IMLebanon

رسالة من ترامب الى الأسد تقلق جنبلاط!

 

كتبت صحيفة “الديار”: تقاطعت معلومات أوساط ديبلوماسية في بيروت مع زوار لبنانيين عادوا أخيرًا من دمشق، أشاروا الى أنّ الأسباب الرئيسية لهذا “التوتر” المفاجئ حيال الرئيس الاميركي دونالد ترامب، تسريبات موثقة عن فحوى “رسالة شخصية” تلقاها الرئيس السوري بشار الاسد من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، تحمل اشارات ايجابية حيال النظام في سوريا والاستعداد للتعاون في قتال “داعش”، والتفاهم على مرحلة ما بعد القضاء على الارهاب.

ولفتت الاوساط الى أنّ إشادة الأسد أخيرًا بتصريحات ترامب “الواعدة” بشأن قتال “داعش”، وتأكيده أنّ قرار الرئيس الأميركي بمنع السوريين من دخول الولايات المتحدة لا يستهدف السوريين بل الإرهابيين، لم يأت من فراغ، وهو جاء بناء على مؤشرات أميركية مشجعة تم إبلاغها للاسد شخصيا منذ نحو شهر، وجرى التأكيد عليها لاحقا عبر اتصالات أجرتها شخصيات نافذة في الادارة الاميركية مع مقربين من النظام السوري.

والجديد في المعلومات التي تبلغها الوزير جنبلاط من جهات ديبلوماسية أوروبية، أنّ عضو مجلس النواب الأميركي المنتمية الى الحزب الديموقراطي تولسي غابارد، “المتمردة” على حزبها، والمقربة جدا من ترامب، التقت الأسد في دمشق نهاية الشهر الماضي، بطلب من الرئيس الاميركي، وليس بمبادرة شخصية منها، واجتمعت مع ترامب لنحو ساعتين قبيل سفرها الى العاصمة السورية، وطلب منها ابلاغ الرئيس السوري انه غير معني بتغيير النظام، وهو أمر أصبح من الماضي، ولا مانع من حصول محادثات جادة معه للتوصل الى تسوية، والتركيز سيكون فقط على أولوية القضاء على “داعش” وتنظيم “القاعدة”.

والملفت أنّ الرسالة أيضًا حملت تطمينات الى طهران بأنّ الخلاف مع “ايران” لن يؤدي الى حرب لأنّ الرئيس الاميركي غير معني بخوض أي حروب جديدة، وهو يدرك أنّ الايرانيين جادون في قتال الارهابيين في سوريا. وفهمت الاوساط الاوروبية أنّ ثمة كلاماً آخر شديد الاهمية و”الحساسية” حرص الاميركيون والسوريون على ابقائه “طي الكتمان”، ما يدعو في رأيهم الى مزيد من القلق حيال استراتيجية ترامب السورية.

ووفقا للمعلومات، فإنّ تهنئة جنبلاط لأنصار ترامب بهذا “الرئيس الذي قد يجر العالم الى الفوضى والمجهول”، ونصيحته لاحقا لانصار ترامب “بأن لبنان في غنى عن القرار 1559وما جلبه من ويلات على لبنان، وتأكيده قبل أيام أنّ مسألة سلاح “حزب الله” يمكن حلها داخليا بالحوار مع الحزب لو تطلب الامر سنوات، كلها تصريحات تصب من جهة في خانة “القلق” من استراتيجية ترامب السورية التي ستسمح ببقاء الرئيس السوري على رأس النظام في سوريا، ومن جهة أخرى يعمل رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” على تمتين “جسور” العلاقة مع “حزب الله”، باعتبار أنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يشكل الضمانة الوحيدة على الساحة اللبنانية القادرة على بناء مقاربة جديدة في العلاقة مع دمشق تحفظ “خط الرجعة” للقوى المناهضة للنظام السوري في لبنان.