IMLebanon

الحرب العالمية الثالثة تدقّ طبولها على الشبكات الإجتماعية!

 

كتبت صحيفة “العرب” اللندنية:

تصاعد حدّة التوتّر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة ينعكس على الشبكات الاجتماعية التي بدأت تدق طبول الحرب، مؤكدة قرب نهاية العالم برعاية زعيمين “أرعنين” لا يملكان أي خبرة سياسية.

“حان الوقت لسحب تويتر من دونالد ترامب”… هكذا عنون موقع “كوارتز” الأميركي تقريرا سلط فيه الضوء على المشكلات التي وقع فيها الرئيس الأميركي نتيجة استخدامه السيء لحسابه على “تويتر”.

وكان ترامب غرّد بقوله إن كوريا الشمالية تبحث عن المشكلات وهدد بحل المشكلة. ويمثل ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ- أون معا مزيجا ساما من القيادة معدومة الخبرة.

وشكل تصاعد التوتر في العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن مادة نقاش دسمة لمستخدمي الشبكات الاجتماعية حول العالم.

وغزت المقاطع الساخرة والصور الكاريكاتورية المواقع الاجتماعية ضمن عدة هاشتاغات.

يذكر أنه رغم إعلان القيادة الأميركية في المحيط الهادئ فشل كوريا الشمالية في عملية إطلاق صاروخ، إلا أن جارتها الجنوبية اعتبرت أن التجربة التي أعقبت استعراض مجموعة متنوعة من الصواريخ الهجومية خطوات “تهدد العالم كله”.

وكانت وكالة أنباء “شينخوا” الصينية الرسمية وقعت في خطأ صحافي، كان من الممكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية، وفق معلقين. فقد قالت الوكالة إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا أثناء احتفالاتها بيوم الشمس، السبت، في حين كانت تقصد أن بيونغ يانغ “استعرضت” الصاروخ فقط.

وتلقفت وسائل إعلام أميركية العنوان. وسرعان ما تداركت الوكالة الصينية خطأها وأصلحته، وتبعتها في ذلك وسائل الإعلام الأميركية.

أخبار كوريا الشمالية تحظى بمتابعة واسعة من الجمهور العربي، بشكل يتجاوز أحيانا أخبار تطورات الأوضاع في أماكن عربية ساخنة

وعرضت كوريا الشمالية ما يبدو أنها صواريخ جديدة طويلة المدى وأخرى تطلق من غواصات، في يوم الشمس الذي يوافق الذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد مؤسس البلاد كيم إيل سونغ.

واحتل هاشتاغ “North Korea” مركزا متقدما في قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على مستوى العالم.

وأعرب المتفاعلون مع الهاشتاغ عن تخوفهم من اندلاع حرب عالمية ثالثة، واعتبروا تجارب كوريا الشمالية انتهاكا للقرارات والقوانين الدولية وتهديدا للأمن العالمي، ودعوا مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف حازم تجاه بيونغ يانغ.

كما تداول مغردون عبر “تويتر” “#JucheFest2017” مهرجان الجوش 2017) صورا من العرض العسكري الكوري الشمالي الذي جاب شوارع بيونغ يانغ في 15 نيسان.

وغرد جيفري لويس رئيس برنامج شرق آسيا بمركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة بولاية كاليفورنيا الأميركية، عن الصواريخ المعروضة السبت على تويتر “إن لم تكن تلك هي الصواريخ العابرة للقارات، فهي جسرٌ لصنع واحدة”.

أما عربيا، فقد تصدر هاشتاغ “#ترامبيتوعدكورياالشمالية” و”#كورياالشماليةتتوعدترامب” تعليقات المغردين.

وفي الوقت الذي غلبت روح الفكاهة على تعليقات البعض، انبرى آخرون لمقارنة تجارب كوريا الشمالية العسكرية بنظيرتها الأميركية.

ولم يخف البعض الآخر إعجابه بالرئيس كيم يونغ- أون وطالبوا الرؤساء العرب بالحذو حذو بيونغ يانغ. واستبعد مغردون إقدام الولايات المتحدة على ضرب كوريا الشمالية، واعتبروا ما حدث بين البلدين مجرد استعراض للقوة.

وتحظى أخبار كوريا الشمالية بمتابعة واسعة من الجمهور العربي، بشكل يتجاوز أحيانا أخبار تطورات الأوضاع في أماكن عربية ساخنة، مثل سوريا والعراق وغيرهما حتى قبل التصعيد الأخير بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وكتب حساب على تويتر “يبدو أن #ترامب لن يهدأ حتى يجلب حربا عالمية ثالثة. #كوريا_الشمالية”

ونقل آخر على لسان الزعيم الكوري الشمالي #كوريا_الشمالية الشجعان لا يستغربون أفعالنا، لكن يستغربها من عاشوا جبناء لأن كرامتهم آخر مسعى غايتهم. كلمة أبوالخدود قاهر أبوإيفانكا”.

ويطلق مغردون على الزعيم الكوري “أبوالخدود”، فيما يكنون الرئيس الأميركي بـ”أبوإيفانكا” نسبة إلى ابنته.

فيما غرد سعودي #رئيس كوريا الشمالية يرعد ويزبد ويهدد باجتياح كوريا الجنوبية إن ضربه ترامب ثم طير صاروخا للمناورة وسقط على رأسه في حالة فشل ذريع”.

وتظهر أرقام وسائل الإعلام الرئيسية إقبالا استثنائيا على أخبار كوريا الشمالية، حيث زادت بشكل كبير مع تهديد الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس الجديد دونالد ترامب بالرد على تهديدات بيونغ يانغ النووية.

ويرى البعض أن هناك جيلا قديما من اليساريين والقوميين العرب وأمثالهم يهتمون بكوريا الشمالية باعتبارها “موردا رئيسيا للسلاح لدول عربية يحرمها الغرب من مصادر تسلح”.

لكن اتجاهات المتابعين تشير إلى أن الأجيال الجديدة أيضا تهتم بأخبار كوريا الشمالية، ولا ينطبق التفسير السابق عليهم.

وهناك من يرى، بشكل سطحي، أن من الأسباب الرئيسية لاهتمام الجمهور العربي بأخبار كوريا الشمالية هو “عامل نفسي”، غير حقيقي في الأغلب، يعكس رغبة في وجود من يمكن أن “يزعج الأميركيين طالما أننا لا نقدر على ذلك”.

ويرجع خبراء ذلك إلى أن الأجيال الجديدة أكثر متابعة لتطورات الأوضاع عالميا عبر الأجهزة المحمولة والشبكات الاجتماعية.