IMLebanon

الحريري غادر لأسباب أمنيّ فهل عودته تتعلّق بخطورة الأوضاع الأمنيّة؟

الحريري غادر لأسباب أمنيّ فهل عودته تتعلّق بخطورة الأوضاع الأمنيّة؟

هل تستقيل الحكومة ويعود الى تشكيلها ورئاستها؟

شكلت عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان مفاجأة من العيار الثقيل بعد غياب 3 سنوات ولاسباب امنية كما اعلن آنذاك ومع هذه العودة ينكسر المستنقع السياسي الراكد، على حدّ قول مصادر متابعة لتحركات الحريري لا سيما وانه يمتلك الكثير من المعلومات المتعلقة بالمنطقة وخصوصاً في لبنان كونه كان الاقرب الى مصادر صناع القرار الدولي والاقليمي، وما عودته الا لاسباب ربما تتعلق بالمصير والوجود اللبناني في زمن انهيار الدول وتشكل الخرائط الجديدة بعدما كسر «داعش» الجغرافيا واسقط اتفاق «سايكس بيكو» واعلان دولة الخلافة من الرقة الى الموصل اضافة الى كسرها الحدود السورية اللبنانية وربما يكمن هنا بيت القصيد في احد اسباب عودة الحريري على عجل.

واذا كان السبب الامني المتعلق بشخص الحريري كان وراء اختياره المنفى الطوعي فربما اسباب امنية خطيرة استدعت عودته تضيف المصادر حيث اطلت برأسها في عرسال التي لا تزال تشهد نوعاً من السخونة خصوصاً وان المسلحين الذين انسحبوا خلفوا وراءهم مجموعات تتولى الرصد والاستطلاع وحيث شهدت شوارعها يوم امس عمليات قنص اضافة الى انها لا تزال في دائرة مرمى المسلحين الذين يتواجدون في جرودها بكامل عديدهم وعدتهم وفق الاوساط نفسها.

وتقول مصادر 14 آذار ان الحريري العائد على حين غرة لم يقطع اقامته في الخارج الا لاداء مهمة انقاذية على الصعيد الوطني، لاسيما وان تكليف خادم الحرمين الشريفين له حصراً بالاشراف على انفاق الهبة الجديدة المكونة من مليار دولار لدعم الجيش والمؤسسات الامنية في وجه الارهاب، الا رسالة سعودية تفيد ان المملكة ترى فيه رجلها الاول والاخير لا سيما وان التفلت داخل الشارع السني بدا واضحاً على اكثر من صعيد الى حد ان بعض نواب التيار الازرق اطلقوا مواقف تمس المؤسسة العسكرية الى حد تشبيهها بجيش المالكي خلافاً لتعليمات زعيمهم وهذا الامر استدعى عودة الحريري الى الساحة السنية ولا سيما وان التكفيريين يحاولون سحب البساط من تحت اقدام «تيار المستقبل» وتجييش الحقد المذهبي لصالح «داعش» و«النصرة» وبقية المشتقات التكفيرية.

واشارت الاوساط الى ان خطورة الاوضاع على الساحة المحلية كفيلة باحراق البلد من ادناه الى اقصاه، لا سيما وان البؤر الداعشية بات لها وجود ملموس في الشارع السني يضاف اليه معسكرات النازحين السوريين ومعظم المخيمات الفلسطينية اضافة الى الجمر الطرابلسي الذي غالباً ما ينفض عنه الرماد وما يتعرض له الجيش اللبناني في المدينة من عمليات استهداف اكبر دليل على ذلك، ولولا التحريض الذي قام به الثلاثي «الذهبي» اي النواب خالد ضاهر وعبد اللطيف كبارة ومعين المرعبي الذين لا يوفرون مناسبة الا وسعوا فيها الى التشكيك بالمؤسسة العسكرية الى حد ان بعضهم كان يراهن على انشقاقها.

وتشير الاوساط الى ان عودة الحريري باتت ضرورة للجم الشارع السني وتنفيس احتقانه كون الاعتدال من ضرورات تمرير العاصفة، اضافة الى ان هذه العودة لم تأت من فراغ على صعيد الساحة السياسية خصوصاً وان البلاد بلا رأس، ويذهب المحللون الى ان الطبق الرئاسي قد تكون ظروفه قد نضجت وان عودة الحريري تصب في هذه الخانة وربما قد تشهد الجلسة المقبلة التي حددها الرئيس نبيه بري في 12 من الجاري لانتخاب رئيس للجمهورية قد تشهد ولادة عهد جديد ما يؤدي الى استقالة الحكومة واجراء الرئيس العتيد استشارات ملزمة تعيد الحريري الى رئاسة الحكومة فتدخل الجمهورية على خط الامان ولو بالحد الادنى، لا سيما وان مختلف المؤسسات مهددة بالسقوط على غرار ما حصل في الموقع الاول في الدولة اضافة الى ان المرحلة تستدعي الاستثمار في الامن وفق توصيف الرئيس نبيه بري وان ولادة عهد جديد هي الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل الامنية.