IMLebanon

مواجهات عنيفة في “عين الحلوة”… ودعم لقرار “فتح” التصدي لمجموعة “بلال بدر”

 

 

كتبت بولا أسطيح في صحيفة “الشرق الأوسط”:

لم تتوقف منذ مساء الجمعة الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا عاصمة جنوب لبنان٬ بعد قرار اتخذته حركة “فتح” وحظي بإجماع باقي الفصائل الفلسطينية بوضع حد نهائي لمجموعة “بلال بدر” التي تصدت أخيرا لعملية انتشار القوة الأمنية الجديدة التي تم تشكيلها في مواقع محددة في المخيم وقتلت أحد عناصرها وأصابت آخرين.

ويتزعم بدر (الثلاثيني) مجموعة تضم عناصر سابقين من تنظيمي “جند الشام” و”فتح الإسلام” الإرهابيين٬ وهو متهم بتنفيذ أكثر من عملية اغتيال طالت قيادات وعناصر من حركة “فتح” في “عين الحلوة”. وتؤكد مصادر فلسطينية من داخل المخيم أن “عدد عناصر مجموعته لا يتعدى الـ40 .إلا أن عناصر أخرى متشددة تضامنت معه وتدعمه في المواجهات المسلحة التي يشهدها المخيم”٬ ولفتت إلى أن “وصف هذه المجموعة بالمتشددة إسلاميا غير دقيق باعتبارها معروفة تماما كمجموعة مأجورة تنفذ مخططات أي جهة تدفع لها الأموال٬ فهي تنفذ أحيانا أجندة داعش٬ وأحيانا جبهة النصرة كما مخططات لأجهزة مخابرات متنوعة”.

مجموعة “بلال بدر” تتخذ حي الطيري في المخيم مربعا أمنيا لها٬ تم اقتحامه في الساعات الماضية من قبل عناصر حركة “فتح” والقوة الأمنية المشتركة٬ والدخول إلى منزل بدر الذي هرب إلى حي ملاصق هو حي المنشية. وتؤكد المصادر أنّه تم اتخاذ قرار نهائي بوضع حد لهذه “الظاهرة” من خلال حث بدر بالقوة على تسليم نفسه للقوى الإسلامية على أن يتم التحقيق معه واتخاذ قرار بشأن تسليمه للسلطات اللبنانية. وأضافت: “هو ومجموعته باتوا يشكلون عبئا على المخيم وحالة شاذة لم يعد يجوز السكوت عنها بعد اليوم٬ خاصة أنّهم متورطون بأكثر من جريمة قتل. كما أن حركة فتح تقاتل اليوم بغطاء لبناني وفلسطيني ما يجعل موقعها أقوى بعدما كان هناك في المرات السابقة انقسام فلسطيني يؤثر سلبا على حركتها”.

ولقد استنفرت الفصائل والقوى الفلسطينية يوم أمس لمتابعة التطورات الأمنية في “عين الحلوة” وتم عقد اجتماعات بقيت مفتوحة في ظل تأكيد كل الفصائل الرئيسية٬ وأبرزها حركة “حماس” و”عصبة الأنصار”٬ دعمها للعملية العسكرية بوجه بدر الذي كان يلقى في وقت سابق نوعا من الغطاء من قبلها٬ كما تؤكد المصادر الفلسطينية.

وكانت اندلعت الاشتباكات مساء الجمعة إثر قيام بدر ومجموعته بإطلاق النار والقذائف على أفراد القوة المشتركة الجديدة بعد وقت قصير على انتشارها وتموضعها في مركز الصاعقة ومفرق سوق الخضار٬ وذلك بعدما انفرط عقد القوة السابقة نتيجة خلافات بين الفصائل. وتركزت المواجهات يوم أمس والتي أّدت لمقتل شخص وجرح٬15 على محوري الطيري مفرق سوق الخضار والطيري جبل الحليب٬ بحيث استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية٬ فيما فشلت كل المساعي والوساطات التي قامت بها القوى الإسلامية لحل الإشكال سلميا في ظل تمسك حركة “فتح” بالخيار العسكري٬ وهو ما أكد عليه قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب٬ في أكثر من تصريح.

إذ لفت أبو عرب إلى أن “حركة فتح والقوى الفلسطينية٬ التي تتشكل منها القوة المشتركة٬ اتخذت قرارا بالتصدي لأي اعتداء على القوة المشتركة”٬ موضحا “وهذا ما حصل بالفعل٬ حيث تحدى المأجور بلال بدر جميع القوى الفلسطينية وأهل المخيم٬ وأقام كمينا وأطلق النار على القوة المشتركة”. وتابع أبو عرب “هذا القاتل يجب أن يسلم نفسه٬ هو وجميع القتلة٬ الذين يحاربون معه٬ لأن مخيم عين الحلوة أكبر من الجميع٬ ولا يجوز أن يبقى مخيمنا تحت رحمة هذا القاتل٬ وإذا سكتنا له هذه المرة٬ فلنذهب جميعا إلى بيوتنا”.

من جهة ثانية٬ وفيما ترددت يوم أمس معلومات عن استقدام حركة “فتح” المزيد من عناصرها المدربة إلى المخيم للمشاركة في المعركة وتحسبا لأي طارئ٬ في مؤشر إلى التصعيد بعد فشل مساعي التهدئة٬ نفت الحركة في وقت لاحق في بيان هذه المعلومات وأكدت أنّها والقوة المشتركة “تمَّكنت من استعادة حي الطيرة إلى حضن المخيم٬ وما زالت تُحكم سيطرتها عليه. وأنها ستواصل عمليتها العسكرية حتى تتمّكن من بسط سيطرتها على أحياء المخيم كافة٬ والتمركز في نقاط الانتشار المتَّفق عليها٬ وإنهاء حالة القاتل بلال بدر ومجموعته المأجورة”.

في هذه الأثناء٬ قالت: “الوكالة الوطنية للإعلام” إن الجيش اللبناني اتخذ تدابير أمنية عند مداخل المخيم فيما أقفلت القوى الأمنية أوتوستراد الحسبة ­ صيدا بسبب الرصاص الطائش نتيجة الاشتباكات٬ وهو إحدى الطرق التي تصل بيروت بالجنوب. كذلك تم وقف العمل في الدوائر والمؤسسات الرسمية في مدينة صيدا وإخلاء مرضى من مستشفى المدينة الحكومي القريب من المخيم بعد إصابة أحد المواطنين.