IMLebanon

أسلحة روسيّة نوعيّة تدخل الجرود.. وهذه آخر المعلومات الاستخباراتيّة!

 

اشارت صحيفة “الديار” الى أن “السلسلة” الشرقية باتت “قاب قوسين او ادنى” من اختبار جديد ينهي الوجود الارهابي على الحدود اللبنانية، بما يمثله ذلك من تحول استراتيجي في طبيعة الحرب الدائرة في سوريا، وقد ذكرت اوساط معنية بهذا الملف أن تكتيكات عسكرية جديدة، واسلحة نوعية جديدة، ستستخدم في المواجهة المرتقبة، ومن المؤشرات على قرب بدء المواجهة، ادخال الجيش السوري بالامس تعزيزات نوعية الى مواقعه على الجانب الاخر من الحدود، ومن بينها اسلحة “تكتيكية” متطورة لعل اهمها صواريخ “بي ام 27 ايرغان”، وراجمات صواريخ روسية معروفة باسم “الشمس الحارقة” او توس “وان ايه وان”، إضافة لراجمات متطورة من نوع “يو آر 77” المتخصصة في تدمير التحصينات في الجبال، وهي راجمات متخصصة في إطلاق شحنات متفجرة، وهي مجهزة صاروخياً وتستطيع تحقيق اختراقات وانفجارات ضخمة تمكنها من هدم وتدمير اهداف محصنة ضمن دائرة بطول 90 متراً وعرض 6 أمتار، وتُطلق الراجمة هذه النار عبر حبال صاروخية مزودة بعبوات متفجرة، وهو سلاح يستعمل بشكل خاص في مناطق الاشتباك الخالية من المدنيين، كما أنها وسيلة وفعالة لإزالة الألغام.

ووفقا لتلك الاوساط، فإن القيادة العسكرية الروسية ابدت استعدادها للمشاركة الفاعلة في المواجهة عند الضرورة، الطيران الروسي سيكون جاهزاً للمؤازرة اذا ما احتاج الامر الى ضرب تحصينات موجودة داخل “المغاور” في الجرود، ولن تتوانى القوات الروسية عن استخدام القاذفات الاستراتيجية او صواريخ “كاليبر” المجنحة التي تطلق من البحر، اذا ما طلب منها ذلك. فالروس “متحمسون” للمشاركة في هذه المواجهة في هذه المنطقة المفتوحة الخالية من المدنيين، ويمكن في هذا السياق “استعراض” قدرة السلاح الروسي على اختراق التحصينات الجبلية.

معلومات استخباراتية

وعلم في هذا السياق، أن المسح الجوي لمنطقة العمليات قد انتهى وباتت كل المواقع القيادية ومناطق التجمعات، ومخازن الاسلحة، محددة وفق احداثيات عالية الدقة، كما انجزت المعلومات الاستخباراتية، وفي هذا الاطار فإن التقدير شبه النهائي لعدد عناصر “جبهة النصرة” لا يتجاوز 550 عنصرا، فيما لا يتجاوز عدد مقاتلي “داعش” 175، وقد رصدت خلال الساعات القليلة الماضية حركة اتصالات بين قيادتي “داعش” و”النصرة” في الجرود في محاولة لتوحيد الجهود الميدانية لمواجهة الخطر القادم، وثمة تحضيرات عملانية للقاء يجمع امير “النصرة” في القلمون ابو مالك التلي، وامير “داعش” المعروف بابو “السوس”، ويعمل القائمون على هذه الاتصالات على تذليل الاختلافات العميقة بين الطرفين، خصوصا ان الامور وصلت في السابق الى تبادل الفتاوى “بهدر الدم”.

ووفقا المعلومات، فإن “اللعب على اعصاب” المسلحين في الجرود قد ادى الغرض منه حتى الان، فقد أدت هذه الاستراتيجية الى ارهاقهم من خلال ابقائهم على استنفار دائم، خصوصا مع ارتفاع وتيرة غارات الطيران السوري، كما زادت حالة “الشك” في صفوفهم حول جدوى المواجهة، وكذلك حالة الانقسام بينهم، وقد سمح هذا التكتيك ايضا بمراقبة ردود افعالهم، ما يسمح بتسهيل عمليات استهدافهم لاحقا.

