IMLebanon

حماوة ملفات تحيط جدول السراي وتساؤلات عن نوايا عون و”حزب الله”؟!

army-lebane-arsal

أبلغت مصادر وزارية صحيفة “النهار” أن الجلسة العادية لمجلس الوزراء اليوم ستواجه أزمة عرسال وستنتهي إما الى اعتكاف وزراء “التيار الوطني الحر” ويتضامن معهم وزيرا “حزب الله”، وإما الى القول “إن للبحث صلة” في انتظار متابعة النقاش في هذا الملف. وتوقعت أن يثير وزراء الحزب و”التيار” موضوع عرسال من زاوية المدينة والتلال لحسم وضعها من طريق الجيش وأن يطالبوا بأن يكون ملف التعيينات في قوى الامن والجيش في إطار سلة واحدة.

ورأت مصادر متابعة لمجلس الوزراء أن ما شهدته جلسة المجلس امس المخصصة لمشروع الموازنة كان مؤشراً لحماوة الجلسة اليوم في مسألة عرسال، في حين أن ملف التعيينات الامنية أرجئ الى الاسبوع المقبل. ولفتت الى ان سقوف المناقشات العالية لا تمنع أن قوى أساسية ممثلة في الحكومة مثل الرئيس نبيه بري و”المستقبل” والنائب وليد جنبلاط لا تريد انفراط عقد الحكومة في حين ان “حزب الله” لم يعط إشارة سلبية الى مصير الحكومة. كما أن “التيار الوطني الحر” لم يعلن أنه مع رحيل الحكومة. وأضافت أن ما يجري في موضوع عرسال يضمر ربط لبنان بالموضوع الاقليمي، في حين أن لبنان أحوج ما يكون الى إبعاده عن حرائق المنطقة. وصرح الوزير بطرس حرب ليلا بأن “لا مصلحة لأحد في تعطيل الحكومة رغم الجدل الكبير الذي أتوقعه في جلسة اليوم. فالحكومة لن تطير لأن الحالة مستمرة على ما هي وهي حكومة أوكسجين الى حين انتخاب رئيس”.

وحول ما دار في جلسة امس، قالت المصادر الوزارية إن وزير الخارجية جبران باسيل طرح في مستهلها موضوع عرسال، مشيراً الى الى ان “التيار” طرح الموضوع في الجلسة السابقة لكن لم يجد استجابة. فرد رئيس الوزراء تمّام سلام: “هل ينتظر الموضوع الى الغد؟”، فأجاب باسيل: “إذا بكرا بنشوف”.

فتدخل وزير الاعلام سجعان قزي وقال: “هذا الموضوع لا ينتظر الى الغد، بل نريد أن يطرح اليوم موضوع عرسال ومعه كل واقع الحدود الشمالية والشرقية. نحن لا نستطيع أن نمضي في مناقشة الموازنة فيما سيف عرسال والتعيينات الامنية مصلت فوق رؤوسنا”.

ثم تعاقب على الكلام وزير الصناعة حسين الحاج حسن ووزير التربية الياس بو صعب فأيدا ما طرحه باسيل، لكن الرئيس سلام تمسك بإرجاء البحث في الموضوع الى جلسة اليوم. ثم كانت كلمة لوزير الداخلية نهاد المشنوق قال فيها إن القضايا الامنية يطرحها الوزراء المعنيون في الوقت المناسب.

بعد ذلك انصرف المجلس الى المصادقة على عدد من بنود مشروع الموازنة الى أن تبيّن عند بحث بند وزارة الطاقة والمياه ان النصاب مفقوداً فرفعت الجلسة. واعتبرت المصادر توقيع الوزراء امس 66 مرسوما أمراً عادياً ولا يحتمل تفسيره بالتوتر الحكومي المستجد.

من جهتها، نقلت صحيفة “السفير” عن مصادر وزارية أن يكون موضوع التعيينات الامنية هو الاساس في جلسة اليوم لا موضوع عرسال، وأنه اذا لم يحصل توافق اليوم قد تكون الجلسة آخر الجلسات، في حال قرر وزراء «التيار الوطني الحر» الاعتكاف عن المشاركة في الحكومة وانضم إليهم بعض الحلفاء، ما يؤدي الى تعليق الجلسات وبالتالي تعطيل الحكومة.
وذكرت «السفير» ان وزير الخارجية جبران باسيل طرح في بداية الجلسة ضرورة البحث في موضوع عرسال وموقف الحكومة منه، وأيده وزير التربية الياس بوصعب ووزيرا «حزب الله»، فيما ذهبت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني الى حد طلب البحث أيضاً في موضوع معركة القلمون ومشاركة «حزب الله» فيها، فرد باسيل :«فليكن.. ونحن سنطرح كل الامور ومنها التعيينات الأمنية».

وهنا تدخل وزير الداخلية نهاد المشنوق معتبراً ان التعيينات الامنية والعسكرية هي من مسؤولية الوزراء المعنيين بها، وهم يقررون متى يطرحونها. بينما لم يتكلم وزير الدفاع سمير مقبل.
وكانت المفارقة ان وزير العمل سجعان قزي طلب أيضاً البحث في موضوعي عرسال والتعيينات الأمنية في الجلسة. وقال ما معناه: «لماذا نضحك على أنفسنا ونضيع الوقت بحجة درس الموازنة؟ المشكلة قائمة فلنطرحها ولنجد حلاً لها حتى لا تبقى الحكومة تناقش الموازنة تحت سيف مصلت على رقبتها تارة بالاعتكاف او شل الحكومة او الاستقالة».
واستشهد الوزير بو صعب بكلام النائب وليد جنبلاط لـ«السفير» حول حماية الحكومة والاستقرار، فرد عليه الوزير اكرم شهيب طالباً منه عدم تفسير كلام جنبلاط على هواه.
وتكلم الرئيس سلام طالباً استكمال البحث في بنود الموازنة، ووعد ان يتم اليوم البحث في موضوعي عرسال والتعيينات الامنية وكل الملفات الاخرى موضع السجال.
وعلى هذا، توقع بعض الوزراء ان تكون جلسة اليوم ساخنة نسبياً، ما لم تحصل اتصالات مسبقة استدراكية خشية وصول الخلاف الى حد تعطيل الحكومة.