IMLebanon

أزمة ثقة بين “التيار” و”حزب الله”… هل إنتهى شهر العسل؟

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ كلام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن “حزب الله”، خلال حوار أجراه معه خلال وجوده في واشنطن الاسبوع الماضي، الباحث في شؤون الشرق الاوسط هنري باركي في معهد ولسن للدراسات الاستراتيجية، أثار جملة تساؤلات في الصالونات السياسية وإن لم يخرج الا اليسير منها الى الضوء.

فباسيل تحدث عن “اجماع لبناني على دور المقاومة و”حزب الله” في مقاومة العدو الاسرائيلي والدفاع عن لبنان”، في حين هذه المسألة خلافية بامتياز في الداخل، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، مذكرة في السياق بأن الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله نفسه، كان أشار في خطاب ألقاه في 29 آذار 2014 الى ان “لم يكن هناك اجماع وطني حول المقاومة في لبنان في أي يوم من الأيام والكلام عن عكس ذلك غير صحيح وحتى في عز الانتصار في العام 2006 والمقاومة تهديه الى كل اللبنانيين لم يكن هناك اجماع حول المقاومة”.

واذا كان باسيل استطرد معلناً انّ “على اللبنانيين الاتفاق على إيجاد استراتيجية وطنية تقوم على الحوار”، فإنّه في موقفه الأساسي، وفق المصادر، بدا يسلّف “الحزب” هدايا مجانية فيما الاخير يأخذ من التيار الوطني الحر ولا يعطيه في المقابل، وأسطع دليل ما يدور اليوم على ضفة قانون الانتخاب حيث أسقطت الضاحية اقتراحين قدمهما باسيل، وهي اليوم في صدد إحكام الطوق حول الصيغة الباسيلية الثالثة، من خلال تمسكها بالنسبية المطلقة.

واذا كان “الحزب” يمنّن “التيار” بوصول زعيمه العماد ميشال عون الى بعبدا، فإن المصادر ترى ان هذا الانجاز لم يكن ليتحقق لولا مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى دعم ترشيح عون ولولا قرار الرئيس سعد الحريري تأييده أيضا، ذلك أن “الضاحية” لم تقرن طوال فترة الشغور، دعمها لترشيح الجنرال، بأي خطوة عملية، حتى ان حليفها الاول الرئيس نبيه بري لم يصوت له، متوقفة أيضا عند إقدام “الحزب” ومن يدورون في فلكه السياسي على سلسلة خطوات بعيد انتخاب عون، كعرض القصير العسكري أو استعراض سرايا التوحيد في الشوف، تبدو كلها، اذا ما أضيفت الى تصلّب “الحزب” انتخابيا ومهاجمته الدول الخليجية، تعرقل مسيرة العهد بدل ان تسهّل مهامه خصوصا ان الرئيس عون يريده إنقاذياً للدولة والوطن.

وتسرد المصادر هذه الوقائع، لتلفت الى انّ رئيس “التيار” ربما يرى نفسه مضطراً الى ردّ جميل انتخاب عون الى الضاحية، ولذا يطلق مواقف ايجابية من سلاحه ودوره على غرار تلك التي أعلنها في واشنطن، الا انها تشير الى ان الوقائع السياسية تثبت بأن “التيار” يذهب بعيدا، فيما “الحزب” لا يقدّم أي تنازلات خدمة للعهد. واذ تعتبر انّ ثمة أزمة ثقة بين “التيار” و”الحزب”، لكنّها لا تزال “صامتة” حتى الساعة، وأنّ أساس هذه الازمة هو عدم ارتياح الضاحية الى التحالف القائم بين الرابية ومعراب، والى التفاهم الحاصل بين التيار والمستقبل، تشير الى انّ “جوهر المشكلة الانتخابية يكمن هنا، فالضاحية لن ترضى بأي قانون يسمح للمسيحيين بتحصيل كتلة نيابية وازنة، قادرة، اذا أضيفت اليها كتلة المستقبل، على التحكم باللعبة السياسية الداخلية”.

هذا في “الجوهري”. أما في شريط اليوميات السياسية فثمة أيضاً تباينات بين التيار والحزب. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يعتبر باسيل انّ “لبنان حليف طبيعي للولايات المتحدة الاميركية في حربها ضد الارهاب”، أمّا نصرالله فينتقد التحالف الدولي لمحاربة “داعش”. وفيما يحرص العهد على أفضل العلاقات مع الدول الخليجية ويصف السعودية بمملكة الاعتدال، لا يتوانى نصرالله عن محاربتها ويرى انّها تغذي الارهاب، فهل تنهي هذه التباينات الصغيرة والكبيرة شهر عسل الفريقين؟