IMLebanon

المصالح الأميركية – الروسية تُحدّد مسار الحلّ في سوريا

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

لم تُحرز المفاوضات السورية – السورية أية تطورات جدية. والأنظار متجهة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع، إلى اجتماعات استانة في ٤ و ٥ تموز المقبل، وما إذا سينتج عنها أي تقدم فعلي على أنه مبدئياً تم تحديد موعد مفاوضات جنيف في منتصف تموز. الروس والاميركيون والموفد الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا اتفقوا على متابعة مسارَي استانة وجنيف، الأمني – العسكري والسياسي، وعلى أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية.

ومن خلال التفاوض تلعب الأمم المتحدة دوراً في دعم عملية استانة، ووقف النار وخلق ظروف إضافية تساهم في خفض التوتر والتحضير للاجراءت اللازمة لضمان ذلك. وتفيد المصادر، أن الموضوع السوري معقد ولا يزال بعيداً عن الحل، حتى في ظل عملية خفض التوتر، ولايزال الخطر على وحدة سوريا قائماً.

وسيجرى التركيز خلال التفاوض، على التحديد الجغرافي لمناطق خفض التوتر، وسبل حماية هذه المناطق وعلاقتها مع المناطق الأخرى التابعة للنظام. وكذلك بحث التنسيق الإيراني – التركي – الروسي، والتنسيق الأميركي- الروسي. وهناك إتصالات بين الدولتين العظميين حول التفاوض وضرورة إنطلاق المسار السياسي بزخم، وحول بلورة آفاق المناطق الأمنية. وهذا التنسيق يتم في معظمه على مستوى الخبراء والمعنيين حيث تعقد اجتماعات بين الفريقين بشكل دائم، وكذلك التشاور مستمر. فالروس يدركون أن لا حل من دون موافقة الاميركيين، والاميركيون يدركون أن لا حل في ظل «الفيتو» الروسي. كذلك الولايات المتحدة موجودة في سوريا من خلال التواجد العسكري جنوبها، وروسيا أيضاً متواجدة في المناطق الأخرى، ولديهما مصالح في سوريا، ولن يكون هناك حل مهما تأخر، إلا إذا أُخذ ذلك بالإعتبار.

وتتخوف المصادر، من أن تؤثر الخلافات المستجدة سلباً على عملية جنيف وليس استانة، لا سيما وأن المعارضة السورية هي كناية عن مجموعة فصائل مدعومة كل منها من طرف إقليمي،

وبالتالي المعارضة ليست محسوبة على طرف محدد، ولا هي موحدة الرؤيا. كل الأمور المحيطة تعرقل الحل في سوريا. لكن في النهاية يبقى الحل الأساسي في يد واشنطن وموسكو، وفي الأوراق التي تمتلكانها في المنطقة وسوريا، ومدى وجود رغبة لدى كل منهما بالحل وتفاصيل هذا الحل.

منذ حصول التدخل الروسي في سوريا، ضاقت أمام المعارضة الخيارات المتعددة والكبرى. وبات الهمّ التركي هو الأكراد، والهمّ الخليجي هو اليمن، والاميركيون لم يريدوا التدخل للحسم. الأزمة الناشئة تؤثر على المعارضة، مع أن الإنقسام بين أركانها كان موجوداً بشكل أو بآخر، والمواقف لم تكن موحّدة، وبات الخوف أكبر عليها.

الآن هناك مناطق هادئة وأخرى تتعرض للقصف ولم يُحترم فيها مبدأ المناطق التي حددت لخفض التوتر. في جنيف لم يحصل تقدم والجولة الأخيرة كانت فاشلة، فقد تحدث دي ميستورا عن مجموعة عمل لبحث الدستور. حتى في هذا الأمر، لا يوجد تقدم. دي ميستورا أراد إرضاء الروس في طرح المسألة. في المدى المنظور لا تقدم، وواضح أن الروس يدعمون النظام. وحتى الآن كل ما يطرحونه حكومة وحدة وطنية، بزيادة أشخاص على الحكومة السورية، وتعديلات طفيفة في الدستور. والاميركيون لن يتدخلوا عملياً بشكل قوي في الأزمة السورية، والأولوية لديهم مكافحة « داعش «.

هناك أمل، وفق المصادر، أن تقوم مفاوضات استانة، أي الشق الأمني، تمهيداً للتفاوض السياسي، أي مفاوضات جنيف. والسؤال المطروح «هل يحصل اختراق في استانة أم أن الإمور ستراوح مكانها؟».