IMLebanon

تحقيق IMLebanon: جمالُ الصيف وقبح صالونات التجميل!

 

كتبت نوال نصر

هو الصيفُ والبحرُ والشمسُ والحرية، وهو الفصل الذي يزيد فيه ارتياد “صالونات التجميل” وتقليم الأظافر والبرونزاج والإسترخاء وتدليل النفس والجسد، وهو شهرٌ يُمهدُ لأمراض جلدية جمة وباكتيريا وجراثيم في حال أسأنا التعامل مع أشعة الشمس ومع نظافة صالونات التجميل. ومن هنا، من صالونات التجميل، تبدأ كل الحكاية، فماذا في تفاصيل الوجه القبيح لتلك الصالونات التي نقصدها لنتجمل فنتوه في بحر من الجراثيم والميكروبات وعدوى قاسية لا ترحم؟

أن يكون صالون التجميل “خمس نجوم” وأكثر لا يعفيه من كونه عشا للجراثيم والبكتيريا، فلا تضعوا أيديكم في المياه الباردة مرددين: نقصد أفضل وأغلى مكان! والحل؟ هناك مجموعة حلول نوقشت في ندوة إعلامية وضع النقاط على حروفها كل من المدير التنفيذي لشركة GWR consulting  نبيل رزق الله ومديرة الأبحاث والتطوير في الشركة ريمي عبد اللطيف.

 

نبيل رزق الله

 

ريمي عبداللطيف

 

هل  تعلمون أن بعض أنواع العدوى التي تتعرضون لها في صالونات التجميل يمكن أن تهدد حياتكم وغالبا ما تتراوح بين الإلتهابات الفطرية في الجلد والأظافر مرورا بالتهاب “الكبد ب” و”الكبد س” وصولا أحيانا الى حدّ الإصابة بفيروس نقس المناعة البشرية السيدا. الأمر إذا ليس بسيطا ويفترض ألا يُستهان به أبدا.

تشمل تسمية صالونات التجميل المحال والشركات التي تقدم خدمات تجميل الأظافر وإزالة الشعر بالشمع وعلاجات الوجه والتدليك والحمامات الشرقية وخدمات تزيين الشعر والحلاقة. وتؤدي إزالة الشعر بالشمع والتشذيب والبخار الى توسع المسام فيُصبح الجلد أكثر حساسية وعرضة بالتالي الى الإصابة بالعدوى وغالبا ما يكون التعرض الى أدوات غير صحية مثل المقص وماكينة الحلاقة والمناشف والفوط التي تلف العنق وحتى الكراسي مصدرا الى أنواع وأنواع من الأمراض المعدية.

لماذا قرع جرس الإنذار اليوم؟

لأنه بالكاد يوجد في الولايات المتحدة الأميركية، بحجمها وناسها، مليون إصابة في السنة في حين أنه يُسجل في لبنان سنويا، الذي لا يتجاوز عدد سكانه الأصيلين الثلاثة ملايين نسمة، أكثر من ثلاثين ألف إصابة. لذا لا بُدّ من العمل من أجل تطوير قوانين ومراسيم تشمل خطة تهدف لتحقيق ظروف صحية مثالية تُمنح على أساسها صالونات ومنتجعلت التجميل ختما موثوقا بنوعية غير قابلة للدحض وتصبح النظافة معيارا.

 

 

مشكلتنا في لبنان أن لا إحصاءات في الموضوع وأي مشكلة تطرأ لا توضع في خانة الإصابة الجرثومية مع تعليل السبب، ناهيكم أن الإصابة التي قد تحصل اليوم قد لا تظهر عوارضها إلا بعد ثلاثة أسابيع أو حتى أشهر وسنوات، وعندها يعجز المصاب عن تحديد سببها والمكان الذي التقطت فيه.

من منا لا يُحب أن يتدلل في صالونات التجميل؟

من منا لا يُحب تقليم الأظافر وتزيين الشعر والتدلك والسبا؟

لكن، هل تدرون خصوصا أنتن أيتها السيدات أن في ذاك الحوض الذي تنقع فيه أقدامكنّ عشرات أنواع الجراثيم؟ هل تدركنّ أن هذا الحوض نادرا ما يُعقم وفي حال عُقّم فإنه يتضمن ثقوبا تُبقي على الجراثيم فيه؟ ثمة امرأة عانت الأمرين طوال أعوام من باكتيريا التقطتها في هكذا حوض وامتدت الى قدمها كلها.

فلنكرر السؤال: والحل؟

فلتتبع معايير صحية صارمة تشمل كل صالونات التزيين والتجميل لأننا كلنا في خطر. ولنسأل نحن المواطنون العاملات فيها إذا كنا قد عقمنّ الآلات المستخدمة، فلنطالب بإجراء هذه العملية أمامنا، ولنسأل عن التراخيص المعطاة. هذا حقنا.

المناشف المستخدمة عند مزين الشعر، من رأس الى رأس، لا تعقمها الشمس. فلنطلب منشفة جديدة خشية أن نتعرض الى الإصابة “بالثعلبة” أو “بالتآليل” أو بباكتيريا نعرف بداياتها لكننا لا نعرف بالتأكيد خواتيمها. القمل والسيبان أيضا يتربص بنا. فلا نستهين أبدا بالمشكلات التي تتأتى هناك. في الامارات العربية المتحدة حرصوا ان يكون لكل كرسي في صالون تزيين نسائي حائز على ترخيص رسمي اثنتي عشرة منشفة على الأقل.

ثلاثة خطوط رئيسية يفترض ألا تغيب عن البال في أي صالون تجميل هي: الجودة، خدمة العملاء والنظافة. فلننتبه إذا ونحن نعبر الى فصل الصيف ولتكن أعيننا “عشرة عشرة” في بلد مثل “لبناننا” يعبق بالفساد والأزمات من ميل ومن شغف ناس لبنان من ميل آخر بالجمال والموضة. فلننتبه ولنسأل ولنتابع ولنفهم كي نحمي أنفسنا.