IMLebanon

مشروبٌ ذهبي سيُدهشكم بفوائده!

 

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

هل سبق أن سمعتم بالحليب الذهبي (Golden Milk) أو تذوّقتم طعمه اللذيذ والفريد من نوعه؟ في الواقع، عُرف هذا المشروب منذ القِدم خصوصاً في الهند، إلّا أنه أُعيد إلى الواجهة خلال الأعوام الأخيرة لمنافعه الصحّية الفائقة الأهمّية التي أجمعت عليها الدراسات العلمية. فما أبرز مكوّناته وخصائصه الإيجابية على الجسم؟

الحليب الذهبي… إنّه بالفعل إسم على مُسمّى. فهو لا يتميّز فقط بهذا اللون المُشرق، إنّما بإمكانه أيضاً توفير منافع صحّية ذهبية 100 في المئة.

وفي حديث خاصّ لـ”الجمهورية”، قالت اختصاصية التغذية ناتالي جابرايان إنّ “الحليب الذهبي يُعرف أيضاً بحليب الكركم الذي يُعتبر المكوّن الرئيسي له، جنباً إلى الحليب النباتي (حليب اللوز)، وزيت جوز الهند، والقرفة، والفلفل الأسود، والزنجبيل.

يمكن تحضيره ببساطة في المنزل بواسطة كوبين من حليب البقر أو اللوز أو جوز الهند، وملعقة صغيرة من بودرة الكركم، ونصف ملعقة صغيرة من القرفة، وملعقة صغيرة من العسل أو شراب القيقب (إختياري)، ورشّة من البهار الأسود، وربع ملعقة صغيرة من بودرة الزنجبيل، ورشّة من فلفل الحريف (إختياري)، وقليل من زيت جوز الهند (إختياري). تُخلط المقادير لمدة 5 دقائق، ثمّ توضع على نار خفيفة للحصول على تركيبة مُشابهة للحليب العادي”.

أهمّ مكوّناته

وسلّطت الضوء على أهمّ فوائد مكوّنات هذا المشروب، وتحديداً:

ـ الكركم: يُعتبر من أفضل البهارات التي يمكن استخدامها في الطبخ، كما أنه يُضيف اللون والمذاق إلى الأطباق. قدرته الجبّارة على الإلتئام والشفاء ترجع إلى مركّب الـCurcumin، من دون نسيان خصائصه المُطهِّرة والمضادة للإلتهاب والأكسدة.

ـ الفلفل الأسود: يُستخدم في الحليب الذهبي لتعزيز كمية الـCurcumin التي يمتصّها الجسم. في الواقع، أظهرت الأبحاث أنه عند إضافة مادة الـPiperine  المتوافرة في الفلفل الأسود إلى الـCurcumin، فإنّ نسبة هذا الأخير قد ارتفعت 2000 في المئة.

ـ زيت جوز الهند: يوجد خلاف دائم عليه باعتباره من المصادر النباتية القليلة التي تحتوي الدهون المشبّعة المضرّة بالقلب. غير أنّ استهلاكه باعتدال يساعد على تعزيز قدرة الكركم على الشفاء، وأيضاً دعم الجسم على امتصاص مزيد من الـCurcumin  فضلاً عن أنه مضاد للبكتيريا والفطريات، وهو مصدر طبيعي للطاقة التي تساعد على تسريع الأيض.

ـ القرفة: تساهم في دعم صحّة الجهاز الهضمي، وتحسين بعض مشكلات السكر في الدم.

ـ حليب اللوز: يحتوي الفيتامينات B وE، وهو مفيد جداً للبشرة، والشعر، والقلب. يُستحسن تحضيره في المنزل للحصول على فوائد أكثر فاعلية لاحتوائه كميات أكبر من اللوز بعكس النوع المُباع في المتاجر. فضلاً عن أنه يمكن التحكّم في كمية السكر، لأنّ الأنواع الموجودة في الأسواق تحتوي مكوّنات مُضافة للحفاظ على التركيبة والمذاق.

مضاد للإلتهابات

وتحدّثت جبرانيان عن أبرز خصائص الحليب الذهبي، وعن دوره السحري في تخفيف الآلام والمساهمة في تخفيف حدّة العديد من المشكلات الصحيّة، كاشفة أنه فعّال في معالجة مشكلات عديدة متعلّقة بالمفاصل، كخفض التهاب المفصل والوجع طبيعياً. وتوصّل بحث نُشر في مجلّة Advances in Pharmacological Sciences إلى أنّ الـCurcumin يخفّض تورّم المفاصل والوجع فيها، وقد يساعد على علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

دعم صحّة الجهاز الهضمي

بإمكان الكركم المساعدة على خفض أعراض العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي كارتجاع المريء، والحرقة، وعسر الهضم. ناهيك عن أنّ زيت جوز الهند قد يساهم بدوره في تسكين الجهاز الهضمي وتهدئة الإمساك.

إنّ منافع استهلاك مستخلص الكركم على صحّة الهضم قد تمّ تأكيدها في مراجعة لتأثير الـCurcumin  العلاجي، بحيث وجد العلماء أنّ الكركم يساعد على تقليص تشنّجات المعدة، وأوجاع البطن، والأعراض الأخرى المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي واضطرابات الأمعاء.

تحسين وظائف القلب

من الفوائد المهمّة لمزج الكركم مع زيت جوز الهند لتحضير الحليب الذهبي هي القدرة المُحتملة على تحسين وظائف القلب، كخفض خطر جلطات الدم، والحفاظ على دقات قلب منتظمة. جنباً إلى تقليص مستويات الكولسترول، والضغط، وتعزيز تدفق الدم.

