IMLebanon

روز شويري مستحقة وعن جدارة (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني أبي نجم

يكثر توزيع الأوسمة في أيامنا هذه إلى درجة أن البعض يدنّي من قيمتها. وصلت الأمور بالبعض إلى حد شراء الأوسمة. لكننا حين نتحدث عن وسام سيدات القديس غريغوريوس الكبير الذي منحه قداسة البابا فرنسيس للسيدة روز أنطوان شويري وقلدها إياه غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي فإن المعادلات تختلف جذريا.

لا الراحل الكبير أنطوان شويري، ولا المؤتمنة على إرثه ومسيرته روز طلبا يوما تكريما من أحد على كل ما فعلاه ويفعلانه في خدمة لبنان والكنيسة، ولا اهتما يوما بشكر من أحد، لا بل ربما أكثر من كان ينطبق على أنطوان شويري قول السيد المسيح في الإنجيل: ” لا تدع يسراك تعرف بما فعلته يمناك”.

أنطوان شويري لم يدخل السياسة يوما. لم يعقد صفقة. تعب في عمله وكانت ثروته من عرق جبينه ومن إبداعاته في عالم الإعلانات في لبنان والخليج. يمكن وصفه باختصار بأنه كان عصامياً إلى أقصى الحدود وخيّراً وصاحب أيادٍ بيضاء لا يعرف تفاصيلها سوى من دق بابه يوما، ومن المستحيل على من دق بابه أن يكون عاد خائباً.

إضافة إلى إنجازاته المهنية في عالم الإعلان التي أنارت العالم العربي ككل، وإضافة إلى أعمال برّه التي فاح عطرها في لبنان، كان أنطوان شويري ابن الكنيسة البار وقام بأكثر من واجباته بكثير.

وإذا كان كثر سمعوا ويسمعون بأخبار أنطوان شويري، فإن أقل الإيمان أن يعرفوا أن شريكة دربه وعمله ونضاله لم تقل شأنا يوما عنه، وإن بقيت بعيدة عن الأضواء في المراحل السابقة. وشاءت العناية الإلهية أن تأخذ “البريزيدان” إلى فوق، فأكملت روز شويري المسيرة المهنية رغم الظروف الصعبة، كما مسيرة العطاء من دون كلل أو ملل أو انقطاع. وجسدت مثالا لابنة الكنيسة التي يُحتذى بها، إذ ترفض أن تغيب عن أي مناسبة كنسية من دون أن تترك بصماتها فيها.

كل ذلك وهي أصرت وتصر على أن تحافظ على تواضعها وبساطتها وقربها من الناس.

كلما ألتقي بها أقترب لألقي التحية عليها قائلا: “طوني أبي نجم… تذكرتيني؟” لتجيبني بذكائها الحاد وضحكتها التي تدخل القلب: “كل ما شوفك بدك تعرفني عن حالك يا طوني؟!” فابتسم وأتبادل معها جولة أفق لا أتوقف بعدها عن الإعجاب بهذه الامرأة الفولاذية وإنما الرقيقة في الوقت نفسه، الحادة الذكاء من دون أن تفقد تواضعها وبساطتها.

ست روز،

تكريمك من قداسة الحبر الأعظم عربون وفاء من الكنيسة لابنتها، وأنت لمستحقة عن جدارة. قديماً قيل: “مين خلف ما مات”، وهو يصحّ كثيرا مع “البريزيدان”، ويجوز في حالتك أن نضيف: “مين تزوّج رزو شويري مستحيل يموت”.