IMLebanon

رسالة من نصرالله إلى “داعش”!

هنأ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الأسرى بعودتهم الى الوطن بعد انتهاء معركة تحرير جرود عرسال، وقال: ما زال لدينا رفات أسير او أسيرين لدى داعش في معركة البادية ولدينا مفقودون ونتابع هذا الملف، ونحن أمام مهمة أُنجزت ومهام ومسؤوليات جديدة.

نصرالله، وفي كلمة متلفزة تناول فيها آخر التطورات تحت عنوان “مرحلة ما بعد الجرود”، لفت الى القيادة السورية قدمت كل التسهيلات في عملية تحرير الجرود، مثنياً على عمل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم “المميز والدقيق” في تطبيق اتفاق التبادل بين حزب الله وجبهة النصرة. واشار الى انّ أحد اسباب سرعة الحسم وتحرير جرود عرسال هو قتال الجيش السوري الى جانبنا في جرود فليطة.

وأضاف: لم يكن لدى القيادة السورية أيّ مانع في تسهيل انجاز اتفاق التبادل وتعاملت بإيجابية كبيرة. انّ القيادة السورية تحملت عبئاً جديداً عن اللبنانيين باستقبال مسلحي النصرة وعائلاتهم، والسلطات السورية تركت المفاوضات تأخذ مجالها ولم تضع أيّ عراقيل . كما انّ السلطات السورية قدمّت تسهيلات أكثر من أيّ عملية اخرى وهذه المسألة يجب تقديرها.

وتابع نصرالله: يجب تقديم الشكر الى القيادة السورية على كل ما قدمته من أجل انجاز الاتفاق والإفراج عن الأسرى، ولم يكن هناك أي دور للأمم المتحدة والضامن كان الأمن العام اللبناني والدولة السورية. انّ الدولة السورية وفت بالتزاماتها في إنجاز الاتفاق كعادتها، واطالب بعدم التعامل مع ملف النازحين كملف سياسي أو مالي وانّما كملف إنساني، لافتاً الى أنّه على الحكومة اللبنانية التنسيق مباشرة مع الحكومة السورية بشأن ملف النازحين.

وأوضح أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون وافق على إجراء مفاوضات التبادل وواكبها وقدم كل التسهيلات لنجاحها، كما انّ رئيس الحكومة سعد الحريري قدّم التسهيلات لنجاح المفاوضات ولو كانت محرجة له، مشيراً الى أنّ الدولة اللبنانية تصرفت بمسؤولية ما أدّى الى اكتمال النصر في جرود عرسال، وقال: نصرنا في تحرير جرود عرسال ضد الإرهاب هو بسبب الدعم السخي من إيران، وعملية انتقال سرايا أهل الشام والراغبين نتابعها فور الانتهاء من إنجاز الاتفاق.

ولفت نصرالله الى أنّ منطقة جبهة النصرة انتهت ونحن موجودون في جرود عرسال، مضيفاً: نحن جاهزون لتسليم الجيش اللبناني المناطق المحرّرة فور اعلانه الاستعداد لتسلّمها، ولا نريد فرض وجودنا في منطقة جرود عرسال ولا نريد الاحتكاك بأهل هذه الأرض، ونحن أمام نصر ميداني عسكري كبير حقق نتائج مهمة ومتقدمة. وأوضح أنّ داعش يسيطر على نحو 141 كلم2 من الأراضي اللبنانية و55 كلم2 من الأراضي السورية على جانبي الحدود، معلناً أنّ الجيش اللبناني مسؤول عن عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية وهذه العملية بدأت.

وقال: أن يقوم الجيش اللبناني بعملية تحرير بقية الجرود هو موقف متطور وممتاز والجيش قادر على ذلك، وعرض تقديم مساعدات اميركية للجيش اللبناني لتحرير الجرود هو اهانة له. انّ المشكلة في لبنان هي في المؤسسة السياسية وليس في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وسأل: لماذا لم يُتخذ قرار بقيام الجيش بمسؤولياته في الجرود حين اعتُدي سابقاً عليه وعلى القوى الأمنية؟ وهل منعنا أحداً من استعادة أرضه وسيادته؟

وأضاف نصرالله: نراهن على وجود الرئيس عون في الحرب الحاسمة على الإرهاب والإرهابيين. ولو أخذنا موقفاً محايداً، أين كان أصبح البلد في ظل انتشار الإرهاب؟ نحن ذاهبون الى معركة سيقاتل فيها الجيش اللبناني على الأراضي اللبنانية ونحن بخدمته وبتصرفه. ونريد للمعركة أن يحقق فيها الجيش انتصاراً سريعاً وحاسماً وبأقل كلفة ممكنة.

وتابع: الجبهة السورية ستُفتح على داعش وهناك سيكون الجيش السوري وحزب الله وهي جبهة أطول. انّ فتح الجبهتين في نفس الوقت يفرض التنسيق بين الجانبين ومن يرى غير ذلك هو متآمر، والانتهاء من داعش في بقية الجرود هو مصلحة لبنانية وسورية. انّ توقيت المعركة ضد داعش يحدّده الجيش اللبناني أما نحن والجيش السوري فجاهزون على الجبهة المقابلة.

وأشار نصرالله الى أنّه على قيادة داعش أن تعرف أن هناك قراراً حاسماً بمعركة لا تفصلنا عنها سوى أيام قليلة، معتبراً أنّ داعش سيواجه إجماعاً لبنانياً نادراً بالوقوف وراء الجيش لإنجاز المعركة. وتوجه الى داعش بالقول: سيأتيكم اللبنانيون والسوريون من كل الجبهات وأنتم مهزومون حكماً وتجربة النصرة أمامكم. ادعوكم للاختيار بين الميدان والتفاوض وان كان الخيار الميدان فالنتيجة حاسمة ولبنان سيكون أمام نصر جديد.

وفي سياق منفصل، تطرق الى تسريب المعلومات بشأن ما يعرف بخلية العبدلي أو خلية حزب الله في الكويت وراءه جهات نيتها التخريب، وقال: نحن حريصون على الكويت وعلى أمنها وعلى العلاقات معها وحاضرون لمناقشة أيّ التباس، ونحن حاضرون لأيّ نقاش مع الكويت عبر القنوات الدبلوماسية بعيداً من أيّ توظيف “نكدي أو كيدي”.

وأضاف نصرالله: ما يقال عن ارسالنا للسلاح الى الكويت غير صحيح، وليس لدينا أيّ سلاح في الكويت ولم نهرّب اليها أيّ سلاح. ليس لدى حزب الله خلايا أو أفراد في الكويت على الاطلاق. انّ حزب الله لم يحرض الكويتيين أبداً على النظام وهذا الكلام “مسخرة”. لا نريد للكويت إلا الخير والأمن والاتهامات التي سيقت غير صحيحة وهي اتهامات سياسية تستخدم لغايات اقليمية، وختم: نقدر ونراهن على أبوّة أمير الكويت وحكمته ونأمل أن تخرج البلاد من هذه الأزمة.