IMLebanon

«المستقبل»: لا صحّة لوجود صفقة رئاسيّة بالتزامن مع عودته

بعد ثلاث سنوات واربعة اشهر قضاها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري متنقلا بين السعودية وفرنسا، إثر ورود معلومات من دول وسفارات اجنبية وعربية تتعلق بتهديدات لأمنه الشخصي، وتتحدث عن عملية اغتيال ستطاله، عاد لان الاوضاع الامنية والسياسية المتدهورة استدعته بصورة عاجلة ومفجائة الى لبنان، كما ان ابناء طائفته يحتاجونه اليوم اكثر من أي وقت مضى، بحسب ما تشير مصادر تيار «المستقبل» لـ «الديار»، معتبرة أن وجود الرئيس الحريري خارج البلاد لم يؤثر في شعبيته وموقعه، اذ ما زال رئيس اكبر كتلة برلمانية وهو من ابرز اقطاب 14 آذار، وهذا ما شهدناه بالامس من خلال الترحيب الشعبي به في مجمل المناطق اللبنانية.

ورأت هذه المصادر أن التطورات الاخيرة دفعت بالحريري الى العودة والتعاطي المباشر مع الملفات الشائكة خاصة الامنية منها، كما ان في جعبته خطة عمل من شأنها ان تؤدي الى حلول في الوضع السياسي المتأزم، خصوصاً ان عقد 14 آذار الحقيقي قد اكتمل بعودته، وبالتالي سيؤمن مع حلفائه دفعاً إيجابياً حيال الحراك السياسي الداخلي .

وعن ربط البعض عودة الرئيس الحريري بمسألة انتخاب رئيس للجمهورية،اعتبرت أن هذا الملف يتم ربطه بالذين يعطّلون جلسات الانتخاب الرئاسية، وليس بالذين يشاركون في كل جلسة، ولفتت الى خارطة الطريق التي رسمها الرئيس الحريري في خطاب افطار رمضان الذي اقامه تيار «المستقبل» قبل حوالى الاسبوعين، اذ كانت النقطة الاهم فيه انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لانه لا يمكن للمؤسسات ان تسير بشكل فعلي من دون رأس الهرم .

وحول ما يُحكى عن وجود صفقة رئاسية اليوم بين الرئيس الحريري والنائب ميشال عون بالتزامن مع توقيت العودة، نفت المصادر بشدة، وقالت: «هذه شائعة اطلقها احد الاعلاميين لان احداً لا يمكن ان يُغري سعد الحريري برئاسة الحكومة»، معتبرة أنه لن ينتخب اي رئيس إلا بالتوافق مع حلفائه المسيحيين، وبالتأكيد لن يوافق هؤلاء على وصول عون الى الرئاسة.

وعلى المستوى الداخلي لتيار«المستقبل»، اعتبرت المصادر أن عودته مهمة كثيراً بالنسبة الى التيار سواء لهيكلته التنظيمية وإعطاء الزخم وشد عصب الاعتدال للمحازبين والمناصرين، وهذا ما ظهر مباشرة عند جمهور التيار، اذ يأملون منه اليوم معالجة الاوضاع المتدهورة سواء في عرسال او طرابلس أو غيرها من المناطق، وبالتالي منع وقوع المكوّن السّني في أفخاخ البعض، وقالت: «السّنة بحاجة اليوم للرئيس الحريري مثلهم مثل اي طائفة في لبنان، لانهم شعروا في وقت معين بالاحباط وهذا مرفوض ولن نقبله البتة.

وفي اطار ما يمكن ان تساهم فيه عودة الرئيس الحريري لفريق 14 آذار، اعتبرت المصادر نفسها ان التشاور والتفاهم ورسم الخطط المستقبلية مع الحلفاء ستصبح اكثر فعالية، مشيرة الى ان عودته ستصوّب البوصلة عند المكوّن السّني مع المؤسسات الامنية وإعادة التواصل معها من جديد، واللقاءات ستجمع من جديد كل قيادات 14 آذار لرسم خارطة طريق جديدة توصل لبنان الى شاطئ الامان، وهو أعلن من خارج لبنان أنه سيبقى في مواجهة التطرّف مهما كانت هويته.

وختمت بالاشارة الى ان المرحلة ما بعد عودة الرئيس الحريري لن تكون كمرحلة ما قبل الحريري، اولها محاربة الارهاب ومواجهته مهما كانت هويته، والخطوة الاولى ستبدأ بالهبة السعودية المشكورة للجيش اللبناني، وهذه ابرز الخطوات العملية، متوقعة المزيد من الاجواء الايجابية التي ستترجمها هذه العودة.