IMLebanon

امران يقرّبان “التيار” و “القوات”!

 

رات الوكالة “المركزية” انه رغم التباعد بينهما في مقاربة ملفات كثيرة، من بواخر “الطاقة” الى النزوح السوري، وصولا الى العلاقات مع نظام الرئيس بشار الاسد، مرورا ببعض “الزكزكات” الانتخابية، يصرّ طرفاً “ورقة اعلان النيات” على أن علاقتهما “استراتيجية” ولن تعود الى الوراء، ويحصران خلافاتهما في إطار تكتي ظرفي موضعي، في حين توضح أوساطهما ان التحالف القائم بينهما لا يعني الذوبان او الانصهار التام في بعضهما البعض، ولا يحوّلهما فريقا واحدا، بل من الممكن في أحيان كثيرة، أن تكون لكل منهما وجهة نظره وقراءته الخاصة للتطورات والقضايا المحلية والاقليمية والدولية.

وبعد الاجتماع الذي ضمّ صباح السبت الماضي في منزل رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل في اللقلوق، كلاّ من باسيل ووزير الاعلام ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان، والذي استمر أكثر من ساعتين، وأُريد منه التشديد على متانة العلاقة بين الحزبين رغم التباينات التكتية بينهما، تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية” إن الاتصالات مستمرة على خطي معراب – الرابية ومعراب – بعبدا، لتحضير الارضية المناسبة للقاءات على مستوى “القيادات” تَقطع، مرة لكل المرات، الطريق على المناخات السياسية والاعلامية التي دأبت طوال الفترة الماضية، على تسويق فكرة أن “شهر عسل” التيار الوطني و”القوات اللبنانية” انتهى، وطلاقهما بات مسألة وقت”.

وفي هذا الاطار، تتوقف المصادر عند مجموعة عوامل تجمّعت في الأيام الماضية تدل الى ان “الصّدع” بين الفريقين ليس بالحجم الذي حاول “المتضررون” من تفاهمهما تصويره. فعلى الخط “الكهربائي”، برزت موافقة التيار الوطني الحر (الذي كان من أشد المتحمسين لخطة استقدام المعامل “العائمة” ومن أشد المدافعين عن حق مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة على الاشراف على المناقصات، على عكس القوات) في جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي، على الغاء المناقصات التي حصلت وعلى وضع دفتر شروط جديد، على ان توكَل الى ادارة المناقصات مهمة إطلاق استدراج العروض، في خطوة “تنازلية” من التيار البرتقالي تساهم ولو جزئيا، في ردم الهوة “الكهربائية” بينه وبين القوات.

أما في ملف الزيارات الوزارية الى دمشق، وبعد أن كان الوزير باسيل لا يعارض الرحلات هذه “كوننا عيّنا سفيرا في سوريا منذ أيام” على حد تعبيره، أعلن أمس عبر “تويتر” “أننا عبّرنا عن الرغبة الاقتصادية بحضور معرض دمشق وعن الارادة السياسية بعلاقة جيدة مع سوريا. امّا وقد عرض الموضوع على مجلس الوزراء دون الموافقة، فلم يعد يصحّ الذهاب لأنّ مشاركتنا اردناها رسمية باسم لبنان…وبالنسبة للمشاركة الفرديّة فهي شأننا ونحن نقوم بها كما يلزم”. ومن شأن هذا الموقف أيضا، والذي يلتقي في مكان ما مع موقف معراب الذي يقول ان لا غطاء رسميا للزيارات الوزارية الى سوريا، أن يقرّب بين الفريقين مجددا، دائما بحسب المصادر، خصوصا انه يتزامن مع إحجام وزير الاقتصاد رائد خوري، المحسوب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني في الحكومة، عن التوجّه الى سوريا، بعد أن أعلن الاسبوع الماضي عزمه على المشاركة في “معرض دمشق”.

وتتوقع المصادر ان يُصار في قابل الايام، الى البناء على هذه المستجدات كلّها لاعادة اللّحمة الى “جسد” تفاهم معراب، علّ الدفء العائد يساهم في إنجاز سلّة “التعيينات” العالقة وأبرزها في “تلفزيون لبنان”، التي عرقلها الفتور في العلاقة بين التيار والقوات، باعتراف وزير الاعلام شخصيا منذ أيام.