IMLebanon

“ريفي” يحاكي لغة الشارع ويتمدد الى البقاعين الغربي والاوسط

كتبت دموع الأسمر في صحيفة “الديار”:

لاحظت الاوساط السياسية والشعبية في الآونة الاخيرة الحراك السياسي والشعبي المتصاعد للواء ريفي والذي لم يعد محصورا في طرابلس وحسب بل تمدد فعليا نحو مناطق لبنانية اخرى بدءا من مناطق الشمال وصولا الى البقاع الغربي والاوسط وحيث بيئة التيار الازرق وقد بدا ان المنافسة بين التيارين بدأت تأخذ اشكالا جديدة في ظل التململ الذي يسود صفوف انصار التيار الازرق الذين راهنوا سنوات طويلة عليه بعد كل عوامل التعبئة السياسية التي مارسها التيار وقادته والشحنات المذهبية التي عزفوا عليها طويلا لكسب الشارع السني وبلحظة مفصلية انقلب التيار على نهجه كي يحقق مكسبا في استعادة كرسي الرئاسة الثالثة وهذا ما اعتبره اللواء ريفي تخليا عن ثوابت 14 آذار وانصياعا لسياسة حزب الله وقوى 8 آذار منذ ترشيح الوزير فرنجيه ومن ثم العماد عون رئيسا للجمهورية.

وبرأي مرجع سياسي شمالي ان الساحة الطرابلسية هي اكثر الساحات احتداما بين التيار الازرق وتيار اللواء ريفي الذي عرف كيف يحاكي لغة الشارع الطرابلسي ويحقق فيه اختراقا ملموسا سواء داخل التيار الازرق او في الاحياء الشعبية المتعطشة اصلا الى خشبة خلاص تنقذهم من فقرهم ومن بطالة مستشرية وتؤمن لهم فرص عمل وتنهض بالمدينة بعد ما شهدته من سنوات الحرمان والاهمال والفوضى.

يعتقد المرجع ان نظرة موضوعية الى ما تشهده الساحة الطرابلسية يلمس حجم التنافس من خلال اللقاءات الشعبية التي يعقدها الوزير السابق ريفي ومن خلال افتتاحه لمكاتب في مناطق عديدة من الشمال في الضنية وعكار ويوم امس الاول في محلة البداوي التي جرى ضمها اداريا الى طرابلس وهي منطقة معروفة في الاساس بولائها لتيار الرئيس الراحل عمر كرامي ومن ثم نجله الوزير فيصل كرامي،كما فيها انصار لا يستهان بهم للتيار الازرق،ولعل احد اسباب ضم البداوي الى طرابلس تحسين الحالة الشعبية الزرقاء في مواجهة اقطاب باتوا الرقم الاول في كل الاستفتاءات التي تجري وفي المقدمة الرئيس ميقاتي واللواء ريفي.

وحسب مصادر مطلعة ان الرئيس سعد الحريري مصمم على استعادة الشارع الطرابلسي الى سابق عهده وان على جدول اعماله زيارة الى طرابلس والشمال بعد جولته الجنوبية، وانه سوف تكون له لقاءات مع سياسيين وقيادات محلية والتواصل المباشر مع القواعد الشعبية في ظل الوقت المستقطع قبل حلول 15 أيار وذلك لجس نبض الشارع شخصيا وبغية تحديد مسار التحالفات الممكنة في المرحلة المقبلة،وقد بدأت قيادات في تيار الازرق تعمل بالتحضير لجولة الحريري الطرابلسية والتي قد تليها ايضا جولة في عكار.

لكن هناك من اعتبر ان هذه الجولات قد لا تثمر في حال لم يحمل معه مشاريع انمائية لان الوعود لم تعد تجدي نفعا في الشمال التي نالت الكثير من الوعود،بينما في المدينة من واصل مساره الانمائي دون هوادة وفتح ابواب مؤسسته(العزم) اضافة الى ذلك فان الوزير ريفي قطع اشواطا بعيدة في تنظيم صفوف تياره وفي استقطاب شرائح شعبية في كافة احياء طرابلس.

اضافة الى ذلك فقد لفتت الانظار الجولة التي قام بها ريفي في معرض الكتاب بطرابلس وبرفقته القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري، ورأت اوساط سياسية ان لهذه الجولة مدلولات سياسية تؤكد عمق العلاقة بين المملكة العربية السعودية واللواء ريفي خاصة بعد تصريحات للبخاري افضت الى ان المملكة على مسافة واحدة من جميع القيادات السنية بل اعرب البعض عن اعتقاده بان القائم بالاعمال السعودي لديه مهمة جمع القيادات الطرابلسية وانهاء الخصام بينها وبين التيار الازرق.

السؤال الذي تطرحه الاوساط هل يستطيع البخاري توحيد الصف في طرابلس وهل هناك مساع تحضيرية قبل التوصل الى صيغة مقبولة للقانون الانتخابي؟

هذا ما ستكشفه الايام المقبلة.