IMLebanon

لماذا وكيف حصلت معركة جرود عرسال؟

توجهت الأنظار السبت، إلى منطقة جرود عرسال اللبنانية المتداخلة مع الأراضي السورية (تبلغ مساحتها مع جرودها 452 كلم2) بعدما شهدت منذ الفجر اندلاع اشتباكات بين المسلحين السوريين المتواجدين فيها، وتحديداً بين تنظيم «داعش» من جهة و «سرايا أهل الشام»، وهو فصيل ينتشر عناصره في منطقة نفوذ «جبهة النصرة»، من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، وسمح الجيش اللبناني، ومن ضمن مرات نادرة، بنقل جرحى مسلحين إلى مستشفى لبناني.

وتعددت الروايات حول أسباب الاشتباكات التي اندلعت قرابة الفجر واستمرت حتى الواحدة بعد ظهر أمس ووصلت أصداؤها إلى قلب بلدة عرسال، وذُكر أنها حصلت على بعد نحو كيلومترين من آخر موقع للجيش اللبناني داخل الجرود الشاسعة.

وتحدثت الوكالة «الوطنية للإعلام» الرسمية عن أن «الاشتباكات العنيفة بين مسلحي «داعش» من جهة و «جبهة النصرة» و «سرايا أهل الشام» من جهة أخرى سجلت في محاور: شميس العجرم، خربة داود، الشاحوط، سرج النمورة، وادي حميد، الملاهي، وخربة يونين».

وذكرت رواية أن مسلحي «داعش» حاولوا اقتحام مخيم وادي حميد في محاولة لفك الحصار عنهم وحصلت معركة محتدمة بينهم وبين «جبهة النصرة» و «سرايا أهل الشام»، قتل بنتيجتها 26 مسلحاً من «داعش»، و2 من «جبهة النصرة» ومدني واحد، وأن «النصرة» تواصلت مع الصليب الأحمر اللبناني، مطالبة بمعالجة جرحاها في المستشفيات اللبنانية.

ونقل الصليب الأحمر اللبناني، بتأكيد أمينه العام جورج كتانة لصحيفة «الحياة»، 4 جرحى «بالتنسيق مع الجيش اللبناني إلى مستشفى فرحات في جب جنين في البقاع الغربي وبقية الإصابات تتم معالجتها داخل عرسال». لكنه رفض تحديد انتماء هؤلاء الجرحى وما إذا كانوا مسلحين أو مدنيين، مشيراً إلى أن الأمر «أمني بامتياز». وأكد موقع «العهد» الإخباري التابع لـ «حزب الله» أن الجرحى الأربعة الذين نقلهم الصليب الأحمر إلى جب جنين هم «من إرهابيي النصرة». ورفضت إدارة المستشفى المذكور في اتصال أجرته «الحياة» مع قسم الطوارئ فيها تأكيد استقبالها الجرحى، مكتفية بالقول إنها تنتظرهم.

وأوضح مصدر إسلامي متابع لما يجري في الجرود لـ «الحياة»، أن ما حصل أمس، هو نتيجة الدعوة الأولى التي وجهها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله إلى المسلحين في جرود عرسال منتصف الشهر، حين قال إنه «في ضوء كل التطورات في سورية، في دمشق وفي الغوطة الشرقية (ريف دمشق) والمنطقة الحدودية، أنتم تخوضون معركة في الجرود ليس لها مستقبل، ونحن جاهزون لأن نضمن تسوية مثل كل التسويات التي تجري ويمكن التفاوض على الأماكن التي يذهب إليها المسلحون بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم»، ثم جدد دعوته قبل يومين بأن «لا أفق لمعركتكم ولا أمل لكم ومسار الحرب القائمة في سورية والعراق أخذ منحى مختلفاً تماماً لذلك فلتكن هناك الفرصة المناسبة لإنهاء هذا الملف بأفضل وسيلة».

وذكر المصدر الإسلامي أنه حصلت مفاوضات في ضوء هذه الدعوات تقضي بانسحاب مسلحي «جبهة النصرة» وفق ترتيب معين، وأن تتسلم «سرايا أهل الشام» أماكنها، والأخيرة هي عبارة عن فصيل يضم مجموعات من «الجيش السوري الحر»، وهذه السرايا ليست في موقع عداء مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. ويبدو أن تنظيم «داعش» غير موافق على هذا الأمر ويريد إبقاء المنطقة في حال توتر ومفتوحة لاستخدامها كما يريد، فاقتحم عناصره مواقع السرايا فجراً بعدما عمدوا إلى تخوين مسلحي جبهة النصرة» و «سرايا أهل الشام»، وساند مسلحو «النصرة» مسلحي السرايا في رد محاولة الاقتحام الداعشية.

وأشار المصدر الإسلامي لـ «الحياة» إلى أنه تم نقل 6 مسلحين جرحى إلى مستشفى «الرحمة» في عرسال لا تعتبر حالتهم خطرة، في حين تم نقل 4 جرحى إصاباتهم بالغة إلى مستشفى فرحات. وأكد المصدر أن هؤلاء الجرحى نقلوا تحت شرط أن يعودوا بعد معالجتهم إلى الجرود. وتردد أن الشرط تم بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.

ورأى المصدر «أن الحديث عن عشرات القتلى بين صفوف مسلحي «داعش» مبالغ فيه، والرقم قد لا يتجاوز 6 قتلى». لكن الإعلام الحربي المركزي لـ «حزب الله» نقل على «تويتر» صوراً من مواقع إلكترونية لـ «جبهة النصرة» لجثث عشرات القتلى من «داعش» مكدسة بعضها فوق بعض أو داخل شاحنة. وذكرت «النصرة أن عدد القتلى تجاوز الـ33 قتيلاً.