IMLebanon

هذه رسالة “قطّاع الطرق” للعهد!

 

 

أبلغت جهات سياسية قريبة “المركزية” ان كل ما يحصل في الشارع لا علاقة له لا بمطالب شعبية ولا باحتجاج على قرار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق القاضي بإقفال كل الكسارات والمرامل في لبنان واعداد دراسة في مدة شهر ليتحرك على اساسها، اذ ان المعنيين من اصحاب الكسارات يدركون ان قطع الطرق لا يؤثر عمليا على السياسيين ولا حتى يضغط عليهم للعدول عن قراراتهم بل يقتصر على حرق وتلف اعصاب اللبنانيين لحملهم على الكفر بالعهد الذي وعدوا انفسهم بأنه سيشكل خشبة الخلاص من زمن التفلت من القانون، واعادة بناء الدولة القوية مع الرئيس القوي.

وتضيف ان من يقف خلف هؤلاء يبعث رسالة سياسية مباشرة وواضحة لرئيس الجمهورية ميشال عون، تتزامن وتتكامل مع التصعيد السياسي في قانون الانتخاب لا سيما من جانب بعض القوى السياسية، وتحديدا من الثنائي الشيعي الذي بدأ يستشعر خطر قطع الطريق على مشروعه، فقرر المواجهة بقطع الطرقات على نجاح العهد عبر محاولة تشويه صورته والايحاء بأنه نسخة مكررة عما سبقه لجهة العجز عن مواجهة الازمات.

وفي مضمون الرسالة ايضاً ان من يلوّح بتحريك الشارع في مواجهة التمديد سيواجه بشارع مماثل. وتعتبر ان الرسالة ليست من الطبيعة نفسها لان التلويح كان ضد التمديد كونه خطوة غير دستورية فيما الذي حصل اليوم رسالة سياسية من اجل اخضاع العهد لشروط فريق سياسي معين، والا فإن هذه المشاهد ستكون جزءا لا يتجزأ من يوميات اللبنانيين ليكفروا بالعهد والمرحلة الجديدة وهو ما يستوجب حسما وقرارا جدياً يضع حداً لكل هذه المظاهر السياسية بامتياز بعيدا من الامور المطلبية.

وتؤكد ضرورة اتخاذ ما يلزم من اجراءات واستخدام الوسائل كافة لمنع تكرار ما جرى، منوهة في هذا المجال بموقف الوزير المشنوق، ذلك ان من غير المقبول ان يتحمل اي لبناني هذا الكمّ من القهر والاذلال فقط لان فريقاً سياسيا معينا يريد توجيه رسالة سياسية من خلال صندوق الرأي العام على الطرقات.

وتعتبر الجهات المشار اليها ان استخدام القوة يشكل الوسيلة الاساسية لردع هؤلاء، خصوصا انهم يلوّحون بالتصعيد ورفع منسوب الضغط لكنهم يرضخون ازاء المواجهة بالقوة، فما يحصل عملية ابتزاز سياسي لا يواجه الا بالقوة وفرض هيبة الدولة لمنع اي فريق سياسي من ابتزاز وزارة او حكومة او الشعب من خلال اقفال الطرقات، اذ لا يجوز ان تكون المرحلة الجديدة مجرد تكرار لمراحل شلل الادارة والحكم وعدم اتخاذ قرارات وتنفيذ اجراءات وعلى القوى السياسية المعطّلة تحمل نتيجة التعطيل المتمادي الذي تمارسه. فزمن استقواء قوى سياسية على الدولة يفترض انه انقضى وعليها ان توجه رسالة واضحة للجميع بأن لا سقف اعلى من الدولة اللبنانية ومنع اي مظاهر تخريبية بغض النظر عن الجهة التي تقف خلفها. وفي هذا المجال، تدرج الجهات المشار اليها اتصال الرئيس عون قبل الظهر بالمشنوق ومطالبته بفتح الطرقات، مبديا الاستعداد للاستعانة بالجيش اذا لزم الامر.