IMLebanon

الحريري “مرتاح” ولن يساعد باسيل بالنزول عن “الشجرة”

 

 

تنأى قيادات تيار المستقبل او اوساط السراي الحكومي عن الدخول في سجال مع الرئاسة الاولى، وتحافظ على «شعرة معاوية» مع الرئيس ميشال عون، لكن التسريبات من المقربين من «بيت الوسط» تشير الى ان رئيس تيار المستقبل لديه اكثر من علامة استفهام حول التصعيد «غيرالمفهوم» من قبل الوزير جبران باسيل الذي وضع قانون الانتخابات في كفة والعهد وكل الانجازات السابقة في كفة اخرى، مع علمه المسبق ان هذا الضغط لن ينتج قانوناً مفصلاً على قياس «الثنائي المسيحي» مهما علا صوته او زاد من الوعيد والتهديد، واي قانون جديد لن يبصر النور بالتحدي وانما بالتوافق…

وبحسب تلك الاوساط، فان ثمة مسألة اساسية ترتبط بالتفاهم السياسي الذي انتج التسوية الرئاسية الاخيرة، وهي على ما يبدو تغيب عن بال رئيس التيار الوطني الحر، فالابقاء على قانون الستين، في حال عدم التوافق على بديل مناسب، كان جزءا من التفاهمات التي حصلت في باريس، وبعد وصول عون الى بعبدا «انقلب» التيار الوطني الحر على الاتفاق نتيجة مزايدات لا معنى لها جعلت الجميع في مواجهة خطر «الفراغ» الذي ستكون له تداعيات كبيرة في حال وصلت الامور في نهاية المطاف الى «حائط مسدود»…

وبينما تلفت تلك الاوساط، الى ان المناورة السياسية ذهبت الى مدى ابعد من ما كان متصورا، وكأن خيوط «اللعبة» خرجت عن السيطرة، وهو امر يفسر تتابع الاقتراحات الانتخابية «المعلبة»… تقول مصادر «التيار البرتقالي» لصحيفة «الديار» ان التصعيد سببه الشعور بان احد لا يريد المساعدة على انتاج قانون جديد، وباتت قيادة «التيار» متاكدة ان ثمة من «نصب» «فخا» لها ويريد تصفية الحساب معها من خلال دفعها الى الحائط وتحميلها مسؤولية التعثر في البلاد، بعد ان ظنت لوهلة ان هناك من سيلاقيها في منتصف الطريق…

لكن الاوساط المطلعة على موقف رئيس الحكومة تشير الى ان التيار الوطني الحر الذي «لم يستمع الى نصائح الحلفاء المقربين، لا يمكن ان يلوم الاخرين على خطواته غير المدروسة، والرئيس الحريري «مرتاح» اليوم ولا يشعر باي ضغوط في هذا السياق، وليس معنيا بوضع «السلم « تحت «الشجرة» كي ينزل عنها رئيس التيار الوطني الحر، لان الازمة في نهاية المطاف ستنفجر مع «الثنائي الشيعي» وبشكل خاص مع الرئيس نبيه بري وليس مع الرئاسة الثالثة، وسيكون الجدل الدستوري حول ضرورة «توقيع» الرئيس من عدمه، ثوابت تيار المستقبل معروفة، لا للنسبية الكاملة في ظل وجود «سلاح غير شرعي»، ولا لقانون يضعف تيار المستقبل وحلفائه الطبيعيين وفي مقدمتهم النائب وليد جنبلاط، واذا كان الوزير باسيل يخوض غمار الاستحقاق الرئاسي مبكرا عبر قانون يخلق توازنات معينة في المجلس النيابي، فان الرئيس الحريري لا يستطيع ان يمنح من «كيسه» «جوائز ترضية» لاحد، خصوصا انه يحتاج الى شرعية وازنة في المجلس للحفاظ على موقعه ودوره السياسي في البلاد» .