خطوات انتحارية

وتخشى اوساط معنية بهذا الملف، من ان يدفع هذا الانتظار المرهق المسلحين الى القيام “بخطوة استباقية انتحارية”، وعلم انه من جملة الافكار المتداولة بين قيادات المسلحين في الجرود، القيام بهجوم استباقي لنقل المعركة الى قلب عرسال وقرى حدودية اخرى، بدل الانتظار في الجرود، والتعرض للابادة. لكن ثمة انقسام جدي في الموقف بين مؤيد لهذه الخطوة على اعتبار ان الوجود ضمن بيئة سكانية سيصعب الامور على الطرف الاخر، كما سيحرج الجيش اللبناني، وسيؤدي الى تعقيد المواجهة على حزب الله بسبب الحساسيات الداخلية… اما الرأي الاخر فيعتبر هذه الخطوة كـ”انتحار” لأن التخلي عن المواقع المحصنة في الجرود سيضع المقاتلين في “العراء”، كما سيعرض النازحين في المخيمات لمخاطر مباشرة، ومعظم المقاتلين لديهم عائلات هناك، كما انه سيمنح حزب الله مشروعية داخلية ويوحد المواقف في الداخل حول مشروعية عملياته القتالية… وبحسب اوساط معنية بالتحضيرت للمواجهة فإن هذا الاحتمال موضوع على الطاولة، ولن يكون تحرك المسلحين مفاجئا اذا ما حصل هذه المرة، وقيادة الجيش على اطلاع كامل على تلك المخاطر، وقد اتخذت كامل الاجراءات العملانية على الارض “لسحق” كل من يفكر في نقل المعركة الى داخل الاراضي اللبنانية المأهولة سواء في عرسال او اي بلدات حدودية أخرى.

دور الجيش

وفي هذا الاطار وبعيدا عن المزايدات السياسية الداخلية، يبقى دور الجيش في المواجهة غير قابل “للنقاش” او “الالتباس”، والبحث عما اذا كان ثمة تنسيق مسبق مع “حزب الله” والجيش السوري حول طبيعة هذه المعركة نوع من “التمرين الذهني” غير المجدي، لان حسم الاجابة عن هذا الامر لا يقدم او يؤخر شيئا في الوقائع الميدانية، مهمة وحدات الجيش المنتشرة على الحدود واضحة ولن تتغير، وهي غير قابلة “للتأويل”، حصلت المواجهة او لم تحصل، دور المؤسسة العسكرية هو منع اي اختراق مسلح للحدود اللبنانية، وهي مهمة دفاعية بحتة لا تحتاج اصلا الى اي غطاء سياسي، الاستهداف بالمدفعية مستمر وسترتفع وتيرته بحسب الحاجة، العمليات الاستباقية، العسكرية والامنية، ستزداد تلقائيا عند اندلاع المواجهات، لان طبيعة الموقف العسكري يتطلب ذلك، ومن يريد تصنيف هذا التحرك بأنه مشاركة في المواجهة لمحاولة الضغط على الجيش او “تكبيله”، فهو مخطىء في حساباته، لان تقدير الوضع الميداني يحصل من خلال المعطيات على الارض، وليس من وراء “المكاتب”. وفي هذا السياق ووفقاً لمصادر وزارية ان اطرافا وازنة في الحكومة رفضت ادراج بند على جدول اعمال مجلس الوزراء طالبت به بعض الجهات الحكومية لتحديد مهمة الجيش في اي مواجهة محتملة، وهو الامر الذي دفع رئيس الجمهورية ميشال عون بالامس الى التأكيد على منح المؤسسة العسكرية الغطاء السياسي الكامل لمكافحة الارهاب، وذلك بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة.

في هذا الوقت، يواصل اهالي بلدة عرسال من اصحاب المقالع والكسارات سحب آلياتهم ومعداتهم الثقيل من المناطق القريبة من الجرود بناء على “نصيحة” من الجيش اللبناني، وذلك وفقا لمصادر اهلية في البلدة، المعابر بين عرسال والجرود لم تقفل، لكن تم الحد من تحرك النازحين السوريين من والى البلدة.