IMLebanon

هل يغامر الحريري “بمشكل” مع بري؟

 

 

 

في انتظار«ارنب» رئيس المجلس النيابي الانتخابي، «ومفاجآت» جلسة 15 ايار، ومع عودة تبادل «الرسائل» السياسية الى «الشارع»، سؤال احتل حيزا مهما على «طاولة» البحث الجدي في دوائر القرار في فريق 8 آذار بعد سلسلة من «الفولات» المرتكبة عن «سابق تصور وتصميم»، ماذا يريد رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل؟ هذا النقاش المضبوط «بسقف» عدم الرغبة في الذهاب الى «مشكل» سياسي مفتوح في البلد..لا يمنع وجود علامات استفهام تحتاج الى اجوبة واضحة..

هذه «النقزات» المشروعة بحسب اوساط بارزة في 8 آذار، لم تجد طريقها الى «العقل» السياسي لهذا الفريق طوال الفترة الماضية لانها اقتصرت فقط على محاولة مكشوفة من قبل رئيس الحكومة وتياره السياسي للايقاع بين حزب الله والتيار الوطني الحر، من خلال «التلاعب» المقصود على «حبل» الموافقة وعدم الرفض لقوانين الانتخاب  المعروضة من قبل وزير الخارجية جبران باسيل، وترك النقاش مفتوحاً على الملاحظات المتبادلة بين الحليفين، على وقع خطاب طائفي لرئيس التيار الوطني الحر، لا يحبذه الحزب وسط»حياد» رئيس الجمهورية ميشال عون. وهكذا لبس الرئيس الحريري «ثوب» «الحمل» الزاهد في خوض النقاشات الانتخابية الجدية، واستمر في رفع شعاره بوجه باسيل «اقنع حلفاءك اولا وبعدها منحكي، واذا اقتنعت باقنع وليد بك»… طبعا قد يكون هذا «التكتيك» السياسي قابلاً «للهضم»، والاستيعاب، وحزب الله عاد مؤخرا الى استخدام «الورقة» نفسها، وابلغ الشيخ نعيم قاسم رئيس التيار الوطني الحر كلاما واضحا حول القانون «التأهيلي»، «اقنع الاخرين، وعندئذ يصبح الامر قابلاً النقاش معنا»..

لكن ما يجب التوقف عنده في رأي تلك الاوساط، انتقال الحريري الى خطوة متقدمة في ابتكار الازمات مع «الثنائي الشيعي» من خلال «افتعال» ازمة من لا شيء مع حزب الله على خلفية الجولة الاعلامية الاخيرة في الجنوب، فيما تطل «ازمة» اخرى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال تسويق الحريري لمعلومات مفادها ان موافقة تيار المستقبل على حضور جلسة التمديد في 15 أيار لم تعد «مضمونة»، على خلفية اتهامه رئيس المجلس بالتراجع عن تفاهمات على مبدأ القانون «التاهيلي»، كان تم التفاهم عليها عشية الازمة الاخيرة في البلاد…

ووفقا للمعلومات، فان اكثر ما اثار ريبة هذا الفريق محاولة الحريري توريط قيادة الجيش بالاهداف السياسية لجولته الحدودية، بعد اصراره على اصطحاب قائد الجيش العماد جوزيف عون معه الى الجنوب. واذا كان وجود وزير الدفاع يعقوب الصراف، محاولة مفهومة بالسياسة للقول ان الزيارة منسقة مع رئيس الجمهورية، فان استغلال وجود قائد الجيش في الزيارة والاصرار على التصويب على حزب الله، كان محاولة «خبيثة» للاضرار بعلاقة «الاحترام» المتبادلة بين المقاومة والمؤسسة العسكرية وقيادتها الجديدة، فالحريري حاول وضع  الطرفين امام اختبار صعب، لكن وفق المعلومات فان الثقة لم تهتز، ولم تتغير طبيعة العلاقة المتينة بين الجانبين، خصوصا ان جولة حزب الله الاعلامية كانت منسقة مع الجيش ولم يحصل اي تجاوز للتفاهمات التي ترعى علاقة الطرفين..لكن هذا لا يلغي خطيئة ارتكاب رئيس الحكومة «لفاول» في غير مكانه وزمانه.

وفي المقلب الاخر، اذا ما ثبت ان ما قالته اوساط في تيار المستقبل» للديار» بان موافقة الرئيس الحريري على حضور جلسة التمديد لم تعد محسومة وثمة مراجعة في «التيار الازرق» لهذا الموقف، فان الحريري يكون في طور ارتكاب «فاول» سياسي غير محدود العواقب مع الرئيس بري الذي لا يقبل في سياسة «لي الاذرع» كما تقول مصادر في 8 آذار. وعن الاتهامات لبري بالتراجع عن الموافقة على القانون التأهيلي، تؤكد تلك الاوساط ان الامر غير صحيح لان ما طرحه الوزير باسيل هو نسخة مشوهة عن اقتراح رئيس المجلس، ولا يمكن بأي حال القبول بتمريره… وفي حال تراجع الحريري عن مواقفه المبدئية عندئذ «لكل حادث حديث»…لان ما حققه الرئيس بري من وراء خطوته الاخيرة عبر دفن محاولات الضغط عليه بالفراغ، لن يقبل ان يخسره عبر حركة «ابتزازية» غير مسؤولة… ماذا يريد حقا رئيس الحكومة؟ هل ما يفعله جزء من «لعبة» سياسية داخلية ام مواكبة لضغوط خارجية؟ لا جواب واضح حتى الان. والايام المقبلة كفيلة بكشف المستور…