IMLebanon

وائل كفوري أَيْمتى رَح تفيق؟!

 

 

كتبت ركيل عتيّق في “الجهورية”: ألبوم وائل كفوري الجديد أغنية واحدة، نَفَس واحد، فكرة واحدة ووجع واحد. وجع الغدر والفراق والاشتياق مُعبّر عنه بـ8 أغنيات من كلمات وألحان تحترم ذائقة المستمع، ما ان يحملها صوت وائل حتى يُكتب لها النجاح والعمر المديد. 6 أغنيات من ألبومه طُرحت منذ أيام معدودة عبر تطبيقٍ إلكتروني واحد غير مجاني. جمهور وائل ردّد الأغنيات قبله في حفله ضمن «أعياد بيروت» أمس الأوّل «كلمة وكلمة». الحفل بدوره كان أغنية واحدة متواصلة من دون انقطاع بين وائل وجمهوره.

تخطّى الفنان اللبناني منذ سنوات عديدة مرحلة الاستفتاء حول إمكانيات صوته وخامته، وأعماله كأنها بعيدة من أن يطالها النقد. في 10 مهرجانات يُشارك وائل كفوري هذا الصيف في لبنان، عدا عن الحفلات الخاصة. في كلّ حفلٍ له تَنفد البطاقات بعد أيّام من طرحها. وفي «البيال» حيث تقام «أعياد بيروت» تمّ إضافة نحو 800 مقعد على المدرجات في حفل “ملك المهرجانات”.

مقياس النجاح

تَأخُّر بَدء الحفل لنحو ساعة لم يُثِر تململ الجمهور، نحو 3 آلاف شخص انتظروا بلهفة طلّة وائل كفوري. بأغنية جديدة من ألبومه الذي سيصدر حديثاً، إفتَتح الحفل. ما ان صَدح صوته بـ”وَقت اللي بنساكي” حتى سبقه الجمهور بأدائها بصوت موحّد. بالزخم نفسه استمرّ الحفل لساعة ونصف الساعة.

في بيروت التي يُشارك بأعيادها للمرة الخامسة، بَدا وائل كفوري مُسلطناً “زيادة عن العادي”. وحين حصلت مُشكلة تقنية بالصوت، ترك الميكروفون جانباً وغنّى لجمهوره. فرح الجمهور تراه في عينيّ الفنان سعادة وخَجل مُغر.

ردّ سبب «سلطنته» إلى تفاعل الجمهور الكبير معه، وقال: «هيدا الشعب اللبناني العَيّيش». ليستلحق قوله قبل أن يسبّب له مشكلة، قائلاً: “بعرف في غير لبنانيي كمان الليلة والكلّ عراسي، بِشكركن كِلكن”.

حضنت بيروت الآتين من مختلف المناطق اللبنانية ومن سوريا وفلسطين والأردن والخليج، حيث لا فرق بين الجنسيات أو غيرها. فالجميع موحّدون على الفن الجميل. «فانز» يتواصلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعرّفوا إلى بعضهم البعض خلال الحفل، وعدد آخر كبير من المعجبين «جَمّعوا بعض» ليأتوا ويستمتعوا معاً بحفل محبوبهم.

من جديده قدّم وائل كفوري «هلّق صرنا صلح»، «وقت اللي بناسكي»، «غَدرتيني» ومقطع من «خايف». مع كلّ أغنية يزداد تفاعل الجمهور، فيزداد تألّق صوت «ملك الرومنسية». تفاعُل الجمهور مع الفنان، من عوامل قياس النجاح.

هذا العامل النفسي الذي يؤثر في أداء المغنّي بشكل كبير. وتفاعل الجمهور مع وائل كفوري ومع أغنياته التي عُمرها يومين أو أكثر من 20 عاماً، إن في لبنان أو خارجه، دليل على نجاحه الجماهيري الكبير، كما انه دليل على أنّ الجمهور بشكلٍ عام لا يرضى بأيّ «أغنية» أو بأيّ أداء.

بثقة نفس زاد من نسبتها الحاضرون في بيروت، ردّ وائل على الجمهور الذي لم يتوقّف عن الصراخ باسمه والكيل على مسامعه بكلمات الإعجاب والمديح، “هَيدي أغاني”.

أمانة الموّال

يخلو ألبوم وائل كفوري الأخير الذي يحمل عنوان أول حرف من اسمه «w»  من المواويل أيضاً. فمتى «رَاح يفيق» ويُدخل المواويل إلى ألبوماته الغنائية، أو يخصّص ألبوماً كاملاً للموّال؟ من يسمع فقط موّال «كيفُن حَبايبنا؟» لـ نصري شمس الدين بصوت وائل كفوري، ويرى تفاعل الجمهور معه، لا يُمكن أن يكفّ عن مطالبته بتقديم المواويل الجديدة، وأن يُحمّلها اسمه أيضاً، ليُكتب لها بدورها النجاح والعمر المديد، وتغنّي له الأجيال القادمة مواويله، كما يغنّي هو لـ نصري شمس الدين ووديع الصافي. خطيئة أن لا تُستخدم «الوزنات» المعطاة للانسان، وخيانة وطنية أن لا يستلم من هو مخوّل لذلك أمانة ميّزت الفن اللبناني. الموّال أمانة في حنجرتك وائل كفوري.

«لَو حُبّنا غلطة»، «هلّق تا فقتي»، «عمري كلّو»، «ما وعدتِك بنجوم الليل»، «قولك غلط» «بيحِنّ» وغيرها من الأغنيات، قدّمها وائل كفوري لجمهوره فكانت أغنية واحدة مترابطة السلطنة ومتواصلة التفاعل.

وسبق حفل وائل في بيروت ليل السبت، حفل له ضمن مهرجان جرش في الأردن مساء الجمعة الفائت، تُبيّن الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ وائل في جرش كما في بيروت، وأينما حلّ يثير الجنون بأعين مُحبّيه.

فاجأ منظمو مهرجان «أعياد بيروت» وائل كفوري بإدخال قالب حلوى كبير يحمل صورة ألبومه على المسرح احتفالاً بمولوده الفني الجديد، غنّى له الجمهور «happy birthday to you» فبادرهم بالقول إنه عيد الألبوم وليس يوم مولده، ليعود ويغنّي معهم. بعد ساعة ونصف الساعة من الغناء المتواصل، وائل كفوري وجمهوره في بيروت لم “يصيروا صلح”.

يريد الحاضرون أن يستزيدوا بعد. وائل كفوري ينهي الحفل ويغادر قبل أن تفرغ كرسي واحدة. «صار الحكي بيناتنا كلّو عتب» غنّى و»فَلّ». بقي صوته في القلوب، والحاضرون يدندنون الأغنية خلال مغادرتهم، وحالة الطرب ما زالت حالّة على وجوههم.