IMLebanon

“ضبابية الفرعية” لا تلغي الاستنفار الانتخابي

 

كتبت هيام عيد في صحيفة “الديار”:

إذا كان مجلس الوزراء يستعدّ لدرس استحقاق الانتخابات النيابية الفرعية في كسروان وطرابلس في جلسته المقبلة، فإن الكلام يتزايد في الكواليس السياسية الوزارية، كما النيابية، حول احتمال عدم حصول هذه الانتخابات لأسباب عديدة منها ما هو معلن، ومنها ما هو غير معلن. فالتأجيل خلال الأشهر الماضية لهذا الاستحقاق يعكس إرادة سياسية لدى القوى الفاعلة بعدم إجراء أي انتخابات فرعية في كسروان، كما في طرابلس، وذلك انطلاقاً من تداعيات نتائجها على العلاقات والتحالفات القائمة حالياً داخل السلطة، والتي تميل، وبحسب ما توقّعت مصادر نيابية مخضرمة، إلى السلبية بالكامل. وقالت هذه المصادر ان الترشيحات إلى المقاعد النيابية الشاغرة باتت واضحة، ولكن ما هو مبهم حتى الساعة هو القدرة لدى الأطراف السياسية والأحزاب في كسروان وطرابلس على إيصال المرشح المدعوم من قبلها، ومن دون التسبّب بأي إحراج أو إرباك في المشهد السياسي العام. لكنها استدركت موضحة أنه سيكون من الصعب على الحكومة إيجاد الأسباب الملائمة لعدم إجراء هذه الانتخابات، وبخاصة أن الوقت قد أصبح داهماً، وأي قرار يجب أن يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة أولاً، كما أنه ما من دواعٍ تدفع باتجاه التأجيل ثانياً.

وخلافاً للمواقف السياسية المعلنة حول أهمية وضرورة إجراء الانتخابات الفرعية، فقد أكدت المصادر النيابية المخضرمة، أن ازدحام المواضيع السجالية وارتفاع وتيرة الاحتقان السياسي نتيجة الانقسام حول ملفات سياسية واقتصادية ومالية، يشكّل مناخاً داعماً لاحتمال التأجيل. وأوضحت أن تفاقم الخلاف بين أطراف الحكومة حول العلاقات مع سوريا، لا يبرّر الذهاب نحو التأجيل، ولكنها أكدت أن صعوبة قراءة اتجاهات الشارع لدى كل طرف، تستدعي التريّث قبل المواجهة المبكرة من خلال «بروفا» انتخابية ستعطي نموذجاً عما ستكون عليه انتخابات العام 2018 المقبل.

وعلى طريقة الانتخابات البلدية الأخيرة، التي عبّرت بوضوح عن نوع من المحاسبة لدى الرأي العام للأداء السياسي السائد، فقد لاحظت المصادر نفسها أن الشارع سيقول كلمته بشكل أقوى في الانتخابات النيابية، ولو كانت فرعية ومحصورة فقط في طرابلس وكسروان. وأضافت أن هذا الواقع دفع إلى إعلان حال الاستنفار في صفوف الأطراف المعنية بهذه الانتخابات وكأنها حاصلة في موعدها الدستوري، وبالتالي، فإن التعبئة السياسية ناشطة على أكثر من محور، وكل الملفات الحالية جاهزة لأن تتحوّل مادة للحملات الانتخابية، لكن هذا المناخ الناشط في كسروان، كما في طرابلس خلال الأسابيع الماضية، لا يلغي الشكوك في احتمال تأجيل هذه الانتخابات، لا سيما إذا تأكّدت القوى السياسية الفاعلة أنها ستجد نفسها أمام الاختبار لحجم رصيدها الشعبي، وذلك بعيداً عن كل الشعارات والتوقّعات المسبقة، كما أكدت المصادر النيابية ذاتها، والتي كشفت عن مواجهة قاسية ما بين المعارضة ومكوّنات الحكومة في كسروان، كما في طرابلس، على حدّ سواء، مع العلم أن المعارضين يستعدون منذ مدة لهذا الاستحقاق، ويرون فيه فرصة لإظهار قوتهم، وإن كانوا خارج السلطة في المرحلة الراهنة. وخلصت المصادر عينها، إلى التأكيد أن صورة الانتخابات الفرعية رمادية، وإن كانت تميل أكثر إلى السوداوية، وذلك بحسب التسريبات السياسية والإعلامية، والتي ترجّح خيار التأجيل مرة جديدة.