IMLebanon

الانتخابات الفرعية في طرابلس.. الأرزق مُحرج

كتبت دموع الاسمر  في صحيفة “الديار”:

لم تحسم حتى الآن مسألة الانتخابات الفرعية (لملء المقعد الماروني الشاغر في كسروان بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، والمقعد الارثوذكسي في طرابلس الشاغر باستقالة روبير فاضل، والمقعد العلوي في طرابلس بوفاة بدر ونوس)، على الرغم من طرحها مؤخرا في التداول السياسي على انها ستجري في 10 ايلول المقبل، لكن لم يسجل حتى الآن اي تحرك جدي في هذا الاتجاه في وزارة الداخلية اذ لم تدع الهيئات الناخبة، مما يترك للتكهنات ان تأخذ مداها حول احتمال اجراء هذه الانتخابات او التسويف لغاية مرور مهلة الستة أشهر وايجاد حجة بأن موعد الانتخابات العامة اقترب ولم يعد ممكنا اجراء انتخابات فرعية.

ترى اوساط سياسية ان بعض التيارات الفاعلة على الساحة الطرابلسية غير متحمسة لاجراء هذه الانتخابات في طرابلس، عكس كسروان التي يرتاح فيها العميد شامل روكز مرشحا لملء مقعد الرئيس العماد عون، وان التيار الازرق يأتي في طليعة هذه التيارات التي تجد حرجا في اجراء انتخابات فرعية في طرابلس خشية انكشاف حجمها الشعبي في مواجهة تياري الرئيس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي اللذين يستعدان لخوض معركة الانتخابات الفرعية وهما مرتاحان الى قواعدهما الشعبية التي تشكل منافسة جدية للتيار الازرق من شأنها ان تعريه شعبيا وتنعكس سلبا على الانتخابات العامة في ايار العام 2018.

وحسب مصادر مقربة من الرئيس نجيب ميقاتي انه في حال اجراء الانتخابات الفرعية فان مرشحه سيكون الوزير السابق نقولا نحاس عن المقعد الارثوذكسي كما سيكون له مرشح عن المقعد العلوي من المقربين اليه وطبعا من الشخصيات غير الحزبية وان ماكينته الانتخابية حاضرة بكامل جهوزيتها وقادرة على خوض المعركة في مواجهة مرشح التيار الازرق الذي يبدو انه حسم خياره في اختيار نجل النائب الراحل بدر ونوس بسام ونوس الناشط في تيار المستقبل اما مرشحه للمقعد الارثوذكسي فلم يحسمه لغاية الآن، في وقت ان للواء اشرف ريفي مرشحة ارثوذكسية من المجتمع المدني (فرح عيس) ويدرس خيارات عديدة للمقعد العلوي ممن يدورون في فلكه وهم على خصومة مع الحزب العربي الديموقراطي الذي يتريث في اتخاذ قراره حيال اسم مرشحه للانتخابات الفرعية وانه لم يعلن اي موقف قبل دعوة الهيئات الناخبة لكن مصادر الحزب تؤكد خوضه الانتخابات من موقعها بمرشح يعلن عنه في حينه علما ان مصادر الحزب تستند الى كتلة ناخبة تلتزم قرار الحزب وهي كتلة لا يستهان بها يصل عددها الى قرابة التسعة الآف صوت من اصل حوالى 24 الف ناخب حسب لوائح الشطب الاخيرة.

لم يخف الوزير السابق نقولا نحاس نيته الترشح عن المقعد الارثوذكسي في طرابلس في حال قرر ميقاتي خوض المعركة معتبرا انه ينتمي الى خط ونهج الرئيس ميقاتي الذي يبدو انه حتى الآن لن يكون حليفا لاي فريق سياسي آخر في المدينة باستثناء علاقته المميزة مع الوزير السابق فيصل كرامي المستند الى قاعدة شعبية واسعة وقدرة تجيير لا تخفى على احد في طرابلس.

وحسب الاوساط الطرابلسية ان هذه الانتخابات الفرعية ستكون «بروفه» للانتخابات العامة في ايار المقبل من شأنها ان تكشف احجام القوى والتيارات، ولذلك قد لا تسجل هذه الانتخابات اصطفافات سياسية او تحالفات انتخابية قبل 11 شهرا من الانتخابات العامة على الرغم من تصريح ريفي اكثر من مرة ان العلاقة الشخصية بينه وبين ميقاتي مميزة وممتازة، لكن لا يعني هذا تحالفا سياسيا او تقاربا انتخابيا في هذه المعركة الفرعية، ومن جهة ثانية فان الحريري يبدو انه مأزوم طرابلسيا حيث ان العلاقة بينه وبين ميقاتي باردة جدا ونقل عنه (الحريري) انه لن يتحالف مع ميقاتي، عدا اعتباره ان خصمه الاول في طرابلس هو ريفي ويليه ميقاتي، واضيف مؤخرا برودة العلاقة بينه وبين الوزير الصفدي الذي اتجه مؤخرا نحو ريفي بعد كل التقارب الذي حصل بينهما (بين الحريري والصفدي) وفجأة تسربت البرودة الى علاقتهما مما قد ينعكس على كل الاستحقاقات المقبلة ويضع الحريري في ازمة حقيقية في طرابلس. وهذا الواقع يزيد من اسهم الرئيس ميقاتي واللواء ريفي الشعبية.

كما يحظى الوزير السابق فيصل كرامي بحيثية شعبية تجعله احد اللاعبين الاساسيين في انتخابات طرابلس.