IMLebanon

غريب أمر “نصرالله”!

 

 

كتبت صحيفة “المستقبل”: غريب أمر أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله: كلما راكم اللبنانيون بعض الإيجابيات على طريق تعافيهم وتعافي لبنان من أزماته الكبيرة والصغيرة أو من بعضها، خرج عليهم ببيان التوتير والتأزيم والاستنفار والشحن، وكأنهم آخر همّ من همومه، فيما إيران وسياساتها الفتنوية والتدخلية، هي الأصل عنده والأساس.

يعود الى اعتماد لغته الإيرانية التي لا تعني شيئاً سوى العمل على توريط لبنان في مشاكل وأزمات كبيرة، والاصرار على محاولة تخريب علاقاته مع أخوانه وأشقائه العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، في وقت يجهد معظم المعنيين، مثلما حصل في اللقاء التشاوري في قصر بعبدا، من أجل تحييد لبنان قدر الإمكان عن حرائق المنطقة وعدم استجرار مشاكل أكبر منه، إليه. والبحث عن السبل الكفيلة بتفعيل الاقتصاد الوطني وتحفيزه وإيجاد فرص عمل وتأمين حياة كريمة للبنانيين، وتعزيز مناخات جذب الاستثمارات وتنشيط الحركة السياحية. والعمل بدأب على الحدّ من تداعيات نكبة النزوح السوري.

والغريب أكثر، أن نصرالله يعتمد لغة لم يصل الى سقفها حتى رعاته في إيران… وهو إذا كان مكلفاً من قبلها باعتماد تلك اللغة فهذه مصيبة موازية لتكليفه منها بسفك دماء شبان لبنانيين في سوريا والعراق وغيرهما لخدمة أهدافها وأغراضها وغاياتها. أما إذا لم يكن مكلفاً، فالمصيبة أعظم وأكبر، خصوصاً أنه في هذه الحالة، يؤكد بنفسه أن تطرفه لا يقف عند حد معقول. وإنه لا يأخذ في حسبانه، لا من قريب ولا من بعيد، أكلاف هذا الأداء والسلوك على اللبنانيين عموماً ومن ضمنهم أهل بيئته.

لا شك في أن معلوماته كثيرة، لكن ما لا يعرف على ما يبدو، هو أنه لم يعد هناك، في الخليج العربي عموماً وفي السعودية خصوصاً، أو في اليمن أو في العراق أو بين عموم السوريين، من يأبه لما يقول ويدّعي طالما أن إيران هي الأصل وهو الفرع، وطالما أن ما يحصل في المنطقة عموماً، أكبر من ادعاءاته وافتراءاته.

اللبنانيون وحدهم من يدفع ثمن سياساته وارتباطاته. لكنهم في معظمهم وبرغم كل تلك الأثمان، يستمرون في تحدي الظلام واليأس والقنوط، وفي التأكيد المرة تلوَ المرة، انهم لا يوافقون نصرالله وحزبه الرأي والسياسات والارتباطات، ولا محاولة فصلهم عن محيطهم العربي وأهلهم وأخوانهم العرب. ولا التنكر عن مدّ إليهم يد العون والمؤازرة والدعم والتعاطف، فيما لم يأتهم من إيران سوى المصائب والشرور.