IMLebanon

مؤتمر “مكافحة الإرهاب”.. وسياسة ترامب الإقليمية

 

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

تستضيف وزارة الخارجية الأميركية في الثاني والعشرين من آذار الجاري، أي يوم الأربعاء المقبل، مؤتمراً دولياً حول مكافحة الإرهاب دعا إليه وزير الخارجية ركس تيليرسون كل الدول المنضوية تحت التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وهي ٦٨ دولة من بينها لبنان، وينعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية.

وسيشارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلاً لبنان، وسيناقش المؤتمر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وسيعاد التأكيد والدعم الأميركي والدولي الكامل للتحالف ومهمته وسيصار إلى تقييم النتائج التي حققها التحالف في ظل تراجع قوة “داعش” في كل من سوريا والعراق، حيث تنصبّ عمليات التحالف العسكرية. وسيتم التأكيد أميركياً على الأولوية التي توليها إدارة الرئيس دونالد ترامب لهدف مكافحة الإرهاب في سياستها حيال الشرق الأوسط. كما ستتم مناقشة استقرار المناطق المحررة من “داعش” والذيول التي خلّفها وجود الإرهاب في المنطقة لا سيما لناحية نزوح السكان من مناطق سيطرته، وتولّد أزمة إجتماعية وإنسانية كبيرة نتيجة ذلك، طالت الدول المضيفة للنازحين. وسيبحث المؤتمر في انعكاسات وجود “داعش” حيث إرهاب الناس وتعريضهم لأبشع عمليات العنف.

وتدرك الإدارة الأميركية، بحسب مصادر ديبلوماسية في الخارجية الأميركية، أن إلحاق الهزيمة بـ “داعش”، يشكل بداية عملية إحياء الإستقرار في سوريا. لكن أهمية المؤتمر هي في أن انعقاده بشكله الواسع، يأتي للمرة الأولى في ظل تسلم الإدارة الجديدة مسؤولياتها في الولايات المتحدة، وأن في التحالف خطة جديدة لمكافحة الإرهاب، وبالتالي، هناك أولوية في الإهتمام الأميركي لهذا الملف. والمؤتمر يمثل حشداً دولياً لإنجاز هذه الخطة، ودعمها. والإجتماع الموسع ينعقد مرة في السنة، في حين أن للتحالف مجموعة مصغرة من الدول التي لديها مساهمات في الحرب من طائرات وجنود وأسلحة. وهناك ست مجموعات عمل للتحالف تجتمع مرات عدة في السنة.

سيؤكد المؤتمر ما قاله ترامب حول أولويته محاربة الإرهاب. لكن وضع حد لنفوذ إيران الإقليمي، وهو أولوية أخرى لديه، لا تزال غير واضحة، وطريقة التعامل الأميركي مع الوضع السوري ستؤثر على الإستراتيجية التي ستتبع حول ذلك. الإدارة لا تزال تحتاج إلى أشهر لبلورة سياساتها، والاستقرار على موقف معين. لكن وزراء خارجية الدول سيحاولون على هامش أعمال المؤتمر، أن يفهموا ما الذي يريده الاميركيون مع ان الذين يقصدون واشنطن من الأوروبيين لم يفهموا بعد ما الذي تريده الإدارة الأميركية الجديدة، في السياسة الخارجية بحسب أوساط أوروبية.

وتؤكد المصادر الخارجية الأميركية، أن ترامب لا يزال غير واضح بالنسبة إلى كل من سوريا وإيران على الرغم من مواقفه. وهو أيضاً غير واضح بالنسبة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط. هناك ضبابية سائدة حتى الآن في الطريقة التي ستتبع في التعامل مع كل الملفات.

كل وزير سيشرح في المؤتمر نتائج جهود بلاده في مكافحة الإرهاب. والخطاب على الأغلب سيكون موجهاً إلى الداخل أكثر منه إلى التحالف نفسه. ومن الممكن أن يقدم الأميركيون في المؤتمر معلومات عن خطتهم في مكافحة الإرهاب والتي يتم العمل عليها منذ فترة بسيطة. وستتكامل مع خطة التحالف، التي ستوضع مع دائرة صغيرة ومحدودة من الدول في التحالف.

أخيراً، كان التحالف قد انعقد، على مستوى وزارء الدفاع في بروكسل ضمن دائرة او مجموعة محددة او مصغرة. لبنان غير عضو في المجموعات المصغرة، بل فقط في التحالف الموسع.

وأوضحت المصادر، أن هزيمة “داعش” تمثل أولوية للإدارة في الشرق الأوسط، وهذه الهزيمة هي بداية لعملية إحياء الإستقرار في سوريا. وهدف الإجتماع تحسين التكتيك والإستراتيجية والتنسيق بين الدول الأعضاء في التحالف. انها اللحظة الحاسمة في صياغة “خارطة طريق” لهزيمة هذا الخطر في الشرق الأوسط لمرة واحدة ونهائياً. والمؤتمر أيضاً هدفه زيادة الضغط على كل فروع “داعش” وحلفائه وشبكاته، كما سيناقش أولويات التحالف، وتقاطع خطوط الجهود، بما فيها العسكرية، فضلاً عن موضوع الإرهابيين الأجانب، والتمويل المضاد للإرهاب، والرسائل المضادة. ثم التحديات لتعزيز مسار هزيمة “داعش” بعد محاصرته في الرقة، والموصل. والمؤتمر يعتبر أول إجتماع موسع للتحالف منذ العام ٢٠١٤ .