IMLebanon

تحقيق IMLebanon: كنيسة مار منصور في وسط بيروت تنزع شظايا الحرب عنها

 

 

من منا لا تلفته كنيسة مار منصور دي بول في وسط بيروت، تلك الكنيسة التي تقع في قلب العاصمة وتحمل ذكريات الحرب الأليمة على أعمدتها وجدرانها.

تتبع تلك الكنيسة جمعية مار منصور دي بول التي كانت جزءا من مدرسة أقفلت أبوابها مع بداية الحرب وتهدمت، إلا ان الكنيسة بقيت لتخبر قصص الماضي.

لذلك، ينظم المجلس العام لجمعية مار منصور دي بول حفل عشاء في 25 أيار لإطلاق مشروع ترميم الكنيسة في وسط بيروت لتبقى وتعكس صورة بيروت التعايش.

فما أهمية إعادة ترميم هذه الكنيسة في وسط بيروت؟ وما هي قصتها؟

هكذا تأسست الجمعية وهذا ما عانت منه

رئيسة جمعية “مار منصور دي بول” إيلا بيطار تؤكد في حديث لـIMlebanon أن “الجمعية تأسست في لبنان العام 1860 لمساعدة الفقراء والمحتاجين خصوصا أنها تأسست في فترة كان الفقر يجتاح لبنان بظل الحروب والصراعات والأزمات، وقامت الجمعية بإنشاء مدرسة تابعة لها لتأمين العلم والثقافة، وبعد فترة زمنية قصيرة قامت بانشاء مدرسة أخرى في وسط بيروت تابعة لأخوة المدارس المسيحية، والمدرسة كانت بحاجة لكنيسة، لذا أنشأت الجمعية كنيسة وأصبحت العاصمة بيروت مركز الجمعية من حيث تنبع كل الانشطة”.

وتضيف: “عاشت الكنيسة بظروف صعبة فتهدمت ثلاث مرات بسبب الحروب والصراعات المتتالية ولكن كانت دائما تعود وتنتفض من جديد، وفي العام 1975 ومع إندلاع الحرب اللبنانية ومعارك الأسواق تضررت الكنيسة وتدمر جزء كبير منها فيما تهمدت المدرسة كليا، ومنذ ذلك الوقت بقيت الكنيسة على حالها وحاولنا ترميمها لكن ظروف البلد الاقتصادية والسياسية الصعبة لم تسمح لنا”.

من جهتها، تشير المستشارة الإعلامية في جميعة “مار منصور دي بول” زينا باسيل شمعون في حديث لـIMlebanon إلى أن “الكنيسة تابعة لجمعية مار منصور دي بول التي تأسست في لبنان في القرن التاسع عشر وبنت الكنيسة في وسط بيروت، ولكن خلال الحرب العالمية الأولى تهدمت الكنيسة ولكن بعد انتهاء الحرب أعيد بناؤها، ولكن مع بداية الحرب اللبنانية في العام 1975 تضررت الكنيسة من جديد ولكنها لم تدمر كليا وبقيت شظايا الحرب محفورة على أعمدتها وجدرانها”.

وتوضح أن “الكنيسة لا تتبع أي رعية وهذا الأمر أدى الى تركها كل تلك الفترة من دون ترميم ولهذا السبب نحن بحاجة لدعم من أجل إعادة إعمارها، ومن المهم جدا أن تبقى صامدة في وسط بيروت لأن موقع الكنسية في بيروت له معان كثيرة للوجود المسيحي ولتاريخ المسيحيين وللبنان الرسالة والتنوع”.

لا تتبع رعية أو طائفة والبشر أهم من الحجر

“الكنيسة تملكها الجمعية ولا تتبع رعية او طائفة معينة والباب مفتوح أمام كل الطوائف لإحياء القداديس والاحتفالات والمناسبات، فوجودنا في قلب العاصمة يحتم علينا أن نكون منفتحين على جميع الطوائف لمساعدة كل الناس”، تشرح بيطار.

وتؤكد أن “همنا الأساس هو مساعدة الانسان من عاصمة بيروت وليس فقط فتح كنيسة من اجل الصلاة، فالصلاة وحدها لا تكفي لانها بحاجة الى عمل، ونحن كمسيحيين نؤمن بالعمل والصلاة، ورسالتنا لا تكتمل إذا لا نملك الامرين معا، ونريد ان نكون في العاصمة لخدمة المواطنين”.

وتشير بيطار الى أننا “تأخرنا في إعادة ترميم الكنيسة لأن رسالتنا وأولويتنا هي الانسان والبشر، فالبشر أهم من الحجر بالنسبة إلينا خصوصا أننا نملك 43 فرعا في مختلف المناطق اللبنانية لمساعدة المحتاجين، ولكن من خلال هذا إعادة ترميم الكنيسة يمكننا أن نخدم عددا أكبر من الناس، فوجودنا في العاصمة له أهمية قصوى ليشع هذا المركز على كل اللبنانيين ويكون مركز حوار ولقاء للجميع”.

وتشدّد على أنه “بترميم الكنيسة نكون قدم نزعنا آخر نقطة سوداء من تاريخ لبنان الأسود، فالعاصمة اليوم أصبحت جميلة جدا ولكن الكنيسة المدمّرة لا تزال تذكرنا بالحرب والحقد والموت، لذلك بترميمها نكون قد محونا تلك النقطة السوداء”.

من ناحيتها، تضيف باسيل: “إعادة ترميم الكنيسة سيكلف الكثير ولذلك قررنا القيام بعشاء يجمع كل أمناء جمعية مار منصور، فالجمعية منتشرة في جميع الاراضي اللبنانة، وكل فرع يهتم بأمور مختلفة، مثلا فرع قرنة شهوان يهتم بالفقراء أما فرع شحتول فيهتم بالعجزة والمسنين، لذا سيجتمع

مجلس الأمناء بأكمله وسندعو الاعلاميين لإلقاء الضوء على هذا الموضوع لنلقى أكبر تجاوب ممكن”.

للتبرع ودعم ترميم الكنيسة يمكنكم الدخول على هذا الرابط: https://www.stvincent-lb.org/vincent/?page_id=28