IMLebanon

كيف تتجنبون الخيانة الزوجية؟

كتبت ساسيليا دومط في صحيفة “الجمهورية”:

تؤمن دارين بالمثل القائل «الزوج الوفي هو الذي لم تكشف خيانته بعد»، فبنظرها كل رجل يخون زوجته إلّا أنّ هنالك مَن هو أذكى من غيره فيتمكّن من إخفاء ذلك، أو أنّ الظروف قد ساعدته فلم يفضح أمره بعد. وهي عندما تبدأ بتعداد العلاقات الجانبية للأزواج المحيطين بها، لا تنتهي، وأكثر ما يصدمها هو زوج صديقتها المفضّلة الذي لا يتوقف عن إقناعها بالدخول بعلاقة جنسية معه، وهي تأسف لأنّ صديقتها «مغشوشة» بزوجها، وتتباهى بوفائه وحبّه لها. ترى ما هي أسباب الخيانة الزوجية؟ وهل تعني انتهاء العلاقة بين الشريكين؟ وهل فعلاً يقوم بها الرجال بنسبة أكبر من النساء؟

غالباً ما يتردّد على مسامعنا بأنّ خيانة الرجل بسيطة، أما عندما ترتكبها المرأة، فتصبح عظيمة وهدّامة للعلاقة الزوجية. يعود سبب هذا التفاوت بمستوى قبول وتبسيط الخيانة الزوجية بين الجنسين للبيئة الذكورية أولاً، البيئة التي تحلّل للرجل ما تحرّمه على المرأة، التي تربط زواجها وعائلتها وعائلة زوجها بخيط الشرف الرفيع، الذي يُختصر بعلاقتها الجنسية.

أما السبب الثاني للتفاوت فهو أنّ الرجل غالباً ما يدخل في علاقة جانبية، خارج الزواج لأسباب جنسية مجرّدة من العواطف، وتلبيةً لرغباته وحاجاته الجسدية، ونردّد ونقول غالباً، فلا مجال هنا للتعميم، ويكمن الخطر في تورّط المرأة في الخيانة الزوجية الذي قد يكون مؤشراً الى وقوعها في حبّ رجل آخر، ما يهدّد كيان الزواج والعائلة ككل.

يُصاب مَن تعرّض للخيانة بجرح نرجسي عميق، يطال ثقته بنفسه وتقديره لذاته، وينعكس ألماً نفسيّاً وجسديّاً، وقد يحمله لسنوات طويلة، فاقداً حسّ الفرح والسعادة والحب من جديد.

ما هي أسباب الخيانة الزوجية وكيف نتجنّبها؟

1 – الإبتعاد من تكرار النزاعات والمشكلات الزوجية، كي لا يبحث الشريك عن الإنسجام والراحة خارجاً. وهنا لا بد من الحوار البنّاء والإبتعاد من جرح الآخر.

2 – عدم السماح للأهل والأصدقاء بالتدخّل في حياة الشريكين الخاصة، من خلال إفشاء الأسرار طلباً للمشورة والمساعدة، أو للشكوى دون علم الآخر، الذي يفسّر الأمر بالغدر من قبل شريكه، فهو يفضل أن يُبقي بعض الأمور الخاصة طيّ الكتمان. من هنا لا بدّ من التعاون للحفاظ على حدود متينة خاصة بهما، لا يتخطّاها أحد، أيّاً كان.

3 – حالات المرض ومراحل الحمل والولادة، كما موت وفقدان أحد المقرّبين أو حتّى خسارة عمل أو وظيفة، يدفع بأحد الزوجين للهروب وذلك بسبب عدم الوعي الكافي لأهمية الشراكة في السراء والضراء، ليس فقط في أوقات الفرح والتسلية.

4 – عدم القدرة على تكريس وقت ومكان محدَّدين للزوجين معاً، بعيداً من الجميع حتّى الأهل والأبناء، وقت يعملان فيه على تذليل العقبات من خلال الحوار والتعبير عن العواطف من حب وفرح وانزعاج وألم وغضب…

5 – عدم إهمال الخروج معاً للهو والتسلية كالسفر والسهر، والطلب من أحد المقرّبين الإهتمام بالأبناء.

6 – عدم إغفال تقديم الهدايا والإحتفال ولو بطرق بسيطة بالمناسبات الخاصة كالأعياد والإنجازات والنجاحات.

7 – عدم إهمال الذات والمحافظة على التألّق والمظهر الجميل، خصوصاً الزوجة عند انغماسها في مسؤوليات عملها خارج البيت وداخله بالإضافة للإهتمام بالأولاد وتدريسهم…

8 – عدم حمل هموم العمل وانعكاساته إلى البيت، بل ترك ذلك خارجاً بهدف الإبتعاد من الضغوطات والتوتّر.

9 – عدم الضغط على الشريك وحرمانه من بعض الخصوصية والراحة وتفسير ذلك بأنه لم يعد يحبك أو يثق بك، فبعد إعطائه بعض الوقت للراحة سوف يأتي ويقول ما عنده.

10 – عدم التفرّد في اتّخاذ القرارات المتعلّقة بالزوجين معاً، خصوصاً في مجال قبول دعوات الخروج مع الأصدقاء.

11 – لا تجعلا المنزل مكاناً يلفّه الملل والضجر والصمت بل اسعيا دائماً إلى إدخال بعض التغيير والمشاريع للتسلية والفرح.

12 – لا تهملا تفاصيل العلاقة الجنسية وجذب الشريك، وذلك من خلال الإهتمام بالتفاصيل كالملابس والعطر والموسيقى، الرقص والعناق والقبلات.

13 – افصلا بين التقدّم والتطوّر الشخصي وتطوير العلاقة، فقد يتلهّى أحد الزوجين بالدراسة والتعلّم والعمل ويهمل شريكه.

14 – عدم التباهي والنظر إلى الشريك بطريقة دونية، خصوصاً في حال الفرق الثقافي والإجتماعي بين الزوجين.

أسباب كثيرة أخرى لم نذكرها مسؤولة عن الخيانة الزوجية، لكنّ الأهم لا يكمن في المسبّبات بل في اعتماد العلاقة الزوجية السليمة، وفهم الآخر وتقبّل ظروفه، والنضوج العاطفي لمعالجة المطبّات الزوجية كالخيانة، والوقاية منها.