IMLebanon

هذا موقف الحريري في قمة جدّة… و8 آذار تحمل على مشاركة لبنان

 

 

 

ردّ رئيس الحكومة سعد الحريري على ما تسمّيه أوساط مستقبلية “تشويشا” رافق الدعوة التي وجهتها الرياض اليه، لا الى رئيس الجمهورية ميشال عون، للمشاركة في القمة العربية – الاسلامية – الاميركية التي تعقد في جدة في المملكة في 21 الحالي في حضور الرئيس الاميركي دونالد ترامب، بالقول: “من يحاول ان يدخل بيني وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يصل الى أي مكان لأن بيننا تفاهما كبيرا”

وفي وقت ذهبت مصادر 8 آذار الى حد اعتبار الخطوة السعودية انتقاصا من مقام الرئاسة الاولى، تطمئن اوساط وزارية مطّلعة الى ان التنسيق كان قائما بين بعبدا والسراي قبل تلقّي الحريري الدعوة وتم الاتفاق بين الطرفين على ان يحضر رئيس الحكومة القمة بدلا من عون، نظرا الى دقّة المواضيع التي ستطرح خلالها (وأبرزها وفق ما بات معلوما، مطالبة ايران بوقف التدخل في الشؤون العربية وسحب أذرعها العسكرية، و”حزب الله” اللبناني من أهمّها، من الميادين العربية حيث تُقاتل) على ان يُرافق الحريري وزير الخارجية جبران باسيل، في خطوة تبدّد أيضا كلّ ما يشاع عن خلاف بين الرئاستين الاولى والثالثة، فلو صحّ ذلك لما شارك الاخير في القمة الى جانب رئيس الحكومة. الاوساط تكشف عبر “المركزية” ان الموقف الرسمي الذي سيتخذه الحريري في المؤتمر العتيد تشاور أيضا في شأنه مع رئيس الجمهورية وقد كان مدار بحث في الاجتماعات التي ضمّت في الايام الماضية الرجلين في بعبدا، حيث يُرجّح أن يرفع رئيس مجلس الوزراء شعار “النأي بالنفس”، الوارد في البيان الوزاري لحكومة “استعادة الثقة” وفي خطاب قسم رئيس الجمهورية، لتأكيد رفض لبنان الرسمي لأي تدخل في القضايا العربية الخلافية سياسيا او عسكريا. الا انه في المقابل، لن يصدّق على أي سهام مباشرة قد تطاول “حزب الله”، على اعتباره فريقا لبنانيا له تمثيله وقواعده وهو ممثّل في البرلمان والحكومة.

في غضون ذلك، يعترض أطراف يدورون في فلك 8 آذار السياسي، على مشاركة الحريري في القمة العتيدة، وقد تجلى هذا الموقف في جلسة مجلس الوزراء اليوم حيث تحفّظ رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو عليها. ففي رأي هذا الفريق، “لبنان لا يمكن ان يكون في المحور الاميركي – السعودي ضد المحور الايراني وليس من مصلحة لبنان تبني الموقف الخليجي من ايران وحزب الله”. واذ تلفت الى ان هذه القوى ستحاول في الايام الفاصلة عن 21 الجاري تكثيف ضغوطها للحؤول دون مشاركة الحريري (تحت ذريعة انها خرق لسياسة النأي بالنفس)، أو ستسعى الى “تقييد” موقفه في القمة عبر تحديده مسبقا في مجلس الوزراء، تعتبر مصادر في 14 آذار موقف 8 آذار مثيرا لـ”العجب”. وتذكّر عبر “المركزية” بأن هذا الفريق أوّل من تجاوز سياسة النأي بالنفس التي كان ارتضاها في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي كان مشاركا فيها، وهو أوّل من خرق “اعلان بعبدا” الذي وقّع عليه، عندما انتقل للقتال في سوريا. فهل ينادون بهذه السياسة وبالحياد عندما يناسبهم، ويرذلونه عندما لا يكون في مصلحتهم؟!

واذ تؤكد أن مشاركة لبنان في القمة ضرورية لانها تساهم في مسار اعادة لبنان الى الحضن العربي والخليجي والذي انطلق اثر انتخاب العماد عون رئيسا، تجزم المصادر ان لبنان لا يمكن ان يكون في المحور الايراني ولا ان يؤيد تدخل ايران في شؤون الدول العربية، وتضيف “حبّذا لو يُبدي حزب الله الحرص الذي يبديه الحريري على المصلحة الوطنية والذي سيتظهر في القمة المنتظرة، فينفض الغبار عن النأي بالنفس وينسحب من سوريا. أما القول حينا بـ”غَلْيِه وشرب مائه” وحينا آخر بضرورة الالتزام به، فلا يفيد ولا يبني أوطانا”.