IMLebanon

لا سيناريوهات تشاؤميّة بعد قمّة الرياض؟

كتب فادي عيد في صحيفة “الديار”:

استغربت مصادر نيابية في تيار «المستقبل»، كل السيناريوهات المتشائمة التي يجري التداول بها حول مرحلة ما بعد القمة العربية ـ الأميركية ـ الإسلامية التي تعقد في الرياض، ويشارك فيها لبنان بوفد يرأسه رئيس الوزراء سعد الحريري. واعتبرت أن كل القراءات المسبقة التي تناولت الإتجاهات المقبلة للحكومة في ضوء ما سيصدر عن قمة الرياض، لا تتطابق مع واقع المناخ السياسي، ولا مع توجّهات رئيس الحكومة الذي يدرك تماماً أن مهمته لن تكون سهلة أولاً، وأنه قد يكون مضطراً للسير ما بين النقاط ثانياً، وإلى ترقّب ردود الفعل السياسية الداخلية، وبشكل خاص التحفّظات المعلنة من بعض المكوّنات داخل حكومته ثالثاً. وأكدت أن كل ما يقال عن تبدّل وانعكاسات على المشهد السياسي الداخلي، هو سابق لأوانه ولا يرتدي أي طابع جدي، بل هو يندرج في سياق افتعال الأزمة والسجالات بين الأطراف السياسية، وذلك لغاية مرتبطة بالروزنامة الداخلية، وليس بالحدث الديبلوماسي الذي تشهده الرياض.

ومن شأن الإنشغال بالحدث الأميركي ـ العربي، أن يحوّل الأنظار عن الإستحقاقات الحالية، كما قالت المصادر النيابية، لكنها لفتت إلى ترابط ما بين الإتجاهات المقبلة للإدارة الأميركية على صعيد العقوبات المرتقبة، وذلك في ضوء ما رشح عن أعضاء الوفد النيابي إلى واشنطن، بالنسبة لتأجيل أي قرار أميركي إلى ما بعد نهاية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية.

وفي سياق متصل، تحدّثت المصادر «المستقبلية» نفسها، عن أن قمة الرياض، لن تتطرّق إلى أي ملفات ثانوية أو فرعية في المنطقة، لافتة إلى أن توجّهاتها ستركّز على محورين أساسيين، الأول هو الحرب على الإرهاب، والثاني يتمحور حول إعادة النظر في واقع المنطقة، في ظل الحروب المشتعلة في سوريا والعراق واليمن. وإذا كانت هذه القمة مقدمة لصفحة جديدة من العلاقات العربية ـ الأميركية، فإن المصادر ذاتها، وجدت أن الهدف الجوهري من المبادرة الأميركية باتجاه الخليج والمنطقة الشرق أوسطية، هو الإعلان لكل الأطراف الإقليمية والدولية، أن الولايات المتحدة الأميركية عادت بشكل فعلي إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، بعدما كانت قد انكفأت عنها في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وبالتالي، فإن الإدارة الأميركية الجديدة ترمي من وراء قمة الرياض استعادة دورها، كما قالت المصادر النيابية عينها، على أن تبدأ الترجمة الفعلية لهذه العودة من خلال تصعيد الحرب على الإرهاب بحسب النظرة الأميركية في الدرجة الأولى، ولكن من دون أن يعني ذلك التعاون الكلي مع إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل التدخل الفعلي على الساحة الشرق أوسطية، كما سبق وأن تدخلت روسيا في العام 2015 في الحرب السورية. وفي هذا الإطار، ، فإن العودة الأميركية إلى الشرق الأوسط، ومن الباب العريض، كما أكدت المصادر نفسها، تتكرّس اليوم سياسياً في الرياض، بعدما كانت انطلقت عسكرياً من خلال الغارة التي كان شنّها الطيران الأميركي على مطار الشعيرات في سوريا.