IMLebanon

من دسّ لغم تطيير نصاب الجلسة التشريعية؟

 

⁠⁠⁠كتبت صحيفة “اللواء”: ما الذي حدث في ساحة النجمة داخل مجلس النواب، وفي الأمكنة المحيطة به، حيث تجمع أصحاب الحقوق والروابط التعليمية والنقابية في حشد بشري راح يتزايد مع تعثر النقاشات بين النواب والكتل، وعلى وقع شائعات تناولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت لائحة بأسعار وضرائب تتناول صفيحة البنزين وربطة الخبز وشحن الخليوي والمازوت وفواتير الهاتف الارضي والكهرباء والماء، مما أدى الى تطيير النصاب ومعها سلسلة الرتب والرواتب؟

ومع أن نائب رئيس المجلس فريد مكاري الذي أدار جلسات مناقشة السلسلة في غياب الرئيس نبيه برّي، سارع الى نفي ما يجري التداول به، معتبراً أن لا أساس من الصحة لكل ما يذاع، فان “هزة كبيرة” أصابت المناقشات، واحدثت بلبلة غير مسبوقة، الأمر الذي استدعى تدخلاً من الرئيس سعد الحريري الذي كذب الشائعات وطالب بملاحقة مروجين على وسائل التواصل، داعياً وزيري الداخلية والعدل للتحرك وإلقاء القبض “على الذين قاموا بنشر الأكاذيب، والذين سنسميهم بأسمائهم”، ملوحاً برفع الحصانة عن اي نائب متورط. وكاد الاهتزاز أن يطيح بثقة النّاس بالحكومة والمجلس النيابي معاً، وهو ما حذر الرئيس الحريري منه، وأكّد انه “كرئيس حكومة وكذلك الرئيس برّي والرئيس ميشال عون مصرون على اعادة ثقة النّاس بالحكومة”.

والسؤال: ما هو الرابط ما بين موجة “الأكاذيب”، حول لائحة ضرائب تطال المواطن في أبسط حاجاته الضرورية، ومؤشرات الاطاحة بجلسة المساء، حيث بدأ عدد النواب متناقصاً لدرجة أن عدد النواب في القاعة قبل رفع الجلسة كاد لا يؤمن النصاب؟

وبمعزل عن دور حزب الكتائب اللبنانية نواباً وطلاباً ومحازبين إلى جانب الحراك المدني وحملات “بدنا نحاسب” و”طلعت ريحتكم” وغيرها التي لمعت إبان حملة النفايات قبل نحو من عام، في تجييش الشارع اعتراضاً على سلسلة الضرائب، فإن أجواء طرأت على تفاهمات الطبقة السياسية السابقة حول السلسلة، والتي تمت في اللجان وصوّت عليها واحيلت الى المجلس، جعلت اطراف التفاهمات تنسحب الواحدة تلو الأخرى ملقية بالتبعات على سواها، مما حوّل المناقشات إلى سيناريو من الفوضى، وجعلت السلسلة، كما اشارت “اللواء” يتيمة الأب والأم، وراح كل فريق يدفع بجماعته إلى الشارع، في ساحة النجمة او على الطرقات، أو عبر إحراق الدواليب وقطع الشوارع.

فالنائب الاشتراكي وليد جنبلاط أعاد التذكير بأن حزبه تبنى زيادة السلسلة شرط تأمين الموارد ووقف الهدر، واصفاً المواقف الشعبوية بأنها “سهلة جداً”، الأمر الذي يعني أن حماس نواب اللقاء الديموقراطي للسلسلة لم يكن قوياً.

ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أعلن تعليق تأييد “القوات” للسلسلة حتى يتمكن من يعارض هذه السلسلة ومواردها أن يجد موارد بديلة.

ووزير المال علي حسن خليل، وفي ما يشبه الرسالة إلى الفريق الذي ينتمي إليه، حيث قطع شبان اوتوستراد الزهراني واضرموا النار بالاطارات قرب مفرق العدوسية ليلاً، اتهم ماكينات الشركات والمصارف بإدارة حملة التشويش، وأكّد “حتى لا تأخذنا الشائعات لم ولن نقبل بأية ضرائب تصيب ذوي الدخل المحدود.. لم تقر أية مادة ضريبية جديدة تصيب النّاس، وأول مرّة تفرض ضريبة عادلة على المصارف”.

كما كذب النائب في كتلة “الوفاء للمقاومة” علي عمار التسريبات عن ضرائب على ربطة الخبز ومعيشة المواطن، مطالباً بتوضيح الأمر.

مكاري ولائحة الشائعات وأجواء الفوضى هذه جعلت رئيس الجلسة النائب مكاري يخرج عن طوره ويسمي الأشياء بأسمائها، فوصف النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب ونواب الحزب والمحازبين بالمزايدين والمعرقلين والالتفاف على السلسلة لإلغائها.

وكانت اللائحة التي وزّعت تتطرق إليها مواقع الكتائب تضمنت ما يلي: 3000 ليرة ضريبة على كل كرت شحن للخليوي. 1000 ليرة ضريبة على الطابع المالي. 500 ليرة على ربطة الخبز. 3500 على صفيحة البنزين. 5000 ليرة على صفيحة المازوت. 7000 ليرة على فاتورة الهاتف الارضي. 9000 ليرة على فاتورة الكهرباء. 25000 ليرة على فاتورة الماء.

مصادر واسعة الاطلاع، تؤكد لـ”اللواء” أن السلسلة ستقر، ولكن ستأخذ وقتاً بين أسبوع و10 أيام، مشيرة الى اجندات للرئيس الحريري وغيره من المسؤولين، إذ سيتوجه يوم الثلاثاء إلى القاهرة لترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماع اللجنة المشتركة اللبنانية – المصرية، كما انه سيشارك إلى جانب رئيس الجمهورية في القمة العربية التي ستعقد في عمان وتستمر من 27 إلى 29 ضمناً.

وإذا كان الرئيس برّي يختتم التعازي الثلاثاء في 21 آذار بوفاة زوج ابنته، فإن الدعوة إلى جلسة جديدة لمجلس النواب لا يمكن ان تعقد قبل الخميس في 23 الجاري أو ترجئ إلى ما بعد القمة العربية.
وفي هذا المتسع من الوقت يفترض ان تكون قراءة الموازنة في ارقامها الأخيرة ناجزة في جلسة مجلس الوزراء اليوم، على ان تحال إلى المجلس النيابي فور الانتهاء منها في مجلس الوزراء.

من جهتها، كتبت صحيفة “النهار” أنه لعلّ من دس لغم تطيير النصاب في الجولة الثالثة من الجلسة التشريعية لمجلس النواب عصر أمس قد أصاب مجموعة اهداف دفعة واحدة… لقراءة الخبر كاملا إضغط هنا