IMLebanon

هذا ما يتسلّح به الحريري

لا يحمل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى لقاءاته في واشنطن عموماً ومع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خصوصاً سوى قضايا لبنانية جامعة تهمّ كل اللبنانيين وتُعنى باستقرارهم ودوام قدرتهم على تحمل أعباء وأوزار نكبة النزوح السوري وسعيهم الى إقدار الدولة بكل مؤسساتها وخصوصاً منها قواها العسكرية والأمنية المعنية حصرياً ودستورياً ووطنياً بصون السلم الأهلي وحماية الحدود وتثبيت السلم الأهلي.

وقد لا تكون سهلة محادثات الرئيس الحريري في بعض محطاتها، لكنّه يتسلّح بالموقف الشرعي الرسمي اللبناني الباحث عن مصلحة لبنان العليا والمُلتزم بالشرعيتين العربية والدولية، وموقف الغالبية العظمى من اللبنانيين المُصرّة على تثبيت سلمها واستقرارها وحياتها وتطوير دولتها وتفعيل الحركة الاقتصادية العامة، وعدم المسّ بالاستقرار النقدي، والنأي في المقابل عن شرور النكبة السورية وغيرها من الأزمات الحارقة، وبما لا يتعارض مع الانتماء العربي الواسع.

ويتسلح الرئيس الحريري بحقيقة كون اللبنانيين في غالبيتهم الكاسحة يشكّلون بيئة طاردة للإرهاب والتطرف، وحاضنة للاعتدال والانفتاح.. وبأنهم تمكنوا على مدى الشهور الماضية من تجاوز بعض أخطر أزماتهم السياسية والدستورية وحافظوا على مؤسساتهم الشرعية بعد طول تعطيل وفراغ.

تثبيت الاستقرار اللبناني وتفعيل دور الدولة ومؤسساتها يحتاجان إلى مدد إقليمي ودولي أكيد، وفي شأنين كبيرين. الأول لمواجهة تداعيات نكبة النزوح السوري. والثاني لمواصلة دعم الجيش خصوصاً والأجهزة الأمنية عموماً، وهذا بالتأكيد بعض أبرز محاور محادثات الرئيس الحريري في واشنطن اليوم.