IMLebanon

.. العائد على متن الاعتدال

الحريري في لبنان.. «فسحة أمل»

.. العائد على متن الاعتدال

 

سعد الحريري.. الرجل المناسب بالتوقيت المناسب! عادت الحياة السياسية الإعتيادية الى لبنان، عاد الرئيس سعد الحريري، بدأ الحراك السياسي ينشط. الواقع السياسي اللبناني بات بحاجة الى توازن ما، توازن معتدل يواجه التطرّف، ويدعم عن كثب رفاق الدرب في قوى 14 آذار لانتشال لبنان من ورطة تهوّر حزب السلاح واستعادة «شريط» الإعتدال بالإجماع، وتثبيت اقوال دعم الجيش والمؤسسات الأمنية بالأفعال، متسلحاً بالهبة السعودية المخصصة لهم.

الكل يرحّب.. وأخيرا إنها المناسَبة المناسِبة والصائبة للاحتفال وتوزيع الحلوى، في ظلّ ما شهده لبنان من اغتيالات ومحاولات اغتيال وانقلابات وتعطيل للحياة السياسية والدستورية وآخِر المآسي كانت استهداف الجيش اللبناني في عرسال على الحدود مع سوريا من قبل جماعات إرهابية منظّمة. وأما الإرهاب فلا يواجَه بالتطرّف، ولا بإرهاب مضادّ، بل بالإلتفاف حول الإعتدال ومواجهة التطرّف يدا بيد. الكلّ يجمع على أن عودة الرئيس الحريري تحمل حلولا لن تنفّذ بسحر ساحر، إذا ما قرّر جميع الأطراف في الداخل التخلّي عن تطرّفهم والعودة الى الداخل. في حين أن بعض أطراف الداخل منشغلة بالقتل في الخارج، برهن الحريري أنه يعمل من أجل الشرعية في لبنان إن كان في الداخل أو الخارج.. فماذا يقول نواب وسياسيون؟

«خير خير» يقول عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب فؤاد السعد، وتمنى في اتصال مع «المستقبل»، أن «تكون الجهود باتّجاه التهدئة ووقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية مثمرة عبر دعم المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني». وأضاف «التطرف والإرهاب هَمّ يضرب المنطقة ولا بدّ أن علاجهما يكون بالإعتدال».

بالنسبة الى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم فإن «الرئيس الحريري لما كان سيغيب لولا التهديد الذي كان يعرّض حياته للخطر، وحاول احد الأطراف تقويض ما يمثّل من خط الاعتدال المسلم ليسيطر على البلد». ويتابع لـ «المستقبل»: «سيكتشف «حزب الله» أن عودته الى الاستراتيجية اللبنانية هي الفرصة الوحيدة له وللبنان لينجو من البركان الكبير الذي يضرب المنطقة، من هنا فإن عودة الحريري هي مباركة ولها دلالاتها العميقة وعلينا الإستفادة منها إذا كان فريق 8 آذار وخصوصا «حزب الله» يريد تسهيل أمور الدولة ويمنع الفراغ ويدعم الجيش ويعترف بإعلان بعبدا وتحييد لبنان عن الحرب».

ويعتبر عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب فادي الهبر في حديث لـ«المستقبل»، أنه «من المعيب تهديد الرئيس الحريري الذي اضطر لمغادرة لبنان». وتابع «لقد قمنا في 14 آذار بدورنا وكنّا ملائكة الرئيس الحريري هنا، وتغييب خط الإعتدال على رأسه الرئيس الحريري هو ضرب للبنان». ولفت الى أن «الدعم السعودي أتى صارخا ليترجم اعتدالا سنيّا على المستوى العربي وشكّل صرخة للعالم»، ومتمنيا أن «تكون العودة طويلة وآمنة بين أهله وشعبه».

من ناحيته، رحّب عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون بعودة الحريري ووصفها «بالعودة الجيّدة، ليكون على تماس مع شعبه وبيئته وباقي المكوّنات خصوصا أنه لاعب أساسي على الساحة وتحديدا في الشارع السني الذي يمثّله». ورأى لـ«المستقبل» أن «وجوده اليوم في لبنان قرار سليم لمواجهة الوضع الإستثنائي الذي نعيشه والذي يحتاج الى تدابير استثنائية من انخراط مباشر منه وإعادة الإمساك بالشارع ومتابعة حثيثة، في ظل الظواهر المتطرّفة التي تتكاثر وعلينا مواجهتها، وعلى الرئيس الحريري أن يجهد لصدّها، كما عليه أن يشارك في استنباط حلول للوضع الداخلي ووجوده المباشر سيعطي زخما للعملية السياسية».

من جهته، يشدّد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس لـ«المستقبل»، على أن: الرئيس الحريري عاد في الوقت المناسب ولبنان بحاجة الى أمثاله، وهو معروف بمواقفه الوطنية وبثوابته الأساسية، خصوصا في دعمه للجيش حينما قال «الجيش خطّ أحمر».» وتابع «من خلال متابعتي للأجواء، يمكنني القول ان عودته خلقت نوعا من الإرتياح العام على المستوى الوطني». وأضاف «لمستُ هذا الإرتياح عند كل الأطراف السياسية ولا شكّ أن الرئيس الحريري قادر على الإمساك بالشارع والسيطرة على كل الأمور ونحن بحاجة لعودته».

في هذا الإطار، يقول وزير البيئة السابق محمد رحال لـ«المستقبل»، ان «الرئيس الحريري هو رمز الإعتدال لمواجهة التطرف في الداخل والخارج، وبالتالي إن الحريري كشخصية سياسية سيحمل انفراجا على الأصعدة كافة، ومجرّد وجوده في لبنان ومتابعته الأمور عن كثب ستحوّل الأمور الى إيجابية لما فيه صالح لبنان واللبنانيين». من جهته، يعتبر رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوّض لـ«المستقبل»، أن «عودة الرئيس الحريري ترمز لإعادة تفعيل إدارة مشروع الإعتدال الذي تمثّله قوى 14 آذار ككل. ويعود هذا المشروع في لبنان بزخم كبير بعدما برهن الجيش قدرته على المواجهة وبعدما أظهرت الأمور بالتجربة أن الجيش والقوى الأمنية الشرعية قادرة وحدها على حماية اللبنانيين، ومن جهة أخرى عودة الحريري في ظل حراك إقليمي ودولي أهمّها خطاب المملكة يعني أن لبنان سيدخل مرحلة جديدة تحت عنوان إعادة قرار قوى الإعتدال في المنطقة في المواجهة». ويتابع معوّض «العودة محورية ، تعيد إحياء مشروع 14 آذار في الدولة في مواجهة السلاح، والكيان في وجه محاولات إلغاء الحدود وإدخال المنطقة في حرب مذهبية عابرة للحدود والكيانات، ومشروع الدولة في وجه الميليشيا والإعتدال في مواجهة التطرّف». وختم «لا يمكن لتطرّف أن يكون جيدا ولآخر أن يكون سيئا، ولا يواجه التطرّف بآخر، وهذا يدخلنا في متاهات خطيرة، الحل الوحيد هو الدولة والجيش».