IMLebanon

“اليونيفيل” على طريق التمديد من دون تعديل

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

مع اقتراب موعد التجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» كل سنة، تتعالى الأصوات الإسرائيلية باتهامات للجيش ولهذه القوة بأنهما لايمنعان «حزب الله» من حيازة السلاح ومن تهريبه، كل مرة تحصل حملة حول هذا الموضوع.

انما هذه السنة، تتزامن الحملة مع وجود رئيس أميركي جديد لا يميل إلى دور كبير للأمم المتحدة، ولا يدعم ولا يريد أن يسدد الأموال اللازمة لهذه المنظمة الدولية التي تعنى بالأمن والسلم الدوليين وحقوق الإنسان.

وتفيد مصادر ديبلوماسية، أنه على الرغم من الحملة، فإن إسرائيل أكثر تمسكاً بدور «اليونيفيل» ووجودها، وفترة وجود هذه القوة في الجنوب، تعتبر الفترة الأهدأ في تاريخ هذه المنطقة.

وتعتبر المصادر، أن «حزب الله» في خطاباته ولا سيما الأخيرة منها، يحاول تجديد مشروعيته كمقاومة، بعدما تأثرت كثيراً سواء على مستوى الجمهور، أو على مستوى العالم العربي والإسلامي. فيذكر أن حربه الأساسية لا تزال ضد إسرائيل، وموقف الأمين العام السيد حسن نصرالله الأخير يؤكد نظرية «الردع» التي يعتمدها الحزب، في التعامل مع إسرائيل، وبأن لديه قوة كافية تمنع إسرائيل من القيام بالحرب.

وتشير المصادر، إلى أن الحزب من جراء مشاركته في الحرب السورية، إكتسب خبرات جديدة ومتنوعة في القتال. فكان قبل ذلك يعتمد إسلوب حرب العصابات، أما في سوريا فشارك في كل أنواع الحروب ضد شعبها، سواء مع الجيش السوري أو مع الميليشيات الموجودة إلى جانبه أو مع الروس والإيرانيين.

فبعد حرب العصابات، كانت حروبه متنوعة مع أنه خسر عدداً كبيراً من العناصر. وما يريد نصرالله قوله أن حربه الأساسية ليست في سوريا، بل ضد إسرائيل التي بنى عليها الركيزة الأساسية من ركائز مشروعيته ووجوده. وهو يريد أن يقلق إسرائيل ويخيفها بأنه يستطيع خلق حالة عدم إستقرار مريبة مع أنه لا يستطيع الحرب على جبهتين، أو حتى على جبهة واحدة نظراً إلى خسائره الفادحة ولا سيما في الأرواح.

وتؤكد المصادر، أن لا مؤشرات جدية لحصول حرب إسرائيلية في المرحلة الراهنة وأن إسرائيل مرتاحة «للحروب» القائمة في سوريا.

وإذ تستبعد المصادر إندلاع حرب نظراً إلى أن لا أحد سيستفيد من ذلك الآن، تؤكد أنه طالما العوامل التي تقف وراء التمديد لـ «اليونيفيل» باقية والوضع العام قائم في المنطقة على هذا النحو، فإن التمديد سيتم، لأنه ليس لأية جهة مصلحة في إنتهاء مهمة هذه القوة.

ويُرتقب، بحسب المصادر، أن يتقدّم لبنان بطلب رسمي إلى الأمم المتحدة للتجديد لـ «اليونيفيل» سنة، في منتصف شهر تموز الجاري، ذلك أن مهمة القوة تنتهي في ٣١ آب المقبل، وينبغي إجراء التحضيرات للتمديد منذ الشهر الحالي. ومن المنتظر أن يتضمن الطلب اللبناني التمديد من دون تعديل في المهمة أو في العدد.

والتجديد سيتم قبل نهاية آب عبر قرار صادر عن مجلس الأمن، بعد أن تتقدم فرنسا بمشروع قرار كما جرت العادة حول التمديد. وبناء عليه تحصل مشاورات دولية داخل مجلس الأمن، بعد أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة قد أوصى المجلس بالتمديد، بناء عل طلب لبنان.

ولا يتوقع أن يكون قرار التمديد تقنياً فقط، انما سيحمل في طياته موقفاً سياسياً للأمم المتحدة ومجلس الأمن، داعماً لدور «اليونيفيل» وللحكومة اللبنانية التي تتعاون مع هذه القوة لإنجاز ما هو مطلوب منها وفقاً للقرار ١٧٠١. لا سيما وأنه في الآونة الأخيرة كان مجلس الأمن يعلن مواقف حول لبنان كلما كان هناك إستحقاق فضلاً عن مواقف مجموعة الدعم الخاصة بلبنان، والتي أيضاً تعلن مواقف المجتمع الدولي بالنسبة إلى الوضع اللبناني.

ويشكل الإستقرار الذي توفره القوة في الجنوب عاملاً أساسياً وراء إستمرار التمديد لها. وكل الدول المهتمة بالوضع اللبناني تريد إبقاءه مستقراً إن على مستوى الداخل، أو على الحدود الجنوبية، أو على الحدود الشمالية حيث يتاخمها اللهيب السوري.