IMLebanon

الحريري وضع “خطة انتخابية مركزة” للشمال

 

كتبت دموع الاسمر في صحيفة “الديار”:

كل التوقعات تشير الى ان طرابلس ستشهد ام المعارك الانتخابية، ولم يعد سرا ان الرئيس سعد الحريري يولي اهمية خاصة لطرابلس وافتتح معركته الانتخابية باكرا فيها بعد ان لامس واقع التيار واشكالياته في المدينة التي وقفت في يوم ما بشيبها وشبابها الى جانبه ولم تلق منه نفس الاهتمام.

واضح ان الحريري وضع خطة عمل انتخابية مركزة للشمال تبدأ من طرابلس على ان تشمل الضنية والمنية وصولا الى عكار، وان هذه الخطة بدأ تفيذها عقب اقرار القانون الانتخابي الجديد، حسب مصدر مقرب من تيار المستقبل، وتستهدف هذه الخطة استنهاض البيئة الشمالية عامة والطرابلسية خاصة واستعادة الشارع الى سابق عهده رغم ما يواجهه من صعوبات منها مواجهة قيادات سياسية حققت تمددا في الاوساط الشعبية واحياء طرابلس كافة حتى باتت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه بسهولة.

برأي مصدر طرابلسي ان زيارة  الحريري الى القلمون ومشاركته اهلها صلاة العشاء هي مفاجئة بالشكل لكنها مدروسة بعناية في سياق جولات انتخابية معدة لدائرة طرابلس على أن تبدأ من القلمون التي ارتاح الحريري فيها لقاعدته التي وجدها محافظة على ولائها له عكس ما لاحظه في طرابلس وقد عرف الحريري توظيف هذه الزيارة في «بروبغندا» اعلامية يستفيد منها في تحالفاته المنتظرة وفي التأثير على جمهور الناخبين في طرابلس والضنية والمنية.

يرى المصدر المقرب من تيار المستقبل ان تدفق اهل القلمون لاستقبال الحريري لم يكن مستغربا لان حالته في هذه البلدة بقيت على حالها رغم تمدد الرئيس نجيب ميقاتي الى هذه البلدة وتقديم خدمات فيها فيما تنشط في البلدة تيارات اخرى كالجماعة الاسلامية التي تعتبر القلمون حاليا احد معاقلها، وثانيا الوجود التاريخي للحزب السوري القومي الاجتماعي ولتياره.

وازاء ذلك فان عدد الناخبين في القلمون البالغ قرابة الخمسة الآف ناخب موزعين بين هذه التيارات لكن القلمون هي البوابة التي شاء الحريري ان يدخل عبرها الى طرابلس لجولات انتخابية عديدة «مفاجئة « لانه آل على نفسه استنهاض الشارع شخصيا دون تكليف احد وبعد فشل جولات قيادات في المستقبل في استعادة هذا الشارع .

واللافت حسب مصدر سياسي ان الحريري يسير على خطى ميقاتي واللواء اشرف ريفي في اعادة التواصل مع القواعد الشعبية وكلاهما (ميقاتي وريفي) قطعا اشواطا في الجولات الشعبية والتواصل المباشر مع الناس عدا الخدمات المتواصلة لجمعية العزم ومساعدات ريفي للاحياء الشعبية ،في حين ان تيار المستقبل اوقف خدماته منذ اكثر من ثماني سنوات وصرفه لموظفين متخليا عنهم وتركهم يواجهون قدرهم المتعثر والمتعسر.

يقول المصدر: صحيح ان الحريري استقبل بحشد كبير في القلمون وبتدافع الشباب والفتيات والرجال لاستقباله وبالهتافات المؤيدة له لكن كل هذه الجولات لا تعادل قاعدة ريفي او ميقاتي في القلمون او في طرابلس ،حيث يدرك الحريري ان خوضه المعركة في طرابلس ووفق القانون الانتخابي الجديد له محاذير عديدة ابرزها ان هذا القانون سيؤدي الى خسارة تيار المستقبل في حد ادنى لمقعدين الى ثلاثة مقاعد وانه لن يستطيع خوض المعركة الانتخابية بمعزل عن تحالفات مع قيادات لها وزنها الشعبي في طرابلس فيما يصر الحريري على مواجهة ريفي بالدرجة الاولى كونه المنافس الاول الذي حقق تمددا على حساب المستقبل وبلغ مرحلة متقدمة من الحضور الشعبي.

يرى هذا المصدر ان الحريري لن يستطيع تحقيق الاستنهاض المرجو ما لم يمد اليد اولا الى المواطنين بالفعل الانمائي وليس بالكلام المعسول وطرابلس باتت تحت خط الفقر بكثير ، وثانيا ما لم يتحالف مع تيار شعبي قوي قادر ان يشكل رافعة له.

ولذلك كان الحريري اشد الراغبين لتمديد المجلس النيابي لسنة كي يستطيع خلال السنة لململة حالته الشعبية وهو بدأ فور اقرار القانون الانتخابي كي لا يضيع يوما واحدا من مهلة السنة حتى يصل الى موعد الاستحقاق مرتاحا في معركته الانتخابية.