IMLebanon

بعد مار الياس… مار يوسف ضحيَّة إعتداء

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

إنتشرت موجة استنكارات وإدانة جنوبية عموماً وصيداوية خصوصاً للاعتداء الذي تعرضت له كنيسة مار يوسف الواقعة بين بقسطا وكرخا في شرق صيدا.مرّة جديدة وفي أقل من أسبوع، إمتدت الأيادي الآثمة للعبث بكنيسة مار يوسف الواقعة بين بلدتي بقسطا وكرخا في شرق صيدا وخلع أبوابها وممارسة أفعال منافية للحشمة والأخلاق في داخلها، وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها كنيسة في المنطقة للاعتداء بعد مزار كنيسة مار الياس في عبرا، الذي اكتشفت القوى الأمنية منفّذيه وتبيّن أنهم سوريون ولبنانيون، مارسوا في داخل الكنيسة السكر حتى الثمالة وحطّموا المزار.

وعلى الأثر تحرّكت شرطة بلدية بقسطا، وفتحت تحقيقاً بتوجيه من رئيس البلدية ابراهيم مزهر، الذي اتصل بالقوى الأمنية فحضرت وعاينت الكنيسة، ورفعت الأدلة الجنائية البصمات عن الأبواب المخلّعة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من الوصول الى خيطٍ يشير الى أنّ بعض الصبية السوريين ارتكبوا هذا العمل المنافي للقيم وللديانات السماوية الإسلامية والمسيحية، منذ ما يقارب الثلاثة أيام، حسب معلومات لـ«الجمهورية»، ويجري تعقّبهم لتوقيفهم.

ودانَ مزهر الاعتداء، وقال خلال تفقّده المكان: «تبيّن من خلال التحقيقات أنه لم يُسرق أي غرض من الكنيسة»، مُعرباً عن ثقته بأنّ «الأجهزة المختصة ستكشف ملابسات الاعتداء وتوقِف الفاعلين وتعاقبهم، خصوصاً أنها ليست المرة الاولى التي يتم فيها الاعتداء على الكنيسة وحرمتها».

من جهته، اتصل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران بمزهر، مستوضحاً منه خلفيات الاعتداء، واعتبر أنّ «هذه الأعمال منافية للآداب العامة، وتستهدف أرقى نموذج من التعايش الإسلامي- المسيحي في منطقة صيدا وشرقها»، مطالباً القوى الأمنية «الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على المقامات الدينية المقدسة المسيحية والإسلامية، وأنّ من أقدموا على هذا الاعتداء إنما هم متأثرون بثقافة «داعش» الإرهابية التكفيرية».

بدوره، وصف راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد ما تعرضت له الكنيسة بـ«أعمال صبيانية»، وجزم في حديثٍ لـ«الجمهورية» بأنّ «هذه الأعمال لا تمتّ الى صيدا ومنطقتها بأيّ صلة، وليس لها بيئة حاضنة في صيدا التعايش الإسلامي- المسيحي»، مطالباً بـ»قيام القوى الأمنية بدورها لكشف الفاعلين ومعاقبتهم».