IMLebanon

أزمة إيران المالية تصل إلى أذرعها الإعلامية في لبنان!

كتبت صحيفة “العرب” اللندنية: أعلنت شركة “فلك” التي تدير قناة العالم الإيرانية عن إقفال فرعها في لبنان وتسريح العاملين فيها، في خطوة تعكس الأزمة المالية التي تعيشها طهران والتي على ما يبدو بدأت تؤثر على أذرعها الإعلامية بالمنطقة.

وجاء قرار إغلاق فرع قناة العالم بعد أيام من ورود أنباء عن اضطرار قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إلى تخفيض عدد العاملين بها لصعوبات مالية تواجهها.

وتباشر قناة العالم أعمالها في لبنان منذ عام 2002 دون ترخيص، ومنذ قرابة الأربع سنوات باتت تدار من قبل شركة “فلك” التابعة للخارجية الإيرانية.

ويتراوح عدد العاملين فيها بين الـ25 و60 عاملا، وقد عمدوا بعد تبلغهم قرار وقف العمل إلى إحالة ملفاتهم إلى وزارة العمل من أجل تحصيل حقوقهم.

ويقول إعلامي لبناني إن إقفال مكتب قناة العالم في بيروت يكشف أنه لم يكن سوى “دكان إعلامي” لم يعد بمقدوره بيع بضاعته، بعد توقف الدعم المالي الإيراني.

ويعتبر الإعلام ركيزة أساسية في أجندة إيران التوسعية بالمنطقة، وقد استثمرت على مدار الأعوام الماضية أموالا طائلة في هذا القطاع، وخاصة في لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله الذراع العسكرية الأقوى لها على الساحة العربية.

ولكن الأزمة المالية التي تشهدها، والمرجح أن تتفاقم في الفترة المقبلة في ظل التصعيد الجاري بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، تدفع طهران إلى ترشيد نفقاتها.

وتنفق طهران النسبة الأكبر من ميزانيتها على القطاع العسكري، فإلى جانب التصنيع وشراء الأسلحة، تدفع إيران رواتب العشرات من الميليشيات التابعة لها في كل من سوريا والعراق واليمن.

إقفال مكتب قناة العالم في بيروت يكشف أنه لم يكن سوى “دكان” لم يعد بمقدوره بيع بضاعته، بعد توقف الدعم الإيراني

وبطبيعة الحال ليست قادرة على وقف تمويل ودفع رواتب هذه الميليشيات لأنها مصدر قوتها والأداة الرئيسية في تعزيز نفوذها وسيطرتها، ولكنها بالتأكيد ستبحث عن تقليص نفقاتها في باقي المجالات ومنها الإعلام، في ظل إدراك بأن المرحلة المقبلة ستكون الأخطر، حيث بات من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة جادة في وضع حد لنفوذها خاصة بسوريا والعراق

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح عقب توليه منصبه في كانون الثاني بأن إيران الراعية الأولى للإرهاب في العالم، واتهم سلفه باراك أوباما بترك العراق لها، غير مستبعد فرضية المواجهة العسكرية معها.

وتدرس اليوم الإدارة الأميركية إمكانية وضع الحرس الثوري الإيراني التابع مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في قائمة التنظيمات الإرهابية.

ومعلوم أن الحرس الثوري له استثمارات اقتصادية كبيرة في الداخل وفي الخارج، وله ارتباطات بشركات كبرى حول العالم، وإذا ما تم تصنيفه تنظيما إرهابيا، فبالتأكيد سيشكل ذلك ضربة مالية قاسمة لطهران. وبالتالي هي مجبرة على تخفيض نفقاتها في قطاعات مثل الإعلام وغيره.

ويرى البعض أن السبب المالي لا يشكل العامل الحاسم وراء قرار إيران بإقفال قناة العالم الناطقة باسمها في لبنان، بل يرجح أن تكون هناك عملية إعادة تموضع للإعلام الإيراني في المنطقة استجابة للتحديات الجديدة الذي ذكرناها آنفا.

وتشير بعض التقديرات إلى أن إيران تسعى مؤخرا وعلى الرغم من التصعيد الكلامي مع السعودية إلى إعادة ترتيب علاقتها بها، والبحث عن تسويات معها لأنها تعلم أن مسار التصعيد مع الرياض لن يصب في صالحها في هذه الفترة. وربما يكون إقفال قناة العالم عائدا إلى نهاية الدور الذي كان مناطا بها والذي كان يتضمن التحريض على السعودية بشكل خاص.

وتعمل طهران على امتصاص الاندفاعة الأميركية تجاهها، والتي لن تكون ناجعة دون التحالف مع القوى الإقليمية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي تعد أحد أبرز المتضررين من سياسات إيران.

ويقول المراقبون إنه ومهما كانت الدوافع، فإن قرار إقفال قناة العالم في لبنان هو نهاية استثمار إعلامي وسياسي وعقائدي لم يكن الغاية منه سوى تكريس الطائفية، وبث أخبار تضليلية تستهدف دول المنطقة.