IMLebanon

الحبر الأعظم في مصر الجمعة: رسالة دعم للأقباط… وأكثر!

 

تستقبل مصر يوم الجمعة المقبل قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس، في زيارة لافتة شكلاً ومضمونا وتوقيتا وأبعادا تستمر 27 ساعة، وتنتهي في 29 الجاري، تحت عنوان “بابا السلام في مصر السلام”.

واذا كانت الزيارة المنتظرة ستحمل رسالة دعم قوية الى مسيحيي البلاد الاقباط الذين يتعرضون لاستهدافات تزايدت وتيرتها في السنوات الماضية كان آخرها تفجيران هزا كنيستي طنطا والاسكندرية في أحد الشعانين في 11 نيسان، يبلغهم فيها الكرسي الرسولي، وقوفه الى جانبهم ويدعوهم الى الصمود في أرضهم، فان أهداف الجولة تتخطى الاطار المسيحي البحت، الى ما هو أبعد، وفق ما تقول مصادر كنسية لـ”المركزية”.

فمن أبرز محطات البابا في القاهرة، لقاء سيجمعه الى شيخ الأزهر أحمد الطيّب ومشاركته في “المؤتمر العالمي للسلام”، الذي ينظّمه الأزهر، حيث ستكون للحبر الاعظم كلمة. وهنا، توضح المصادر ان في ظل موجة الارهاب والتطرف التي تجتاح العالم ولا تفرّق بين الغرب والشرق، يريد البابا التشديد على ان الحوار بين الحضارات والاديان، يبقى أنجع وسيلة لمنع تمدد التشدد، فيما “الاسلاموفوبيا” ولصق تهمة الارهاب بالدين الاسلامي ككلّ، لا يفيان بالغرض المطلوب.

فالاعتدال موجود في الطوائف كافة، وأبرز دليل المؤتمر الذي ينظّمه “الازهر” بما يمثله هذا الصرح اسلاميا وعربيا، ومن الضروري بناء الجسور بين هذه الاصوات المعتدلة لتعزيزها وتمكينها من مواجهة التطرف والتزمّت.

مدّ اليد الى الاعتدال المسلم والتأكيد ان الارهاب لا دين له، يشكلان لبّ زيارة الحبر الأعظم الى مصر وجوهرها، تتابع المصادر، مشيرة الى ان ما سيصدر عن هذه القمة الروحية سيترك بلا شكّ وقعا ايجابيا على المساعي المبذولة تاريخيا لزيادة اللحمة المسيحية – الاسلامية خصوصا، و”أنسنة” العلاقات بين البشر عموما.

غير ان زيارة الحبر الاعظم الى القاهرة تأتي أيضا لتجسّد تعويل الفاتيكان على دور تلعبه الدول الاسلامية المعتدلة وعلى رأسها السعودية ومصر، في مواجهة التطرف والارهاب وتطويق ذيوله، على اعتبار ان محاربة هذه الآفة تقع في الدرجة الأولى على عاتق الاعتدال المسلم، من البوابة الدينية والروحية، قبل ان تكون مهمة سياسية وعسكرية يضطلع بها حاليا أركان المجتمع الدولي.