IMLebanon

تحقيق IMLebanon: أربعون عاماً على إغتيال “المعلّم”… ماذا يريد “الحزب الإشتراكي” من الحشد الشعبي في المختارة؟

16 آذار 1977، عملية اغتيال غادرة تودي بحياة الزعيم الدرزي وأحد مؤسسي الحزب “التقدمي الإشتراكي” كمال جنبلاط، هذا التاريخ محفور في أذهان اللبنانيين وخصوصا أبناء الجبل وتحديدا أهالي الشوف.

يصادف هذا العام مرور 40 عاما على إغتيال “المعلّم” جنبلاط، وتزامنا قرر “التقدمي الإشتراكي” إحياء الذكرى عبر تنظيم إحتفال شعبي في المختارة الخميس 16 آذار تحت عنوان “سيبقى فينا وينتصر”.

هذه المناسبة تأتي في ظل كل ما تشهده المنطقة من صراعات تعيدنا في الزمن الى أزمات مشابهة، بالإضافة الى ملفات داخلية شائكة أهمها ملف قانون الانتخاب الذي يسعى الحزب الاشتراكي ان يتوصل الى صيغة ملائمة فيه تتناسب مع متطلباته وأهدافه.

فما أهمية هذا الإحتفال وما هي عناوينه؟ وهل من رسائل سياسية خلفه؟

40 عاما على إستشهاد “المعلّم”

مفوّض الشؤون الداخلية في الحزب “التقدمي الإشتراكي” هادي أبو الحسن يكشف لـIMlebanon أن “في 16 آذار 2017 ، وفاءً من جهوره كمال جنبلاط سيكون هناك يوم وطني بامتياز ستزحف تلك الجماهير الى المختارة وفاء له ولمبادئه ونهجه”. ويضيف ان  “الحضور سيكون واسعا من كل المناطق اللبنانية وليس فقط من الجبل بغض النظر عن الانتماء المناطقي والطائفي والمذهبي والسياسي، فالجمهور العريض للحزب “التقدمي الاشتراكي” سيكون في المختارة في ذلك اليوم الكبير”.

من جهته، يؤكد مفوّض الشباب في الحزب “التقدمي الاشتراكي” صالح حديفي في حديث لـIMlebanon أن “الاحتفال هو من أجل إحياء ذكرى إغتيال الشهيد كمال جنبلاط وهو تقليد سنوي درجت عليه العادة منذ إغتياله حتى يومنا هذا، وكانت تتم بأشكال مختلفة تبعا للظروف السياسية المحيطة أكان على المستوى المحلي او الإقليمي”. ويضيف: “هذا العام ترتدي الذكرى أهمية إضافية، أولا لأنها الذكرى الـ40، وثانيا بسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد التي تذكرنا ببعض المراحل السابقة التي مرّ بها الحزب “الاشتراكي” والتي كان دائما يخرج منها عبر تحقيق الإنجازات والإنتصارات”.

ويشدد على أن “الحفل الشعبي ليس موجها ضدّ أحد، ولا من رسالة بوجه أحد وليس المطلوب ان تكون رسالة توتير بل هي رسالة تأكيد على كل ما قام به الحزب “الإشتراكي” من إنجازات وأهمها المصالحة التي تحققت في العام 2001 في الجبل”.

“غير معنيين بإقصاء أو تحجيم أو إستفزاز أحد”

وعما إذا كان هذا الاحتفال سيحرج الأفرقاء الدروز في الجبل، يشدد أبو الحسن على أننا “لا نبني حسابا لهذا الموضوع ونحن نعبّر في هذه المناسبة عن موقف وجداني وشعبي وسياسي تجاه العناوين والمبادئ التي ناضلنا من أجلها من العام 1949 حتى اليوم هذا، ونحن غير معنيين لا بإقصاء ولا بتحجيم ولا بإستهداف أي فريق آخر ولا يعنينا هذا الأمر على الإطلاق”.

