IMLebanon

الحريري: العلاقة مع دول الخليج جزءٌ من الأمن القومي اللبناني

 

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه «لا يمكن لأيّ طرفٍ في لبنان أن يُمْلي إرادته على الدولة»، موضحاً «ان سياستنا الخارجية قائمة على احترام الشرعيتيْن العربية والدولية وعدم توريط البلاد بصراعاتٍ لا تَخدم مَصالح شعبنا».

واعتبر في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية ان إنقاذ الدولة والحؤول دون التحاق لبنان بدوامة الخراب في المنطقة إنجازٌ يستحقّ التضحية بغضّ النظر عن حسابات الربح والخسارة».

واذ أشار الى «ان هناك خلافات سياسية إقليمية ومعروفة بيننا وبين (حزب الله) المُشارِك في الحكومة»، اعتبر ان «ما نسعى إليه هو تحييد بلدنا عن حرائقِ المنطقة وأتمنّى أن يكون الجميع بلبنان ما زالوا ملتزمين بالتوافق على أن المصلحة الوطنية بأن يكون استقرارٌ وحكومة فاعلة وبرلمان يقوم بعمله»، مشدداً على ضرورة «الكفّ عن محاولات الالتفاف على التفاهم الوطني على وضْع خلافاتنا حول السياسات الإقليمية جانباً».

وعن المعركة التي يستعدّ الجيش اللبناني لخوضها لطرْد «داعش» من جرود رأس بعلبك والقاع، أوضح «اننا لن نقبل بأن يكون هناك أيّ نوعٍ من الإرهاب على أيّ جزءٍ من الأراضي اللبنانية»، لافتاً الى «أن قرار مجلس الوزراء واضح بإعطاء الأمر للجيش وحده لاتخاذ ما يلزم وفي الوقت الذي يراه مناسباً لحسْم المعركة ضد الإرهاب (…) وهو يَمْلك مطلق الصلاحيات للتصرّف وفق ما يراه مناسباً لإنجاز مهمّته بعيداً من محاولات إقحامه في مسائل تنطوي على مآرب سياسية»، ومشدداً على انه «بمعزل عن كل ما يقال حول المعركة التي سيخوضها الجيش اللبناني، فإن الموقف الثابت هو أن الدولة وحدها هي الحلّ والجيش اللبناني هو الجهة المخوّلة وحدها حفظ سلامة الأمن الوطني».

وأشاد الرئيس الحريري بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد واصفاً إياه بأنه «قامةٌ استثنائية وحكيمة»، لافتاً الى «ان المحادثات مع سموّه دائماً مفيدة ومميّزة (…) وسنؤكد كدولةٍ لبنانية حرْصنا على أفضل العلاقات مع الكويت وعلى عدم تعكير صفوها أو السماح لأيٍّ كان بالتورّط في عملٍ يمسّ السيادة والأمن ويتجاوز القانون»، وكاشفاً ان البحث مع سموّه سيتطرق ايضاً الى «القضايا الأساسية التي تَجْمَعُنا ونتشارك في الرؤى حولها، سواء تَعلّق الأمر بالملف السوري وموضوع اللاجئين أو بملف التطرّف ومحاربته أو الإجماع العربي على التصدّي لمحاولاتِ الآخرين التدخل في شؤون دولنا الداخلية».

وانطلق الحريري في مقاربته العلاقة مع الكويت وقضية «خلية العبدلي» من «قيمة سياسية زرعها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري دائماً ومفادها أن العلاقة مع دول الخليج والدول الأخرى الصديقة والمُحِبَّة هي جزءٌ من الأمن القومي للبنان»، معتبراً «ان أيّ تَورُّط في الكويت لأيّ طرفٍ او شخصٍ من لبنان هو ضرْبٌ لمفهوم الأمن القومي اللبناني نفسه»، ومشدداً على «اننا لن نسمح لأحد كائناً مَن كان بأن يساهم في زعزعة الأمن والاستقرار لدولة الكويت، وسنبذل كل ما في وسعنا لتبيان الحقائق بتفاصيلها أولاً، ثم نتخذ الإجراءات الكفيلة لضمان عدم حصول ذلك مستقبلاً».

وإذ اكد «اننا ندين أيّ عملٍ ضدّ الكويت ونحن في صدد الاطلاع على كل التفاصيل المتعلّقة بخلية العبدلي من خلال الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة»، لفت الى «إجماعٍ لبناني شعبي ورسمي على رفْض الإساءة الى الكويت أو المساس بأمنها او التعرّض لاستقرارها من أيّ طرفٍ كان، في لبنان وخارجه»، معلناً أنه «لا يمكن لأي شخصٍ طبيعي أن يوافق على ملاقاة يد الخير الكويتية بيدِ غدرٍ. وهذا شخصٌ يكره لبنان قبل أن يكره الكويت».