IMLebanon

جهود لـ“تصفيح” التسوية السياسية اللبنانية

ذكرت صحيفة “الراي” الكويتية إن إشاراتٍ عدّة برزت في بيروت، منذ إنهاء الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة، الى عملية “تحصينٍ” للمظلّة الاقليمية التي ترعى الوضع اللبناني والتي تشكّل السعودية وايران نقطتي الارتكاز فيها، سواء لاعتباراتٍ تتّصل بشعور أحدهما بأن “وهج” ما تَحقّق في سورية مكّنه من استدراج الآخرين الى خياراته ليفاوض انطلاقاً منها على “تسويات بالموازين” نفسها في ساحات أخرى، او لاقتناع الآخر بأن عملية “الحدّ من الأضرار” ونقْل الصراع السياسي ليصبح تحت سقف النظام وليس “على النظام” يشكّل خط “الدفاع الأول” بوجه أيّ محاولةٍ لـ “تسييل” فائض القوة والنفوذ في السلطة، وهو ما يُعتبر المعيار الفعلي لأيّ “انتصار”.

وترى دوائر سياسية ان الهواجس التي تنتاب ايران من السياسة التي سيتبعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيالها كما من مآل الحرب السورية في ضوء إعلان موسكو “الأمر لي” في مسار الحلّ، يرجّح ان يدفعها لمحاولة مدّ الجسور مع السعودية وهو ما عبّر عنه كلام وزير خارجيتها الأخير حول “الحوار الناجح” بينهما في لبنان والدعوة الى “تعميمه” على سورية، ما يعني ان العناوين الإشكالية في المشهد الداخلي، ولا سيما قانون الانتخاب، ستكون محكومة في النهاية بخواتيم “مضبوطة” تحت سقف مقتضيات “تصفيح” التسوية السياسية التي أتتْ بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وزعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري رئيساً للحكومة.

وتتواصل في بيروت مؤشرات احتضان هذه التسوية عربياً في موازاة حرص دولي على حضّ لبنان على استكمال عملية بناء مؤسساته بإجراء الانتخابات في مواعيدها (ايار المقبل)، وسط رصْد لما اذا كان المجتمع الدولي سيلاقيه في تحمُّل عبء النزوح السوري ولا سيما بعد إطلاق الرئيس الحريري “خطة لبنان الاستجابة لأزمة النزوح السوري” في حضور “أصدقاء لبنان” والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ورؤساء البعثات والمنظمات الدولية وسفراء عرب وأجانب.