IMLebanon

يارا… لن تُطفئي شمعتك اليوم! (بقلم مارون بدران)

كتب مارون بدران

لن تُطفئي شمعتك هذا العام! فرغم اختيارك كعكتك المفضلة، وشخصية عيدك، كعادتك قبل أشهر، إلا أن ولادتك السماوية سبقت عيد ميلادك الأرضي بثمانين يوماً. ثمانون يوماً مرت كألف سنة في عيني أمك وأبيك.

لن تُطفئي شمعتك هذا العام! لن نحتار باختيار لون فستانك. أصدقاؤك يذكرون ضحكتك وهضامتك ويصلون لك، لكنهم غائبون هذه المرة.

لن تُطفئي شمعتك هذا العام! لن تمزقي أوراق هدياكِ. لن أراكِ ترقصين وتغنين. لن أصورك وأنت تقطعين قالب الحلوى مع أخيك.

لن تُطفئي شمعتك هذا العام! لا في الكويت حيث وُلدتي وترعرعتي، ولا في لبنان والإمارات حيث تلقيتي علاجك، ولا في الولايات المتحدة حيث قضيتي آخر أيامك.

لن تُطفئي شمعتك اليوم! اليوم 2 حزيران. ففي صباح مثل هذا اليوم قبل 6 سنوات، قصدنا المستشفى، والدتك وجدّتك وأنا. دامت عملية ولادتك 18 دقيقة. صَوّرتها فيديو بكاملها. كنتُ هنا عندما شاهدتي النور لأول مرة. لم أتوقف عن البكاء لمدة 18 دقيقة أخرى بعد العملية. بكاء فرح لم أبكه في حياتي.

لن تُطفئي شمعتك هذا العام! أنت التي أصبحتِ نفسك شمعة، أذابك مرضٌ خبيثٌ، مجنونٌ ملعونٌ.

لن تُطفئي شمعتك هذا العام، ولا الأعوام المقبلة. أوقفنا عد السنوات، والشموع.

لن تُطفئي شمعتك هذا العام، لأنك بعيدة. لكن ما البُعد سوى قربٍ لم نقترب منه، وما اليوم سوى ذكرى الغد.

لن تُطفئي شمعتك اليوم، لكن شمعتك لن تنطفئ لا اليوم ولا في أي يوم.

نورها مشتعلٌ كنور وجهك. خيالها المائل كظلك الخفيف في كل مكان. ابتسامتك هنا، ما زالت تلوّن حياتنا. عطرك هنا، يملأ الدنيا ويزيّن أيامنا.

ذكراك بين الأبرار والقديسين.

يارا، كل عام وأنت ملاكنا.

مارون بدران

*اليوم عيد ميلاد يارا بدران التي حاربت بشجاعة مرض السرطان، لكنها انتقلت إلى الرب في 8 آذار 2017