IMLebanon

دولة الإستقالة (بقلم بسّام أبو زيد)

 

كتب بسّام أبو زيد:

لا يمكن في لبنان الفصل بين القوة العسكرية والقوة السياسية، إذ ان “حزب الله” يفرض وجوده على الساحة الداخلية من خلال القوة التي يتمتع بها والتي تتيح له القتال من جنوب لبنان إلى جرود عرسال والحدود الشرقية مع سوريا، والقتال في سوريا والعراق وصولا إلى اليمن.

وإذا كانت الدولة اللبنانية تريد أن تثبت ذاتها، وطبعا في لبنان فقط، فما ينفعها هو أن تكون الوحيدة المتمتّعة بالقوة على الأرض اللبنانية، إلا أن هذا الأمر غير متاح حاليا في ظل وجود “حزب الله”، بل إن ما هو متاح هو العكس، أي ليس لمصلحة الدولة وقوتها. فالعديد من الأحزاب والتشكيلات التي تدور في فلك “حزب الله” تملك أيضا قوة عسكرية ولو متواضعة، ولكنها لا تتوانى عن إظهارها إعلاميا والقول إنها تتولى أيضا الدفاع عن لبنان في وجه الإرهاب وغير الإرهاب.

هذا الواقع ليس أبدا لصالح الدولة، ولا يمكن تغطيته بالقول إن للأمر علاقة بالوضع الاقليمي، وإن علينا الآن الاهتمام بالقضايا الأخرى لأن مسألة كهذه لا حول لنا ولا قوة.

إن وجود الدولة لا يكتمل إلا بأن يكون القرار السيادي كاملا بيدها، وفي أساسه قرار الحرب والسلم، فهكذا قرار إذا كان خارج الدولة يعني أن تهديد تخريب الدولة بكاملها من قبل أي عدو قائم، ولا سيما العدو الإسرائيلي الذي لن يتوانى عن تدمير البنى التحتية وكل ما يمكن استهدافه في حرب قد لا يكون للدولة فيها ناقة ولا جمل. ولا ينفع أيضا الكلام عن أن التدمير والخسائر ستكون متبادلة، فالدعم الذي تحظى به إسرائيل لا يحظى لبنان بالقدر اليسير منه.

إن واقعة الأمن والسلاح والسلام والحرب في لبنان على المستوى السيادي الكبير ليست في يد الدولة اللبنانية، حتى بالقوى الموجودة فيها والتي تصف نفسها سيادية، دولة تبقى عاجزة عن تفكيك ولو معسكر واحد للجبهة الشعبية القيادة العامة، ولاسيما ذاك الموجود في منطقة الدامور الناعمة، فهل هو في منظومة الجيش والشعب والمقاومة؟ أم هو في منظومة نظام سوري تتم حماية أوصاله في لبنان؟