤية الاطراف السياسية لتصريحات عون التي فاجأت الاوساط السياسية؟ ماذا يقول حليف “التيار الوطني الحر” المستجدّ اي “القوات اللبنانية”و”شريك العهد” تيار المستقبل؟ وبماذا يعلق حزب”الكتائب”؟
المعلوف: موقف “القوات” واضح واختلاف مع “التيار” بشأن السلاح

عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب جوزف المعلوف يشدد لـIMLebanon على أن “موقف “القوات” واضح من ملف السلاح.

واذ يلفت الى ان “هناك تفاهماً بيننا وبين “التيار” ترجِم في ورقة التفاهم التي شكلّت الإطار السياسي الذي تبنينا على أساسه ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، يشير الى انه “من الواضح ان هناك نقاط اختلاف، ومسألة سلاح “حزب الله” هي من بين تلك النقاط، نعم هناك قواسم مشتركة كثيرة حول اعادة بناء الدولة وغيرها إلا ان نقاط الاختلاف نتحاور دائما بشأنها لأن موقفنا واضح من سلاح “حزب الله” وموضوع قرار السلم والحرب والحاجة الى استراتيجية دفاعية للتعاطي مع هذا الموضوع وإيجاد حل نهائي لتلك المسألة”.

ويرى المعلوف ان “الحلول ليس واضحة بعد ولكن سنثابر على التواصل والحوار حتى يكون هناك حل لتلك النقطة الاختلافية الاساسية ولكن هذا لا يعني ان هناك خلافات بيننا وبين “التيار” ومستمرين بالتفاهم الموجود بيننا على امل أن نجد الاطار السليم للتعاطي مع هذه المعضلة”.

حوري: لا موقف حالياً!

من ناحيته، رفض عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري التعليق على تصريح الرئيس عون، واكتفى بالقول: “ليس هناك أي موقف حاليا، والأربعاء المقبل ستناقش كتلة “المستقبل” هذا الموضوع وستبحث به”.

سعادة: لسنا محرَجين.. ولم نحصل على التوضيحات

أما عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب سامر سعادة فيشدد على أن “موقفنا واضح اذ نعتبر ألا شرعية بظل سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية وهذا الأمر يناقض الدستور ومنطق قيام دولة لبنانية حقيقية على جميع الاراضي ولن تكتمل السيادة الوطنية إلا من خلال حصر السلاح في يد الجيش اللبناني”.

وعما إذا كان هذا تصريح عون قد أحرج الحلفاء الجدد، يقول سعادة: “هذا الامر يعنيهم، أما نحن فلسنا محرجين لان موقفنا واضح، وعندما حصلت التسوية طالبنا بتوضيحات بشأن تلك النقط تحديدا (اي سلاح “حزب الله”) ولكن رفض طلبنا، ومن هذا المنطلق لم ندخل في التسوية التي حصلت”.

سلهب: ندعم التكامل بين الجيش و”المقاومة”!

من جهته، يؤكد عضو كتلة “التغيير والإصلاح” النائب سليم سلهب لـIMLebanon، أن “موقف الرئيس عون ليس جديدا بشأن سلاح “حزب الله” فقبل انتخابه كان يتطرق لهذا الموضوع وعندما انتخب تطرق لهذا الموضوع ولا يزال حتى اليوم يتحدث عن هذا الموضوع”.

ويقول سلهب: “إذا أردنا مواجهة العدو الاسرائيلي، فالعتاد والتسليح الذي يأتي للجيش اللبناني غير كاف ليدافع عن الحدود بوجه اسرائيل، ونحتاج الى طائرات وصواريخ واسلحة دفاعية متطورة اكثر من التي تستخدم في عملية ردع الارهاب، بالتأكيد هناك هبات نحصل عليها ولكنها غير كافية وهي فقط لمكافحة الارهاب وليس للدفاع عن انفسنا من دولة عدوة، لذلك التكامل بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون كافيا من اجل الدفاع عن لبنان وهذا الذي يظهر من العام 2000 حتى اليوم واعطى نتائجا ايجابية، وليس هناك اي شيء جديد بشأن هذا التصريح”.

“نأمل بتوضيحات”

وبشأن اختلاف تصريح الرئيس عون بين السعودية ومصر، يشير المعلوف إلى أن “الموقفين واضحين، فمحور الممانعة لم يكن راضيا على موقف الرئيس في السعودية بشأن سلاح “حزب الله”، ونأمل من خلال تواصلنا مع بعضنا أن يكون هناك بعض التوضيحات بشأن التصريح الأخير”. واضاف: “لا نزال مثابرين على مساعدة الجيش اللبناني الذي يقوم بمهامه على اكمل وجه اكان بحماية الحدود من التسللات الارهابية والردع الاستباقي الذي يقوم به، ونشكره على جهده وسنسعى لتأمين كل ما يلزمه من عتاد اكان بطريقة مباشرة وداخلية او من خلال مساعدات شقيقة او صديقة”.

هذا ويأمل المعلوف أن “يكون هناك تواصلا بين لبنان والسعودية لطمأنة المملكة بشأن وجهة استعمال الهبة السعودية التي عاد الحديث اليها وحصرها ضمن سلطة الدولة وضبطها فقط في ايدي الجيش اللبناني”.

وفي ما يخص المواقف المناهضة لتصريح عون والتي جاءت من معارضي وصوله للرئاسة، يلفت سلهب الى أن “معارضتهم ليست بمحلها، فهم لهم الحق بالمعارضة ليجدوا مكانا لهم من اجل الدخول الى الساحة السياسية، ولكن في هذا الموضوع لن يكونوا موفقين من ناحية المعارضة السياسية على كلام الرئيس، فبعض الكلام عاد وفسر بعد عدة ساعات، ولكن لا اعتقد انه يجب ان يكون هناك جدلا في هذا الموضوع وهو غير كاف ليخرقوا حقيقة ما يعطي الرئيس من امل للشعب اللبناني”.

ويشدد في سياق آخر على أن “العلاقات مع السعودية من بعد زيارة الرئيس عون الاخيرة جيدة جدا، وسيكون هناك زيارات أخرى ومتعددة، آملاً: “ان يحصل لقاء بين وزير الدفاع اللبناني وولي وولي العهد وزير الدفاع السعودي من اجل بحث مسألة الهبة لتسليح الجيش”.
“الموقف لا يساعد في فك اسر الهبة”

اما سعادة فيذكّر ان الهبة “توقفت بسبب مواقف وتصريحات كهذه والامر يعود للسعودية لترى ما يناسبها، ولا اعتقد ان هذا الموقف سيساعد من اجل فك اسر الهبة”.

ويشير الى أن “أساس الخلاف الموجود في البلاد هو تحديدا بسبب هذا السلاح وتبين ان هذه النقطة لم يتم وضعها جانبا ولا تزال نقطة خلافية اساسية، ونتمنى من رئيس الجمهورية ان يلعب الدور الوسطي في هذا الموضوع وألا يأخذ طرفا خصوصا ان هذه النقطة الخلافية قسمت البلاد عموديا وسقط بسببها شهداء كثر”.

فهل تمضي عاصفة التصريحات من دون اي تداعيات على انطلاقة العهد والشراكة التي لم تترسخ بعد بين اركانه؟