أما حديفي فيؤكد ألا “رسالة موجهة من خلال هذا المهرجان السياسي والاحتفال الشعبي ضد أحد، وهو تقليد سنوي والمطلوب من هذا المهرجان ان يؤكد تمسك الحزب بثوابته ونهجه منذ التأسيس حتى اليوم بقضاياه التي رفعها من قضية فلسطين مرورا بالقضايا الشعبية والمطلبية الحياتية وصولا الى القضايا السياسية التي يخوضها بشكل متواصل، وهذا المهرجان ليس استفزازا لأحد بل هو تأكيد على مسار الحزب ومسيرة الحزب وانجازاته”.

لا دعوات سياسية

وفي ما يخص الدعوات السياسية، يلفت حديفي إلى أن “ليس هناك أي دعوة خاصة أو فردية أو سياسية، بل دعوة عامة استجابة مع رغبة الناس ووفاء منّا كحزب لهذا الرجل الكبير، فالدعوة عامة والأمر متروك للناس وكل شخص وفقا لقناعاته يمكنه ان يشارك في هذا الاحتفال”. ويوضح أن “الإحتفال سيتضمن وضع زهرة على ضريح الشهيد كمال جنبلاط، ولم تحدد حتى الساعة عما إذا كان سيكون هناك كلمات سياسية أم لا، والموضوع متروك لرئيس الحزب وليد جنبلاط الذي سيحدد هذا الأمر”.

من ناحيته، يشرح حديفي أن “هذا المهرجان شعبي ولن توجه فيه دعوات للقوى السياسية، ولكن المشاركة مفتوحة لمن يرغب، مع العلم ان المشاركة السياسية في المناسبات السابقة كانت تحضر من دون توجيه الدعوات، ولن يتغير التقليد هذا العام”.

“لسنا بحاجة الى شدّ عصب”

وعما إذا كان هناك الإحتفال هو من أجل شدّ عصب الحزب “التقدمي الإشتراكي” ومن أجل توجيه رسالة سياسية للافرقاء السياسيين تزامنا مع البحث الدائم في ملف الانتخابات الذي يشكل أهمية قصوى للدروز وتحديدا الحزب “التقدمي الإشتراكي”، يؤكد أبو الحسن “أنه عندما يحضر إسم كمال جنبلاط تغيب كل التفاصيل السياسية الصغيرة التي يتلهى بها كل اللبنانيين، فهذا يوم وفاء كبير بعيدا عن كل الحسابات السياسية الداخلية، وعصب الحزب “التقدمي الاشتراكي” ليس بحاجة الى شدّ، وما كان يواجهه رئيس الحزب وليد جنبلاط هو محاولة ضبط الشارع والهدوء وممارسة الموقف السياسي انطلاقا من الموقع الوسطي منعا لأي توتير او احتقان، وبالتالي هذا العصب بالاساس مشدود وليس بحاجة لأي مناسبات لشدّه”.

“سيبقى فينا وينتصر”… “المصالحة خيارنا وقرارنا”

ويشير أبو الحسن أنه “سيكون هناك شعارا مركزيا أساسيا وهو “سيبقى فينا وينتصر” وستكون هناك مجموعة من العناوين التي سترفع تجسد المسيرة النضالية للحزب “التقدمي الاشتراكي” منذ العام 1949 حتى يومنا هذا، آخذين بعين الإعتبار تأكيد الثوابت العربية والقومية وتحديدا القضية المركزية التي هي فلسطين، والتشديد على القرار الوطني اللبناني المستقل وعلى الاستقرار الداخلي والطائف، وسيكون هناك تحية لفلسطين العربية وتحية الى المقاومة الوطنية والإسلامية، بالإضافة الى تأكيد المصالحة الوطنية الكبرى التي حصلت في العام 2001 تحت شعار “المصالحة خيارنا وقرارنا” مع تأكيد المحافظة على التنوع والشراكة الوطنية”.