IMLebanon

المعركة ضدّ “داعش”: الجيش يصحح الخلل ويعري “حزب الله”!

تقول مصادر سياسية في قوى 14 آذار للوكالة “المركزية”، إنّ المعركة التي خاضها “حزب الله” في جرود عرسال لتطهيرها من مسلحي “جبهة النصرة” لم تكن محطّ إجماع داخلي ولئن قرّر معارضو مشاركة “الحزب” في الحرب السورية عدم مقاربة المسألة بـ”عدائية” والتصويب عليها. غير انّ الاحتضان الناقص لحرب “الأيام الثلاثة أو أقلّ” التي شنها حزب الله، لا ينسحب على المواجهة التي يستعد الجيش اللبناني لاطلاقها ضد داعش في جرود رأس بعلبك والقاع، حيث الالتفاف حول المؤسسة العسكرية، كامل ولا غبار عليه، معتبرةً انّ “الأمور في الواقع عادت إلى نصابها الوطني الصحيح، منذ الإعلان عن قرار الجيش اللبناني خوض المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي حين تؤكد ان رص الصفوف خلف الجيش اللبناني بصفته الأداة الشرعية لحماية اللبنانيين، عرّى قتال “حزب الله”، وأسقط عنه “شرعية وطنية” يفتقدها أصلا، تشير المصادر الى ان الجيش يستعدّ لمعركته محصّنا بأكثر من إنجاز يُسجّل لصالحه، أبرزها انه نجح في حماية عرسال وتأمين سلامة أهلها والنازحين اليها من تداعيات معركة “حزب الله” ضد “النصرة”، التي لم يكن شريكاً فيها، ما دل الى انه لا يتحرك وفق أجندة أي طرف محلي او اقليمي، بل ينفذ أجندة وطنية في محاربة الإرهاب، ويعمل على ساعته اللبنانية، حيث يحتفظ لنفسه اليوم بتحديد ساعة الصفر لبدء معركة الجرود 2 في التوقيت الذي يراه مناسبا.

واذ تثني على كون المؤسسة العسكرية وضعت الحرب المنتظرة في اطار “الواجب الوطني” فيما قام “الحزب” بتمنين اللبنانيين بالمعركة التي شنها وهلّل لانتصار تصفه بـ”الوهمي” ضد 120 مسلحا في جرود عرسال، دائما على حد تعبير المصادر نفسها، تقول ان التطورات المحلية والدولية التي تحوط بحرب الجيش المرتقبة، تؤكد مرة جديدة صوابية الموقف الاذاري من الوقوف الى جانب المؤسسة العسكرية وتخويلها حصرا حماية الحدود والداخل.

ففيما تتمسك عواصم القرار الدولي بهذا التوجه، وقد أعلن القائم بالاعمال البريطاني في لبنان بن واستينج أمس من السراي ان “المملكة المتحدة تدعم الجيش اللبناني باعتباره المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان، وهو الوحيد الذي نجح وبمفرده في صد غزو داعش في العام 2014، والذي يشكل الحجر الاساس للسيادة اللبنانية”، أعطى مجلسُ الدفاع الاعلى الذي التأم في قصر بعبدا مطلع الاسبوع الاوامر للجيش بتحرير الاراضي اللبنانية من داعش، واضعا في عهدته وحيدا هذه المهمة السيادية في موقف يلاقي أيضا الرياح الآذارية.

وقد أتى تشديد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري خلال الاجتماع المذكور على التزام لبنان التحالف الدولي لمحاربة الارهاب وعلى قدرة الجيش وحيدا على خوض المعركة، اضافة الى تمسكهما بكون ما يقوم به الجيش في الجرود مهمة وطنية يقع تنفيذها على عاتقه فقط من دون تدخّل أو تداخل على أرض المعركة، ليمنحه حصانة سياسية قوية من جهة ويقطع الطريق على الاصوات التي تحاول استغلال المعركة المنتظرة لدفع لبنان الرسمي والعسكري نحو التنسيق مع الجيش والنظام السوريين، على حد تعبير المصادر.

وتخلص المصادر مؤكدة ان المكونات اللبنانية كلّها، السياسية والمذهبية، تقف خلف الجيش والى جانبه في أي قرار يراه مناسبا، مطمئنة الى ان محاولات البعض الايقاع بين المؤسسة العسكرية وشرائح لبنانية معيّنة، لن تنجح وسيكون مصيرها الفشل.