IMLebanon

لن نستسلم… ولن نخضع! (بقلم طوني أبي نجم)

 

 

كتب طوني أبي نجم

يبدو أن البعض يعيش نشوة “انتصارات إلهية” إلى درجة بات يظن معها، ولو لوهلة، أنه ممثل الله على الأرض، أو حزب الله المُنتدب جدّياً إلى الأرض، وما علينا نحن الآخرين، سوى الانصياع وأداء فروض الطاعة!

هذا البعض غبي لدرجة أنه ينسى أو يتناسى، أو يغض النظر عن كونه مجرّد وقود في معركة إقليمية لا تزال في بداياتها، وأنه لا يستطيع أن يحقق أي انتصار، لأن الانتصارات حين تتحقق إنما تكون لمصلحة من يأمر لا لمصلحة من ينفذ ويدفع الأثمان.

أياً يكن، فإن الانتصارات المزعومة لا تُقاس بمعركة من هنا، أو معركة من هناك. الانتصار يُقاس بالمسار التاريخي الذي وحده يُحدد من المنتصر ومن الخاسر.

في لبنان، وأقله منذ اندلاع الحرب في العام 1975، أو ربما منذ توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969، ظنت منظمة التحرير لفترات طويلة أنها انتصرت في لبنان، وأقامت ما يشبه دولتها، وخضع الكثيرة لها. ومنذ العام 1975 وحتى 2 أيلول 2004 ظن الاحتلال السوري للبنان كثيراً أنه انتصر وحكم البلد منذ أن دخلوا بثياب “الصاعقة” إلى لبنان، كما أعلنها في أحد خطاباته الرئيس الراحل حافظ الأسد، وصولاً إلى لحظة فرض التمديد القسري للرئيس السابق إميل لحود.

وفي كل المرات كانت رهانات الانتصار تخذل المراهنين. في كل مرة كان يخرج من بين اللبنانيين من ينتفض ويثور ويقاوم جدياً، لخدمة لأهداف خارجية.

سقطت “فتح” في لبنان وتقوقعت داخل المخيمات وخابت رهانات “أبو عمّار”. وانسحب جيش بشار الأسد من لبنان ذليلاً في 26 نيسان 2005، رغم كل محاولات التمسّك به تحت شعار “شكراً سوريا” في ساحة 8 آذار. والثابت والأكيد أن إيران والحرس الثوري الإيراني لا يمكن أن ينتصرا في لبنان مهما ادعى وكيلهما “حزب الله” من انتصارات!

إنه لبنان يا سادة، فأعيدوا حساباتكم.

لسنا نحن من يتم التهويل علينا بحملات سخيفة لنرضخ ونذعن. لسنا نكترث لتخوينكم وتحريضكم وتهديداتكم. ولستم أنتم من يعطينا دروساً في الوطنية!

لم نقبل يوماً لا بتهديدات “داعش”، ولا بتهويلكم المضحك بأنه “لولا قتال حزب الله في سوريا لكانت “داعش” في جونية”، ولن نشكركم على قتالكم في جرود عرسال وغيرها من الأماكن. أنتم تقاتلون بناء على أجندة إيرانية وتنفيذا لأوامر الولي الفقيه في جرود عرسال كما في حلب وحمص والقصير وريف دمشق والعراق واليمن، وتنفذون عمليات أمنية لضرب الكويت والبحرين ومصر وحتى السعودية، ونحن لا علاقة لنا كلبنانيين بمشاريعكم ومخططاتكم الإيرانية.

ما يعنينا في لبنان أننا لم ولن نستسلم يوماً.

لا، لن نقبل بأن تصبح حدود إيران على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ولن يحكم “الحرس الثوري” بيروت، ولو حكمها مؤقتا كما حكمها “أبو عمار” وحافظ الأسد، لأن مصير كل الاحتلالات إلى زوال، ولو كانت ببندقية تحمل هوية لبنانية إنما تنفذ مخططات إيرانية.

ومخطئ من يظن ولو للحظة أنه يمكن إخضاع جميع اللبنانيين. قد يخضع البعض لفترات، تماماً كمن خضعوا سابقاً ورفعوا شعار “ضروري وشرعي ومؤقت” عن جيش الاحتلال الأسدي للبنان. لكننا نحن معشر السياديين والأحرار في لبنان لن نخضع ولن ننقرض، وسنبقى نقض مضاجع أوهامكم وانتصاراتكم والمزعومة، وسنبقى نقول لا وألف لا لكل سلاح ميليشيوي وغير شرعي.

لن يصبحوا أبطالاً أبداً من اغتالوا رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار الجميل وأنطوان غانم ووسام الحسن ومحمد شطح، ولا من اجتاح بيروت والجبل، ولا من يهدّد عبر أبواقه بالقتل يومياً! ولن يكون وطنياً يوماً من يهدد علاقات لبنان ومصالح اللبنانيين ولقمة عيشهم في الخليج العربي.

“خدونا بحلمكم” يا سادة، ثمة بين اللبنانيين من يصر على أن يكون سيادياً ويرفض مشاريعكم، ويرفض كل انواع الإرهاب والخارجين على القانون. وتأكدوا أنه طالما في عروقنا نبض، فهذا يعني أننا لم ولن نستسلم يوماً!