دورة دموية أفضل

إنّ شرب الحليب الذهبي يساعد أيضاً على تحسين الدورة الدموية والحفاظ على صحّة الأوردة والشرايين. وأظهرت دراسة نُشرت في مجلّة Nitric Oxide  أنّ الـCurcumin  يساعد على تعزيز تدفق الدم والسماح لنظام القلب والأوعية الدموية في العمل بفاعلية. كذلك يساهم الكركم في تقليص الأكسدة التي تؤدي بدورها إلى أمراض القلب.

خفض الضغط والكولسترول

مزيج جوز الهند، والكركم، والفلفل الأسود في هذا المشروب الذهبي يخفّض ضغط الدم المرتفع ويَقي من السكتات. وبيّنت إحدى الدراسات أنّ مكملات الـCurcumin والفلفل الأسود ساعدت على منع ارتفاع ضغط الدم. كذلك فإنّ جوز الهند جنباً إلى النشاط البدني قد ساهما في تنظيم الضغط والحفاظ على معدلاته الطبيعية.

أما في ما يخصّ الكولسترول، فقد وجد بحث تطرّق إلى انعكاسات الـCurcumin على مستويات الكولسترول أنّ إدخال الـCurcumin إلى الغذاء بانتظام يقلّص الكولسترول السيئ (LDL) بشكل ملحوظ خلال 4 أسابيع.

السيطرة على السكر في الدم

في حال السيطرة على السكري من خلال النظام الغذائي، فإنّ شرب الحليب الذهبي قد يساعد على التحكّم في مستويات السكر في الدم. إنّ استهلاك الكركم وزيت جوز الهند بانتظام يَقي من ارتفاع مستويات الإنسولين المُفاجئ وقد يساهم في تنظيم أعراض السكري.

وضمان معدل غلوكوز صحّي عند تشخيص الإصابة بالسكري أمر فائق الأهمّية، كما انّ خصائص الحليب الذهبي المضادة للإلتهابات قد تساعد على منع ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم.

تحسين أداء الدماغ

التأثير المُضاد للأكسدة في الكركم يساعد على الوقاية من أمراض الدماغ التنكسية، كالألزهايمر والخرف. ناهيك عن أنه يساهم في تعزيز الذاكرة وخفض أعراض القلق والعصبية. ولقد خَلُص بحث نُشر في Journal of Research in Ayurveda إلى أنّ استهلاك الكركم بانتظام حَسّن أعراض الألزهايمر لدى المرضى.

مُضاد طبيعي للكآبة

يملك مستخلص الكركم خصائص مضادة للكآبة تساعد على تعزيز المزاج والتأقلم بشكل أفضل مع الأفكار والمشاعر السلبية. ولقد توصّلت دراسة نُشرت في مجلّة Pharmacology, Biochemistry and Behavior إلى أنّ مكملات الـCurcumin تحفّز الناقلات العصبية في الدماغ على إنتاج مزيد من السيروتونين ورفع مستويات الدوبامين طبيعياً. وبذلك خلُص الباحثون إلى أنّ الـCurcumin والـPiperine مفيدان جداً في علاج اضطرابات الكآبة.

تقليص التوتر

وفق مجموعة دراسات نُشرت في مجلّة Brain Research، تبيّن أنّ الـCurcumin يساهم في خفض أعراض التوتر المُزمن من خلال تحفيز الناقلات العصبية في الدماغ.

تقوية المناعة

إنّ شرب الحليب الذهبي يساعد على الوقاية من العدوى والحفاظ على جسم صحّي. واستناداً إلى  Journal of Clinical Immunology، فإنّ الكركم يحمي الجسم من الإصابة بالحساسية، والربو، والألزهايمر، والسكري. وبما أنّ زيت جوز الهند يتحلّى بخصائص مضادة للبكتيريا، والفطريات، والإلتهابات، فإنه يمنح المناعة قوّة مذهلة.

الوقاية من السرطان

يبدو أنّ خصائص الـCurcumin  المضادة للالتهاب قد تكون فعّالة ضدّ أنواع عديدة من السرطان، خصوصاً الجلد، والكبد، والبروستات. ولقد توصّل الباحثون في دراستهم التي نُشرت في مجلّة Molecules إلى أنّ قوّة الـCurcumin المضادة للأكسدة قد ساهمت في قمع نمو العديد من الأورام وتطورها وتحوّلها إلى أنواع خبيثة.

تحذيرات جدّية

لكن على رغم هذه المنافع المُحتملة، حذّرت جابرايان بعض الأشخاص من استخدام الكركم، وتحديداً الحوامل، والمرضعات، ومَن يعانون مشكلات في الكِلى، والمرارة، وعدم تخثر الدم، والسكري، وانخفاض مستوى الحديد بما أنّ هذا البهار يتعارض مع الأدوية المُعالجة لهذه الأمراض.

وشدّدت على أنّ استهلاك أكثر من 1500 ملغ مرّتين في اليوم قد يؤدي إلى تسارع دقات القلب، والغثيان، والتقيؤ، وأوجاع المعدة، داعية إلى استهلاك الكركم أو الزنجبيل أو أي بهار آخر بشكله الطبيعي وليس كمكمّل غذائي إلّا إذا سمح الطبيب بذلك وحَدّد الكمية الملائمة لأنّ أخذه عشوائياً يكون محفوفاً بالمخاطر إمّا بسبب خَلطه مع مواد أخرى، أو أنّ جرعته تكون مركّزة جداً.